تعرف أسعار الخضر والفواكه بأسواق العاصمة وغيرها من الأسواق عبر التراب الوطني، ارتفاعا جنونيا منذ أيام، ضمن ظاهرة مست حتى المنتجات واسعة الاستهلاك، على غرار البطاطا التي بلغ سعرها 85 دينارا للكلغ في سوق التجزئة وعند تجار الخضر والفواكه بالعديد من الأسواق ونقاط البيع، بينما غابت بعض المنتجات عن الأسواق في عدد من الولايات، خاصة الجنوبية منها، حسبما أكد ل "المساء"، رئيس جمعية سوق الجملة للكاليتوس عمر غربي. وقفت "المساء" خلال خرجة ميدانية إلى بعض الأسواق ونقاط البيع بالعاصمة، على أسعار ملتهبة للخضر، جعلت الكثير من المواطنين يعزفون عن اقتنائها، بما فيها المواد الضرورية كالبطاطا، التي تُعد سيدة الأطباق عند معظم العائلات الجزائرية. وقد لاحظنا في بعض الاسواق أن الارتفاع في الأسعار مس جل المواد، ولم يستثن كل المنتجات، بما فيها تلك الموسمية، والتي يتم جنيها هذه الأيام، على غرار الفلفل الحلو الذي قفزت أسعاره إلى 170 دج للكلغ، وبلغ ثمنه مستوى قياسيا، وفاجأ المستهلكين، الذين لم يجدوا بديلا عن ذلك في ظل ارتفاع باقي المنتجات، على غرار الطماطم التي تجاوز سعرها 100دج للكلغ، وكذا الكوسة والفاصولياء الخضراء، والثوم التي سجلت، هي الأخرى، مستوى قياسيا تجاوز 400 دج للكلغ، وهي المؤشرات نفسها التي عرفتها أسعار المنتجات الفلاحية الأخرى، التي تأرجحت بين الارتفاع "الصاروخي" والندرة في بعض الأسواق، مثلما أكد بعض التجار الذين تحدثت إليهم "المساء"، موضحين أن غلاء أسعار الخضر هذه الأيام، راجع إلى قلة العرض. قلة المنتوج وراء ارتفاع الأسعار وفي تعليقه على هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، أرجع رئيس جمعية سوق الجملة بالكاليتوس، عمر غربي، في تصريح ل "المساء"، أرجع السبب إلى نقص المنتجات الفلاحية في هذه الفترة من فصل الخريف، وقرب انتهاء جني بعض المواد الصيفية في منطقة المتيجة، على غرار الطماطم، والفلفل، الذي سيكون جاهزا على مستوى منطقة الهضاب العليا؛ كسطيف وضواحيها وتيارت. كما ستستقر أسعار البطاطا قليلا بعد الشروع في جني محصول البيوت البلاستيكية في المناطق الساحلية في الأيام القليلة المقبلة. أما في ما يخص البطاطا التي تُعتبر منتوجا واسع الاستهلاك، فأوضح المتحدث أن سبب ارتفاع سعرها يعود إلى عدم إخراج المخزون المتواجد على مستوى غرف التبريد، وقلة المنتوج الجديد من هذه المادة، مؤكدا أن أسعار الخضر ستبقى مرتفعة مقارنة بأسعار الفواكه. ومن جهة أخرى، أرجع المتحدث ارتفاع الأسعار إلى تقليص المساحة المزروعة من قبل الفلاحين، نتيجة قلة الإمكانيات، وارتفاع الأسعار، ونقص الأمطار، وغيرها من الظروف غير المناسبة لممارسة النشاط الفلاحي. بيع المنتوج من الفلاح إلى الزبون يلهب الأسعار أكثر وفي سياق ذي صلة، انتقد عمر غربي قرار بيع المنتوج مباشرة من الفلاح إلى المستهلك، واستحالة تجسيد ذلك على أرض الواقع، مؤكدا أن ذلك سيعمّق مشكل المضاربة، وصعوبة مراقبتها، مقترحا إعادة هيكلة القطاع الفلاحي في الجزائر؛ من خلال وضع برنامج واضح، وتثمين الأراضي الفلاحية التابعة للدولة. وفي هذا الصدد، ذكّر رئيس جمعية سوق الجملة بالكاليتوس، بعدم الاستغلال الجيد لأراض فلاحية هامة من قبل المستفيدين منها، مؤكدا على ضرورة المتابعة الميدانية من قبل الغرف الفلاحية، لمعرفة طبيعة نشاط المستفيدين من الأراضي؛ سواء الذين لا يستغلون الأراضي الفلاحية، على غرار ما يحدث بالمتيجة، أو أولئك الذين يزرعون نفس المنتوج في ظل غياب الرقابة. مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى المضاربة في الأسعار وارتفاعها، والتي بلغت في سوق الجملة للكاليتوس، مستويات عالية، منها البطاطا التي وصل الكيلوغرام الواحد منها، إلى 60 دج، والفلفل الحلو من 80 دج إلى 120 دج، والبصل بين 25 و30دج، والباذنجان 70 دج، وهو نفس سعر الخيار، والطماطم بين 80 و90 دج، بينما سجل الخس سعرا قياسيا تراوح بين 180 و200 دج للكلغ، إلى جانب الفاصوليا الخضراء. وإذ اعترف المتحدث بغلاء الأسعار، أكد أن الحل في أسواق الجملة على المستوى الوطني، لتسهيل مراقبة الأسعار، والتحكم فيها.