قدر السيد إسماعيل بقريش مدير مؤسسة خاصة في استيراد المادة الأولية للشكولاطة، استهلاك العائلة الجزائرية للشكولاطة في الشهر الواحد بكيلوغرامين، وهي الكمية التي جمعها بين قطع الشكولاطة، وكل ما يحتوي على الشكولاطة وبودرة الكاكاو، مثل بودرة الحليب، الياغورت، الحلويات، السكاكر وغيرها، مشيرا إلى أن المواطن أصبح اليوم يتبنى ثقافة استهلاك الشكولاطة التي وصفها بفن من فنون العيش. أكد المتحدث أن المستهلك الجزائري أصبح اليوم متطلبا، بعد تفتحه على السوق العالمية، حيث أصبح قادرا على التمييز بين أجود الأنواع وأفضلها، وبات يحسن اختيار النوع حسب السعر. تعد الجزائر، حسب المتحدث، من بين أكثر دول العالم استهدافا من الشركات والماركات العالمية، لاسيما السويسرية والبلجيكية والإيطالية، بالنظر إلى بحث المواطن عن الجودة وتقدم ذوقه في هذا العالم، حتى بات استهلاك أنواع معينة مدعاة فخر، أو تميزا اجتماعيا بأسعار تصل إلى 5000 دينار للكيلوغرام أو أكثر. وأشار المتحدث إلى أن اختيار المواطن لاستهلاك أجود الأنواع في المنتجات المتوفرة في السوق يدل على اكتسابه معرفة جيدة في هذا العالم، تسمح له باقتناء النوع الجيد لصحته. من جهته، أشار المغربي يوسف اطحناكسة، شيف الشكولاطة الفاخرة منذ أكثر من 16 سنة، إلى أن النوع البني هو الأكثر استهلاكا، حيث يبحث الجزائري على الشكولاطة التي تكون فيها نسبة أقل من الكاكاو، وبذلك تكون أكثر حلاوة، فالشكولاطة الداكنة تتراوح فيها نسبة الكاكاو بين 65 و70 بالمائة، مرة وبدرجة أكثر تلك التي تحتوي على نسبة 80 و90 بالمائة لا يحبها المستهلك من دول المغرب العربي، وأكد أن لهذه الشكولاطة التي تتميز بالذوق المر عشاقا غالبا ما يكونون من كبار السن ومن طبقات اجتماعية راقية، لتبقى نسبة 55 بالمائة هي أكثر ما يستهلكه المواطن الجزائري الباحث عن حلاوة المذاق. سر جودة الشكولاطة في طريقة تحضيرها على صعيد آخر، قال الشيف محمد حابل، مختص في الشكولاطة منذ 44 سنة، أن الشكولاطة بأنواعها، تحتوي على مادة تدعى زبدة الكاكاو، صيغته الكيماوية تحوي مجموعة من البلورات، تلك البلورات عند خلطها لابد أن تفترق، حتى تعطي اللون اللامع للشكولاطة وكذا مذاقها الفريد، فالسر في نجاح طريقة تحضير الشكولاطة هي طريقة مزجها وتفريغها على طاولة العمل، فكل مرحلة من مراحل تحضير هذه المادة تعتبر مهمة ودقيقة، ولابد من احترام توليفة محددة وهي الذوبان في 45 درجة مئوية، ثم لابد أن يتم تبريدها في 26 درجة مئوية، ثم يعاد رفع حرارتها إلى 31 درجة مئوية، فإذا لم تحترم تلك القاعدة سيتغير مذاق الشكولاطة. وأوضح المتحدث أنه لابد من إعطاء الاعتبار أكثر للمختصين في الشكولاطة بهدف الإبداع والتألق في هذا العالم، مما سيساعد على تعزيز ثقافة الشكولاطة داخل المجتمع، حيث لم تعرف إلا خلال السنوات الأخيرة، وبعد التفتح على السوق العالمية، أصبح من الممكن استهلاك مختلف أنواع الشكولاطة الداكنة الفرنسية، البيضاء، السويسرية، وكذا البنية بالحليب السويسرية، إلى جانب الشكولاطة المحشوة بالفواكه المجففة الإنجليزية، والمحشوة بالكريمة البلجيكية، إلى جانب مختلف الأنواع بالماركات العالمية. الجزائري لا يزال بعيدا عن ثقافة الشكولاطة عند مقارنته بالدول الأوروبية، أكد الشيف باتريك كازولا، منذ 40 سنة، محترف في صناعة الحلويات، أن المستهلك الجزائري لم يتبن بعد ثقافة استهلاك الشكولاطة، بسبب عدم ظهور شركات محلية مصنعة لهذه المادة، فلا يزال المستهلك يقتني ما يتوفر في السوق فقط، وليس له ثقافة المنافسة من حيث الجودة أو النوع، حيث أكد أن هناك بعض الماركات العالمية التي لا تصل إلى الجزائر إلا عن طريق السوق السوداء، مما يجعل استهلاكها حكرا على طبقات معينة فقط، وأوضح الشيف أنه حتى نصل إلى الحديث عن ثقافة المواطن في استهلاك مادة معينة، لابد على الأقل أن تكون له ماركة منافسة للماركات العالمية، حتى يتمكن من المقارنة والبحث عن الجودة.