يحتضن مساء اليوم، المسرح الوطني محي الدين باشطارزي، عرض اخر لمسرحية ”طرشاقة” للمخرج احمد رزاق، وهذا بعد أن استقطبت المسرحية اهتمام الجمهور لدى كل عرض سابق. وفي حين يشتكي العديد من الفنانين والمخرجين الجزائريين من عزوف الجمهور عن المسرح الجزائري، استطاعت مسرحية طرشاقة، اتقطاب اهتمام الجمهور العاشق للخشبة، بحيث تمتلا قاعة المسرح الوطني الجزائري عن آخرها لدى كل عرض لمسرحية ”طرشاقة” للمخرج أحمد رزاق. وقدم أحمد رزاق فكرة بسيطة يفهمها الجمهور بكل فئاته، حيث تتمحور القصة حول علاقة حب تجمع عودي ثقاب داخل علبة كبريت، في دراما بسيطة تدخل ضمن إطار الكوميديا السوداء.. فليس سهلا أن تضحك الجمهور دون الوقوع في فخ الاستسهال والتهريج، ولكن إن كان النص الذي تقدمه قويا وتملك ممثلين بقيمة عبد الله جلاب، شاكر بولمدايس، حميد عاشوري، وسميرة صحراوي، فإن الجمهور سيشاهد العرض دون ملل، وهو ما حصل فعلا في مسرحية ”طرشاقة”. وتعالج المسرحية قصة الحب بين ”طرشاقة” التي أدت دورها عديلة سوالم، تقع هذه الأخيرة في حب عود ثقاب مثلها ولا تريد الزواج من زعيم أعواد الثقاب ”زلموط” الذي أدى دوره الممثل حميد عاشوري، وهنا تجري أطوار القصة، فبين التشبث بالحب يسعى ”زلموط” للزواج من ”طرشاقة” حتى وصل به الأمر لكيد حيل من أجل التفريق بينها وبين حبيبها، وهو ما ينجح فيه لاحقا. وجمع أحمد رزاق تقريبا كل الفنون على الخشبة، حيث شارك في المسرحية ثلاثة مطربين، ناهيك عن لوحات كوريغرافية لأربعة راقصين لهم ما يبرر وجودهم في العمل، واستطاع المخرج بلغة بسيطة بعيدا عن اللغة الثالثة التي اعتاد أهل المسرح التعامل بها، إضحاك الجمهور الحاضر دون ابتذال، ما يوحي بقوة النص والكاستينغ الجيد، والإدارة الممتازة للممثلين، رغم صعوبة التحكم في 23 ممثلا على الخشبة.. ونشير أن مسرحية طرشاقة للمخرج أحمد رزاق فازت بالجائزة الكبرى ضمن فعاليات الدورة ال11 لمهرجان المسرح المحترف للجزائر العاصمة.