أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أن احتفال الجزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة يؤكد التنوع الذي يصنع القوة وهو سرّ توحيد صفوف الجزائريين وامتداد هوية وتاريخ وطنهم. ودعا، بلمهدي على هامش زيارة إلى ولاية النعامة، إلى "توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تواجه الجزائر والحفاظ على هوية الأمة الجزائرية النابعة من تعاليم دينها وتنوع ثقافتها وجذورها التاريخية العميقة"، مؤكدا أن الجزائريين يفتخرون بتنوع ثقافتهم وطبوعهم اللغوية والثقافية والفنية ضمن "فسيفساء كتب أسطورتها العلماء والكتاب والمثقفون والمؤرخون ودوّنت في راية واحدة هي الراية الوطنية". وأكد أن الجزائريين يجتمعون تحت راية أمة "تفتخر بتاريخها وغيورة على دينها ووطنها من أجل بناء نهضة اقتصادية واجتماعية على أسس صحيحة غير قابلة للانكسار في مواجهة مخططات ومخابر أجنبية تكالبت عليها وتدرس بمهارة ومكر خططا للتشكيك في تاريخها وهويتها العريقة". وذكر بلمهدي في ندوة علمية تحت عنوان "عناصر الهوية الوطنية في التراث الأمازيغي"، نظمتها مديرية التكوين والثقافة الإسلامية بالوزارة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بهذه الولاية، أن "الثقافة الأمازيغية التي تمتد عبر كامل ربوع الوطن تخدم وحدتنا وانسجامنا وتحقيق مصلحة أرض طاهرة رويت بدماء الشهداء وتعلق بها العلماء والصالحين وخدمت القرآن الكريم، ولابد من الوقوف جميعا بإرادة ونتجند لمروجي الفرقة ومن يريدون النيل من الوطن". واشار بخصوص برنامج عمل وزارته خلال العام الجاري إلى تطوير دور ومهام المنشآت الدينية في تحقيق أهداف الإقلاع التنموي الاقتصادي والاجتماعي في داخل الوطن وبالنسبة للجالية الوطنية في الخارج. وأكد في هذا السياق على أهمية تطوير منظومة الأوقاف والزكاة، من خلال مجلس إدارتها الذي يضم 18 قطاعا شريكا، ومواصلة استغلال الوقف عبر التحسيس بالثقافة الوقفية واستثمار عقاراته وممتلكاته كقيمة مضافة للاقتصاد الوطني. وذكر الوزير بأن "هياكل قطاع الشؤون الدينية في "تزايد كبير" والإقبال على التعليم القرآني عرف "قفزة كبيرة"، بعد أن استعاد المسجد دوره في التنوير والتعليم والإرشاد وفق منهج الوسطية والاعتدال". وأعطى بلمهدي إشارة انطلاق قافلة للتحسيس بالتدابير الوقائية لمجابهة فيروس كورونا، حاثا الأئمة على توعية للمواطنين حتى يكونوا صورة واعية ويقظة للتصدي لفيروس كورونا والحث على الأخذ بالتدابير الوقائية والإقبال على عملية التلقيح". وأشرف الوزير على إعطاء إشارة انطلاق قافلة علمية لمشائخ وأساتذة من اللجنة الوزارية للفتوى ستجوب مختلف مساجد الولاية خلال أربعة أيام في إطار تفعيل جانب التدريس والتنوير عبر إلقاء الدروس المسجدية وتنظيم الكراسي العلمية والتي تعد رافدا لخدمة العلم و"إظهار عدم رضوخ الجزائر وأنها ماضية لتحقيق أهدافها التنموية" كما أشار إليه وزير الشؤون الدينية والأوقاف.