على الرغم من الجهود التي تبذلها مديرية الموارد المائية لولاية بجاية لوضع حد لأزمة الماء بأغلب قرى الولاية، إلا أن العديد منها لا يزال العطش يلازمها منذ سنوات عدة.ذلك هوواقع قرى ولاية بجاية على غرار قرى بلدية فرعون، بني جليل، برباشة، كنديرة و" القصر " الذين انقطعت عنهم المياه منذ أمد طويل. وهي المعاناة التي كشفها لنا جل سكانها. ويعود سبب افتقار هذه القرى للماء الشروب حسبهم إلى التذبذب في عملية التوزيع الناجمة في كون أن الخزانات الممونة لهذه القرى والمناطق الأخرى المجاورة لا تلبي الطلب ولا تصل بالكمية اللازمة، إضافة إلى كون الشبكة قديمة وتعاني من بعض التسربات، إذ أكد بعض سكان هذه القرى أن ما يعادل 90 مترا مكعبا من مياه الشبكة تضيع في العراء مما حال دون تمكن السكان من استغلالها. وقد تقرب سكان القرى المتضررين في العديد من المرات من المسؤولين لمطالبتهم ببرمجة أشغال الترميم والإصلاح وتغيير الشبكة القديمة بأخرى جديدة وبالتالي وضع حد لمعاناتهم، إلا أنهم كانوا يصطدمون في كل مرة بوعود سرعان ما تتبخر. ويضطر سكان هذه القرى لاقتناء صهاريج الماء بأثمان باهظة لتلبية عطشهم خاصة وأن فصل الصيف على الأبواب والطلب على هذه المادة الحيوية والضرورية يشتد. حيث يقدر ثمن الصهريج الواحد ب 1200 دج والتي بدورها تفتقر لأدنى شروط النظافة معرضين بذلك حياتهم للأخطار والأمراض المختلفة. وأمام هذه الوضعية التي تعيشها جل قرى ولاية بجاية، يأمل سكانها أن تحظى مطالبهم باهتمام السلطات المعنية من أجل وضع حد لمعاناتهم التي أصبحت كابوسا يرهق كاهل العائلات منذ سنوات طويلة، خاصة وأن الاحتجاجات المتكررة لم تشف غليل السلطات وتحل مشكلتهم التي تزداد يوما بعد يوم.