اشتدت وتيرة المواجهات العسكرية أمس، بين الجيشين الروسي والأوكراني في عدة مدن أهمها العاصمة كييف وخاركيف ثاني أكبر مدن البلاد، وخيرسون التي أعلنت القوات الروسية سيطرتها عليها وسط مخاوف دولية من حرب مدن بعد أسبوع من بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا. فبعد عدة تفجيرات وقعت أول أمس، بوسط خاركيف خلفت ما لا يقل عن 21 قتيلا طالت ضربات عنيفة أمس، المقر الإقليمي لقوات الأمن والشرطة والجامعة ومبنى البلدية في هذه المدينة الواقعة على بعد 50 كلم من الحدود الروسية في وقت أكد فيه الجيش الأوكراني، أن مدينة خاركيف شهدت فجر أمس، إنزالا للقوات الجوية الروسية دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل حول تعدادها. ولكن الوضع في العاصمة كييف بدى مختلفا وسط هدوء حذر ساد شوارعها بعد الضربات الجوية التي استهدفت أول أمس، برج التلفزيون الأوكراني وخلّفت مصرع خمس أشخاص. وفي المقابل نشبت معارك بضواحيها بحسب ما أكده رئيس مدينة كييف المصارع السابق فيتالي كليتشكو، الذي دعا سكان العاصمة للمقاومة. وكانت صورا لأقمار صناعية بثت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، أظهرت رتلا طويلا من القوات الروسية تتقدم تدريجيا نحو كييف التي تقول موسكو أنها لا تهدف لاحتلالها وإنما لحماية أمن روسيا من التهديد "النازي" الذي تمثله بحسبها الحكومة الأوكرانية الموالية للغرب. من جهته أكد الجيش الروسي، أمس، سيطرته على مدينة خيرسون الواقعة إلى جنوبأوكرانيا والتي تعد من بين المدن التي شددت القوات الروسية قصفها عليها في اليومين الأخيرين ضمن خطتها لإنهاك الجيش الأوكراني وحصره في مناطق محددة. كما واصلت القوات الروسية مساعيها لفرض سيطرتها على ميناء مدينة ماريوبول في شرق أوكرانيا، والذي يعتبر مفتاحا هاما للجيش الروسي لضمان تواصل قواته القادمة من شبة جزيرة القرم مع تلك القادمة من اقليم دونباس إلى شمال البلاد. ومع أخذ الحرب في أوكرانيا منحى تصاعديا يوما بعد يوم في ظل مواصلة القوات الروسية زحفها على أهم مدن البلاد الرئيسية، يبقى الحديث عن مفاوضات السلام قائما بين الطرفين المتصارعين والتي ذكرت مصادر اعلامية، أنه على الأرجح أن يتم عقدها اليوم رغم مؤشرات صعوبة بل وحتى استحالة التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين وينهي الحرب على الأقل في ظل الظروف الراهنة. ففي القوت الذي أعلنت فيه موسكو، أمس، أنها مستعدة للتفاوض مع كييف، رفضت هذه الأخيرة ما وصفتها ب "الانذارات الروسية". وقال وزير خارجيتها ديمتري كوليبا، بأن بلاده مستعدة للجولة الثانية من المفاوضات لكنها لا تعرف بعد متى ستجري. وقال في إحاطة صحفية نشرتها وزارة الخارجية الأوكرانية على موقع "فايسبوك" إن "الجولة الأولى من المفاوضات جرت وبقيت مطالب الروس من حيث المبدأ دون تغير هي ذاتها المطالب التي أعرب عنها الرئيس الروسي في خطابه". وأضاف "نحن مستعدون للمفاوضات ومستعدون للدبلوماسية ولكننا لسنا مستعدين باي حال من الاحوال لقبول الإنذارات الروسية.. ولم يعرف بعد متى ستجري مفاوضات جديدة". وجاء تصريح رئيس الدبلوماسية الأوكرانية، في وقت طالب فيه الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، في خرجة جديدة له يهود العالم ل"عدم الصمت" في دعوة لإقحامهم في الحرب والذي من شأنه أن يزيد في تعفن الوضع في أوكرانيا خاصة وسط توالي تقارير إعلامية تشير إلى شروع "مقاتلين متطوعين" أوروبيين في التدفق على هذا البلد لدعم قواته في القتال ضد روسيا، وفي وقت يواصل فيه الغرب فرض سلاح العقوبات المشددة لإنهاك الاقتصاد الروسي وعزل روسيا دوليا على جميع الأصعدة. وهو ما جعل وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، يسعى أمس، للتقليل من وطأة العقوبات الغربية المفروضة على بلاده بعدما أكد أن "لدى روسيا الكثير من الأصدقاء ولا يمكن عزلها"، مشددا في تصريحات صحفية أن بلاده "لن تسمح بامتلاك أوكرانيا سلاحا نوويا"، كما جدد التأكيد على أن "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بما فيها كييف، تهدف الى نزع سلاح أوكرانيا، وأنه لا يمكن السماح بوجود أسلحة هجومية في هذا البلد تهدد أمن روسيا".