أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي اليوم الثلاثاء بالنعامة أن احتفال الجزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة يؤكد التنوع الذي يصنع القوة وهو سر توحيد صفوف الجزائريين وامتداد هوية وتاريخ وطنهم. وفي تصريح للصحافة على هامش زيارة عمل وتفقد إلى الولاية، دعا الوزير إلى "توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تواجه الجزائر والحفاظ على هوية الأمة الجزائرية النابعة من تعاليم دينها وتنوع ثقافتها وجذورها التاريخية العميقة". وأضاف بأن الجزائريين يفتخرون بتعدد ثقافاتهم وتنوع طبوعهم اللغوية والثقافية و الفنية "التي تشكل فسيفساء كتب أسطورتها العلماء والكتاب والمثقفون والمؤرخون ودونت في راية واحدة هي الراية الوطنية". وأكد السيد بلمهدي أن الجزائريين يجتمعون تحت راية أمة "تفتخر بتاريخها وغيورة على دينها و وطنها من أجل بناء نهضة اقتصادية واجتماعية على أسس صحيحة غير قابلة للانكسار في مواجهة مخططات ومخابر أجنبية تكالبت عليها وتدرس بمهارة ومكر خططا للتشكيك في تاريخها وهويتها العريقة". وذكر الوزير في ندوة علمية بعنوان "عناصر الهوية الوطنية في التراث الأمازيغي"، نظمتها مديرية التعليم والتكوين والثقافة الإسلامية للوزارة بالتنسيق مع المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية النعامة، بأن "الثقافة الأمازيغية التي تمتد عبر كامل ربوع الوطن تخدم وحدتنا وانسجامنا وتحقيق مصلحة أرض طاهرة رويت بدماء الشهداء وتعلق بها العلماء والصلحاء وخدمت القرآن الكريم، ولابد من الوقوف جميعا بإرادة ونتجند لمروجي الفرقة ومن يريدون النيل من الوطن". وحول برنامج عمل دائرته الوزارية لسنة 2022 أشار يوسف بلمهدي إلى العمل على تجسيد برنامج الحكومة الرامي إلى تطوير دور ومهام المنشآت الدينية في تحقيق أهداف الإقلاع التنموي الاقتصادي و الاجتماعي عبر كامل التراب الوطني و حتى بالنسبة للجالية الوطنية في الخارج. وأبرز أهمية تطوير منظومة الأوقاف والزكاة، التي نصب حديثا مجلس إدارتها الذي يضم 18 قطاعا شريكا، والعمل على تجاوز الصعوبات التي تعترض هذا الجانب والمضي في استغلال الوقف انطلاقا من التحسيس بالثقافة الوقفية والنشر عبر وسائل الإعلام واستثمار هذه العقارات والممتلكات كقيمة مضافة للاقتصاد الوطني. إقرأ أيضا: البويرة تكتسي ألوان يناير 2972، إحتفالا برأس السنة الأمازغية وفي كلمة توجيهية إلى الأئمة، قال الوزير أنه "على الإمام المضي على نهج أبطال الثورة التحريرية وعلماء الجزائر ومنهم عبد الحميد بن باديس والعربي تبسي وعبد الكريم المغيلي وغيرهم بخدمة الوطن واحتضان رسالة التوحيد وصون أمة خدمت الحضارة الإنسانية بتفان والإسلام بصدق وخدمة نور الإسلام بشعار العلم ونشر السلام والرحمة". وقد اطلع يوسف بلمهدي، في إطار زيارته التفقدية ببهو المسرح الجهوي "محمد بن قطاف" للنعامة، على معرض لنماذج من بعض المخطوطات الإسلامية والتاريخية الجزائرية التي تزخر بها الخزائن بمختلف ربوع الوطن دونها علماء الجزائر في الفقه و الشعر و الأدب و النحو و الرياضيات وغيرها، حيث يعود تاريخها من قرنين إلى 4 قرون خلت. كما أشرف بحي 100 مسكن تطوري بعاصمة الولاية على تدشين مسجد "عمر بن الخطاب " الذي يستوعب 1200 مصلي وأنجز بتكلفة 75 مليون دج من تبرعات المحسنين. وذكر الوزير بأن هياكل قطاعه في "تزايد كبير" والإقبال على التعليم القرآني بدوره يشهد "قفزة كبيرة"، مبرزا "أن المسجد في قلب المعركة الاقتصادية ليؤدي دوره في التنوير و التعليم و الإرشاد وفق منهج الوسطية والاعتدال". ولدى إعطائه إشارة انطلاق قافلة للتحسيس بالتدابير الوقائية لمجابهة فيروس كورونا، ألح السيد بلمهدي على دور الأئمة في توجيه الرسالة للمواطنين و أن "يكونوا صورة واعية ويقظة للتصدي لفيروس كورونا والحث للأخذ بالتدابير الوقائية والإقبال على عملية التلقيح". وأشرف الوزير على إعطاء إشارة انطلاق قافلة علمية لمشائخ وأساتذة من اللجنة الوزارية للفتوى ستجوب مختلف مساجد الولاية خلال أربعة أيام في إطار تفعيل جانب التدريس والتنوير عبر إلقاء الدروس المسجدية وتنظيم الكراسي العلمية والتي تعد رافدا لخدمة العلم و"إظهار عدم رضوخ الجزائر وأنها ماضية لتحقيق أهدافها التنموية" كما أشار إليه وزير الشؤون الدينية والأوقاف. وعاين يوسف بلمهدي المدرسة القرآنية النموذجية ببلدية النعامة، وهو المشروع المندرج في إطار برنامج قطاع التجهيزات العمومية بالولاية والذي بلغ تقدما للأشغال بنسبة 93 بالمئة وخصص له مبلغ 164 مليون دج. ووجه الوزير تعليمات بضرورة إتمام الأشغال المتبقية و الشروع في استغلال هذه المدرسة القرآنية في" أقرب الآجال"، مشيرا إلى تكفل قطاعه بجانب التجهيز وتوفير التأطير. واختتم الوزير زيارته لولاية النعامة بالإشراف على إطلاق قافلة تضامنية من تنظيم مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن بالتنسيق مع مجلس سبل الخيرات للمديرية المحلية للشؤون الدينية و الأوقاف و التي تضم مساعدات من مواد غذائية و بطانيات وملابس شتوية لنحو 350 عائلة معوزة عبر مختلف البلديات.