أكد عبد الحميد صيام، المحلل السياسي والعضو السابق في بعثة "مينورسو"، أن إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية "ليس سوى خدمة شخصية بعيدة كل البعد عن القرار الحكومي الأمريكي". وقال صيام في تصريح لموقع "كوفيدونسيال صحراوي"، إنه "حتى يكون الإعلان قرارا لابد أن يمر عبر القنوات الضرورية القانونية والسياسية" وهو ما لم يحدث عند اعتراف ترامب. وأضاف أن الرئيس الأمريكي السابق "هو من منح هذه الجائزة وليس الدولة"، موضحا بأن الإعلان يتحول إلى قرار للدولة وفق نهج الإدارات في الولاياتالمتحدة بعد مروره عبر مجلس الشيوخ وعلى وجه التحديد من خلال لجنة الخدمات الخارجية ثم يتم تقديمه للتصويت ثم المصادقة عليه". وشدّد الخبير، في العلوم السياسية والنزاع في الصحراء الغربية والشرق الأوسط والموظف سابقا في إدارة الإعلام والشؤون السياسية في الأممالمتحدة، على أن ما قام به ترامب "يظل لا قيمة له لأن الصحراء الغربية أراض متنازع عليها تخضع للقانون الدولي" وفقا لما تؤكده قرارات مجلس الأمن الدولي التي "تحث على ضرورة استئناف الحوار لإيجاد حل دائم وعادل مقبول من قبل طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب يضمن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وكانت عدة تقارير إعلامية أثارت احتمال توجه إدارة الرئيس جو بايدن نحو مراجعة إعلان ترامب غداة تعهد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ب"النظر عن قرب" في مسألة الصحراء الغربية في رده على رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جيمس إينهوف الذي أراد معرفة رأيه بخصوص تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وأكد أن هذا الملف "سيكون من بين المسائل التي سينظر فيها". وكان إينهوف قد أعرب عن "صدمته وخيبة أمله" إزاء قرار ترامب، مذكرا بأن الجمعية العامة الأممية قد اعترفت منذ عقود بالحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره من خلال إجراء استفتاء حرّ ونزيه وأن الولاياتالمتحدة أيدت هي الأخرى هذه السياسة وعملت من أجل تنظيم الاستفتاء. وسبق أن طالب 27 عضوا من مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالتراجع عن إعلان ترامب وعودة واشنطن إلى التزامها بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. واعتبر أعضاء الكونغرس أن القرار "المفاجئ" لترامب "قصير النظر ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الإفريقية". تحية صحراوية للإعلام الجزائري بعث وزير الإعلام الصحراوي، حمادة سلمى، أمس، برسالة تحية إلى الإعلاميين الجزائريين الذين يرافعون بأقلامهم الحرة عن قضايا التحرر في العالم وعلى رأسها القضية الصحراوية والقضية الفلسطينية. وأشاد الوزير الصحراوي خلال ندوة نظمت، أمس، تحت عنوان "القضية الصحراوية في الإعلام الناطق باللغة العربية.. أسباب الغياب وسبل الحضور"، ب"الدور الكبير الذي لعبه الإعلام الجزائري في المساهمة في التحسيس بالقضية الصحراوية على مستوى الرأي الداخلي والخارجي". من جانبه أثنى مسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليزاريو، خطري ادوه، على الندوة التي اعتبرها مبادرة "تهدف إلى المساهمة في التحسيس بمعاناة الشعب الصحراوي وقضيته العادلة من خلال وسائل الإعلام". وأشاد من جانبه ب"الدور الذي تلعبه شبكة الإعلاميين الجزائريين للتضامن مع القضية الصحراوية في هذا المسعى". وشهدت الندوة مداخلات عديدة لصحفيين وإعلاميين من الجزائر وموريتانيا وتونس ومصر، نددت كلها ب"تواطؤ وانحياز الإعلام الناطق باللغة العربية إلى المغرب عندما يتعلق الأمر بتناول القضية الصحراوية". وشدّد المتدخلون على ضرورة العمل بشتى السبل المتاحة من أجل ضمان تواجد القضية الصحراوية في مختلف المحافل الدولية والوسائط الإعلامية العربية والغربية. وكذا العمل على خلق قنوات تواصل مع الإعلاميين في مختلف دول العالم وتزويدهم بآخر المستجدات التي تشهدها القضية الصحراوية. كما ركزت مقترحات المتدخلين على ضرورة التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من أهمية في إيصال معاناة الشعب الصحراوي بإمكانات بسيطة وسهلة جدا.