أكد كريم سغيلاني، مستشار فن الطهي، وسفير الصالون الدولي للقهوة والشكولاطة، وصاحب برنامج "سفرة كريم"، أن الجزائري اليوم، اكتسب ثقافة استهلاك المادتين أكثر من ذي قبل، مشيرا، على هامش الصالون المنظم في طبعته الخامسة بقصر المعارض الصنوبر البحري، إلى أن تناول قطعة شكولاطة أو فنجان قهوة، فن في حد ذاته، له أصول وتقاليد، وهي الثقافة التي بات المجتمع يكتسبها تدريجيا عند تفتحه على العالم، بفضل الأنترنت والقنوات التلفزيونية التي أصبحت تولي اهتماما خاصا بهاذين العالمين. أضاف المتحدث، أنه لا يمكن فصل مادتي القهوة والشكولاطة عن بعضهما البعض، فذلك التزاوج يعطي مزيجا مميزا، وهذا ما يدفع الكثير من المقاهي من خمسة نجوم، وحتى داخل الفنادق، إلى إرفاق فنجان القهوة بقطعة من الشكولاطة، وهذا ما يوحي بتناسق الذوقين مع بعض. أضاف سغيلاني، أن الصالون جمع عددا من الخبراء والمختصين في مجالي الشكولاطة والقهوة، بمشاركة أجانب يعملون بالشراكة مع المؤسسات الناشئة الجزائرية، للاستعانة بخبرة هؤلاء في المجال، لاسيما الشكولاطة التي تعد ثقافة جديدة على الجزائريين، ومن الدول الأوروبية السباقة في المجال، والتي لها خبرة مئات السنين في الميدان. ولاكتمال تلك الثقافة، يقول المختص؛ لابد من استهلاكها على أصولها، حيث شدد على أهمية اقتناء الشكولاطة الداكنة، مثلا، بدل الأخرى التي تحتوي على نسب عالية من السكر، كما يجب استهلاك فنجان القهوة دون إضافة السكر، مشيرا إلى أن الاستمتاع بذوق هذين المنتجين لابد أن يكون على طبيعته، للاستمتاع بلذتهما من جهة، والانتفاع بمزاياهما، لأن كلا من القهوة والشكولاطة تحوي نسبا عالية من الكاكاو، لهما منافع كبيرة على الصحة. أضاف محدثنا، أن البعض يشتكي من السكر المكرمل المضاف في قهوته، إلا أنهم يضيفون ملاعق كثيرة من السكر لتحلية قهوتهم، وبذلك يجعلون منها سوائل مضرة بالصحة أكثر من نفعها، كما أن آخرين يستهلكون الشكولاطة بشكل مفرط، لاسيما أن السوق تحوي أنواعا كثيرة، فمنها الرفيع ومنها الذي لا علاقة له بالشكولاطة تماما، إنما مجرد سكريات معطرة بذوق الشكولاطة، وهذا من أخطر الأنواع، وعليه لابد من اختيار الأصناف الحقيقية بكميات قليلة، حتى وإن كانت مرتفعة السعر قليلا، بدل استهلاك كميات كبيرة بدون جودة. الجدير بالذكر، أن الصالون الدولي يتيح المجال لكل الصناعيين المختصين في إنتاج القهوة والشكولاطة، ويعد بوابة هامة من أجل تطوير الإنتاج الوطني، وكذا تحفيز الشباب على الاستثمار أكثر، وترقية المنتوج المحلي في السوق الجزائرية، كما شاركت مؤسسات مصنعة للأجهزة المنتجة، من بينهم مؤسسات وطنية ودولية لاستعراض الأجهزة الخاصة بإعداد هذين المنتجين. تعد "الكوديفوار" ضيف شرف الطبعة الخامسة للصالون، الذي يتضمن عدة أنشطة وفعاليات مميزة، حيث يتيح للمشاركين تجارب الطهي والتذوق مع بعض الخبراء والطهاة على منصات المعرض، إذ عرف الصالون تنظيم مسابقة أحسن شيف خاص بالفئة النسوية، لتحضير الكيك وحلويات الأفراح المكونة من طبقات، تتوج الرابحة بأحسن شيف في نهاية المعرض.