يستأنف المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، نشاطاته نهاية هذا الأسبوع، وتحديدا أمسية الخميس 21 أكتوبر، من خلال عرض متجدد لمسرحية "شارع المنافقين" لمؤلفها ومخرجها أحمد رزاق، الذي يقدم مجموعة من مظاهر الفساد والغش والاحتيال، ضمن لعبة مسرحية ذكية. يضرب المسرح الوطني الجزائري لجمهوره الكريم، أولى المواعيد الركحية، المعلنة عن استئنافه نشاطاته المسرحية، حيث سيعتلي فريق المخرج أحمد رزاق خشبة قاعة العروض الكبرى "مصطفى كاتب"، لتقديم "شارع المنافقين"، أمسيتي" الخميس والجمعة. يلقي المخرج المسرحي أحمد رزاق، نظرته على الواقع الحالي في العمل المسرحي "شارع المنافقين"، مقدما مجموعة من مظاهر الفساد والغش والاحتيال، ضمن لعبة مسرحية ذكية، غير أن إيقاعها الدرامي يميل إلى الرتابة والبطء. ونسج رزاق في نصه حبكة درامية من نوع الكوميديا السوداء، وهو أسلوبه المألوف في الكتابة المسرحية، على غرار أعماله السابقة "خاطيني"، و"كشرودة" و"طرشاقة"، غير أن "شارع المنافقين" يختلف من حيث إيقاع باقي هذه المسرحيات، وتجلت فترات لافتة فاترة، لا سيما عند تنقل بعض الممثلين. تدور وقائع القصة حول مجموعة من الناس، سمحت الظروف بأن يكون الدين عاملا مشتركا بينهم، ومربط فرس المشاكل التي تواجههم في وقت واحد. وإذ ينتقل المخرج من شخصيات صاحب فندق وصاحبة صالون حلاقة وجزار وخباز، أبوابا للحديث عن أوجه الغش والفساد والاحتيال. واستعرض عبد الغني شنتوف عضلاته في السينوغرافيا. واعتمد في "شارع المنافقين" على تقنية الخشبة على الخشبة، حيث تكون الخشبة الأولى بشكل دوراني، يرسم صورة شارع يحتوي على فندق وقاعة حلاقة وحانة. وتنتقل أحداث المسرحية من لوحة إلى أخرى، وما تلبث أن تثبت في مكان واحد، وقد منح عنايته التامة لتفاصيل الديكور واللباس والإضاءة. يستهل العرض بأغنية للراحل دحمان الحراشي "حاسبني وخد كراك"، واتخذها المخرج كعتبة استهلال المسرحية، ثم يمضي نحو لوحة ثانية، وهي بهو استقبال فندق "السعادة"، حيث نجد "سي مدني" (حميد عاشوري) صاحب الفندق، يواجه عامل النظافة (محمد الحواس) في حديث ذي شجون عن حال الفندق الرث، إلى أن وصلا إلى مطالبة العامل بأجره، وتكملة ما انتقص من السابق. ثم تتجلى روابط ديون أخرى، فالكل يدين للكل، تبقى الوضعية في حلقة مفرغة، وكأن رزاق يريد بنا العودة للحديث عن مبدأ من الأول، الدجاجة أم البيضة؟ أو ربما أراد أن يعري هذه الشخصيات التي أضحت مادية، باحثا عن شيء من الإنسانية، لكن بدون جدوى، لذلك اختار المخرج أغنية "يا حسرا عليك يا الدنيا" للراحل كمال مسعودي، خاتمة للعرض، حيث يجمع متناقضات الحياة، عن المال، الذي أضحى معيارا، ورخصت مقاييس الأخلاق والمعرفة، التي هي مثال للضعف والفشل. للإشارة، تذاكر العرض متوفرة على مستوى مقر المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" بشكل يومي، كما يمكن للراغبين أيضا شراء تذاكرهم عن بعد، عبر خدمة البيع الإلكتروني، التي يوفرها المسرح الوطني الجزائري.