عرفت أسواق المواد الغذائية والمحلات التجارية بولاية جيجل، خلال هذه الأيام، زيادة خيالية في أسعار الحبوب، والبقوليات، والفواكه، والمواد الغذائية الأخرى؛ الأمر الذي أدى إلى استياء وتذمر المواطنين، لا سيما أصحاب الدخل المحدود، خاصة أن ارتفاع هذه المواد الغذائية، جاء تزامنا مع الدخول الاجتماعي؛ الأمر الذي رآه أرباب الأسر، يقلّص من حجم القدرة الشرائية للمواطنين، الذين لم يعد بمقدورهم تحمّل ارتفاع أسعار بعض الحاجيات الضرورية. لم تعد حتى أبسط المواد الغذائية والخضر التي يتم استهلاكها بشكل يومي، في متناول عائلات، أنهكت جائحة كورونا وآثارها كاهلهم؛ إذ أدخلت أغلبهم في دوامة الفقر والحاجة، فأصبحوا يعودون بقفف فارغة وهم تحت صدمة الأسعار، التي ارتفعت كثيرا كالبطاطا، والخس، والثوم، والقرعة... وغيرها من الخضر الأساسية، التي قفزت أثمانها إلى أعلى مستويات قياسية، حيث وصلت البطاطا في بعض محلات التجزئة والأسواق اليومية عبر مختلف بلديات جيجل، إلى 100 دج، والخس ب 230 دج، والليمون 600 دج، والبادنجان ب 110 دج، وكلها أسعار تثير الدهشة، وتصدم الأغنياء فما بالك بالفقراء! وفي ما يخص الفواكه، فرغم أنها موسمية إلا أن البعض يشتكي من غلائها؛ إذ لا يقل سعر أجودها عن 500 دج للكيلوغرام الواحد، مثل فاكهة الخوخ، والنكتارين، والتفاح والإجاص، والعنب الذي أضحى سعره لا يقل عن 250 دج. أما عن أسعار الحبوب والبقوليات الجافة، فقد عرفت ارتفاعا كبيرا، خاصة منها تلك التي تعرف استهلاكا كبيرا من قبل الفقراء ومحدودي الدخل، كالعدس، والفاصولياء الجافة "اللوبيا"، والحمص، فضلا عن بعض المواد التي تدخل في صناعة العجائن، والتي ارتفعت أسعارها هي الأخرى؛ إذ وصل ثمن 1كلغ من العدس إلى 250 دج، واللوبيا 260 دج، فيما وصل سعر الحمص إلى 260 دج، والأرز ب 160 دج. وبهدف التخفيف من معاناة المواطنين في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الاستهلاكية والبقوليات الجافة والحد من آثارها الوخيمة على جيوب المواطنين، خاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود، وفي إطار مساعي الاتحاد الجهوي للتعاونيات الفلاحية للحبوب بولاية جيجل لضبط أسعار بعض الحبوب، تم تخصيص 3 نقاط بيع على مستوى كل من السوق المغطاة بحي الفرسان بمدينة جيجل، والسوق المغطاة بوسط مدينة الطاهير، ومقر وحدة قاوس. وأكد مدير الاتحاد الجهوي للتعاونيات الفلاحية للحبوب بجيجل عبد الغني بوقاعة، وجود وفرة في المنتوج بكميات كافية لتلبية حاجيات المستهلك. كما أوضح أن نقاط بيع الحبوب الجافة، يتجه إليها المواطن مباشرة لاقتناء هذه المواد الاستهلاكية بأسعار معقولة، وهي عملية لقيت تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين. ويوجد مخزون كاف من الحبوب والبقوليات الجافة لتغطية الولاية، وكسر المضاربة في الأسعار بأسواق الجملة أو التجزئة. كما أشار في نفس السياق، إلى الشروع لاحقا، في تعميم نقاط البيع على مستوى الدوائر الكبرى، وبعض البلديات بالتنسيق مع مديرية التجارة، والمصالح الفلاحية لولاية جيجل، وبالتالي المساهمة في تدعيم القدرة الشرائية للمواطن.