صرح الأمين العام للهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته، مولاي العربي شعلال، أن الرياضة أصبحت أرضا خصبة متاحة لتفشي الفساد والابتعاد عن النزاهة باعتبار أن الرقابة فيها ضعيفة جدا، مضيفا أن الفساد في الرياضة ليس بالظاهرة الجديدة وبات يشوه صورتها الحقيقة وأردها مهلهلة مع الوقت. وأوضح شعلال، خلال اليوم الدراسي الذي نظم أول أمس، بالجزائر، تحت عنوان "تعزيز النزاهة في الوسط الشباني والرياضي" بمشاركة مختلف الفاعلين الوطنيين وممثلين عن الدوائر الوزارية والأسرة الجامعية والمجتمع المدني، أن "الرياضة أصبحت أرضا خصبة للفساد بالنظر للإمكانيات المادية التي تدرها، والتي جعلت منها اقتصادا كبيرا لا يستهان به عبر مرور الأزمنة"، مضيفا أن "هذه الظاهرة اتخذت أبعادا كبيرة وأصبحت تهدد سلامة الرياضي والرياضة وقيمها وتخالف مبادئ أخلاقياتها وكذا الميثاق الأولمبي الذي ينادي بالنزاهة". وأشار إلى أن الجزائر التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من المنظومة الرياضية العالمية، ليست في منأى عن الممارسات غير الأخلاقية في المجال الرياضي، مبرزا الجهود الوطنية لتعزيز النزاهة المطلوبة في الوسط الرياضي وكذا الإجراءات التي اتخذتها الجزائر سواء من المشرعأ ووزارة الشباب والرياضة من أجل التصدي لهذه الظاهرة المتفشية بشكل كبير. كما أوضح المتحدث أن في الجزائر تم الحرص على تجسيد أخلقة وحوكمة الرياضة بإعداد خريطة حول مخاطر تفشي الفساد في الأوساط الرياضية ببرنامج توعوي وتكويني في إطار اتفاقية مع الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته وتحسين الوقاية من تضارب المصالح في الأوساط الرياضية، عبر تعديل المرسوم التنفيذي المتعلق بعدم تجميع المسؤولية التنفيذية والانتخابية والمسؤولية الإدارية داخل هياكل التنظيم والتنشيط الرياضيين، وكذا التحكم في نزاهة عملية تجديد هيئات هياكل التنظيم والتنشيط الرياضيين بنشر مذكرة منهجية تبرز الإجراءات القانونية وتحدد رزنامة الانتخابات. وتمت الإشارة في نفس السياق، إلى سعي وزارة الشباب والرياضة والهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته لمكافحة هذه الآفة، من خلال تفعيل اتفاقية تعاون ثنائي أبرمت في جوان 2020، تندرج في إطار تعزيز الحوكمة الراشدة في القطاع، حيث التزام الطرفان بموجبها بالشروع في وضع "خارطة مخاطر الفساد "فيا لقطاع وفق المقاربة متكاملة تشمل منظومة تمويل الرياضة على المستوى المركزي والمحلي. وأجمع المشاركون في اللقاء على ضرورة تحفيز كل النشاطات التوعوية والتربوية والتكوينية بهدف ترقية ممارسة النشاط الرياضي في المجتمع في جو تسوده النزاهة، مستندين في ذلك على مواضيع تقنية تمكن المحققين من مواجهة محاولات التلاعب بالمنافسات الرياضية على نحو ملائم، والإلمام بسبل الكشف عن هذا النوع من الفساد ومقاومته.