حشد روسي باتجاه كييف وأوروبا تبدأ تسليح أوكرانيا العالم تحت صدمة الحرب *بوتين يأمر بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب دوّت صافرات الإنذار بعد منتصف ليلة الأحد إلى الاثنين في العاصمة الأوكرانية كييف بعد سماع صوت انفجار قوي في حين تدور اشتباكات عنيفة شمال المدينة التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها في اليوم الخامس للهجوم وذلك في وقت وافق فيه البرلمان الأوكراني بالإجماع على فرض حالة الطوارئ في البلاد مع اشتداد المعارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني في عدد من المدن وإعلان كلا الطرفين إلحاق خسائر فادحة بالطرف الآخر. ق.د/وكالات أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الدفاع بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب وسط التوتر مع الغرب بشأن أوكرانيا. وجاءت أوامر الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف حسب ما نقلت قناة روسيا اليوم. ووجه بوتين في الاجتماع وزير دفاعه ورئيس الأركان العامة لوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قتالية خاصة بحسب المصدر نفسه. وأوضح بوتين أن هذه الخطوة تأتي ردا على مسؤولي الغرب الذين لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب بل أدلى مسؤولهم بحلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا . ويعد هذه القرار تصعيدا خطيرا للتوتر بين الشرق والغرب بسبب العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا ويزيد من مخاطر تحول التوترات الناشئة إلى حرب نووية بحسب وكالة أسوشييتد برس. *أوروبا تبدأ بتسليم السلاح لأوكرانيا أعلن مسؤول الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد أن دولا أعضاء في التكتل مستعدة لتزويد الجيش الأوكراني طائرات مقاتلة. وصرّح بوريل إثر اجتماع عبر الفيديو مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبية سبقتها محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني أن الأخير قال إنه يحتاج إلى طائرات يمكن أن يقودها الأوكرانيون. تمتلك بعض الدول الأعضاء هذا النوع من الطائرات وسنوفرها لهم مع أسلحة أخرى لازمة للحرب . وأعلن الاتحاد الأوروبي بدء تسليم كميات مهمة من الأسلحة لأوكرانيا لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي في حين أكد الجيش الأوكراني أسر عدد من الجنود الروس في مدينة خاركيف. وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي لوكالة فرانس برس إن بعض عمليات التسليم جرت السبت ومن المقرر أن تجري أخرى الأحد مؤكدا أن الكميات مهمة وستتيح للأوكرانيين الدفاع عن أنفسهم . وأوضح المسؤولون أنه حتى الآن يتم اتخاذ قرارات تسليم الأسلحة وإجراءات إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران الروسية على المستوى الوطني لكل دولة من الأعضاء ال27 للاتحاد الأوروبي . ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أوروبي (لم تسمه) قوله إن الاتحاد لأوروبي يعتزم توفير 450 مليون يورو لتمويل شحنات الأسلحة لأوكرانيا بدوره قال رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي كلاوديو غراتسيانو إن الجيش الأوكراني بحاجة ماسة إلى المعدات ومن الممكن تقديم دعم له من خلال مرفق السلام الأوروبي. وأضاف في تغريدة عبر حسابه على تويتر: يجب أن نأخذ في الاعتبار أن المقاومة الأوكرانية المطولة يمكن أن تغير بعمق ميزان القوى الحالي . وأعلنت 17 دولة توفير أسلحة لأوكرانيا لصدّ الهجوم الروسي بعد دعوات من مسؤولين في كييف لهذا الغرض. وقررت ألمانيا تسليم الجيش الأوكراني ألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستينغر وتسعة مدافع هاوتزر في حين تعهدت هولندا بتأمين مئتي صاروخ أرض-جو ستينغر للقوات الأوكرانية كما أكدت بلجيكا إمداد أوكرانيا بألفي رشاش و3800 طن من الوقود. وأعلنت السويد أنها ستسلم أوكرانيا خمسة آلاف قاذفة مضادة للدروع إضافة إلى 135000 حصة طعام قتالية و5000 خوذة و5000 سترة واقية من الرصاص. وقالت رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون خلال مؤتمر صحافي إن هذا القرار الاستثنائي غير مسبوق منذ العام 1939 عندما ساعدت السويدفنلندا إثر تعرضها لهجوم من الاتحاد السوفياتي. متطوعون أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريديريكسن أن بلادها ستجيز للمتطوعين الانضمام الى لواء دولي تعتزم أوكرانيا تشكيله للتصدي للغزو الروسي نافية وجود أي عائق قانوني يحول دون ذلك. وقالت رئيسة الوزراء في مؤتمر صحفي: إنه خيار متاح لأي شخص. وهذا يسري بالتأكيد على جميع الأوكرانيين الذين يقيمون هنا وأيضا على آخرين يرون أنهم قادرون على المشاركة المباشرة . وأضافت: بناء على تحليلنا ليس ثمة عائق قانوني يحول دون توجه أحد إلى أوكرانيا للمشاركة في النزاع طبعا في الجانب الأوكراني . وفي وقت سابق الأحد تظاهرت رئيسة الوزراء مع آلاف الاشخاص أمام سفارة روسيا في كوبنهاغن رفضا للغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية تشكيل لواء دولي من المقاتلين الأجانب لمساعدة كييف في صد الغزو الروسي داعية المتطوعين للانضمام إليه. وطلب من هؤلاء التوجه الى سفارات أوكرانيا في دولهم. *خاركيف في قلب المعركة من جهة ثانية قال أوليغ سينيغوبوف المسؤول المحلي في خاركيف إن المدينة عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية بعد ساعات قليلة من إعلانه وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة. وكتب سينيغوبوف عبر شبكات التواصل الاجتماعي خاركيف تحت سيطرتنا التامة مؤكدا أن عملية طرد الأعداء من المدينة جارية. وحسب قوله فإن العدو الروسي محبط تماما وتخلى عن مركباته ومجموعات من الجنود الذين استسلموا للجيش الأوكراني . ونقلت رويترز عن أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني قوله إن قواتهم دمرت نصف الآليات الروسية التي دخلت خاركيف. وقال أريستوفيتش إن الوضع لم يتغير بدرجة كبيرة في أوكرانيا ونحن نسيطر على الأراضي غربي كييف والقوات الروسية لم تتقدم جنوبا . وخاركيف -التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة- هي المدينة الرئيسية شمال شرقي أوكرانيا وتقع على مقربة من الحدود الروسية والأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك ولوغانسك. *طلب دعم في سياق متصل قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن قادة ما سماهما جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك طلبوا دعما عسكريا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة ما وصفه بالعدوان الأوكراني على إقليم دونباس. وتقول قوات الانفصاليين الموالية للروس إنهم سيطروا على مدن عدة في إقليم دونيتسك (شرقي أوكرانيا) ويواصلون المعارك بهدف السيطرة على كامل الإقليم. كما ذكرت القوات الانفصالية في لوغانسك أنها سيطرت على مدينتين على الخط الفاصل متجهة نحو القوات الأوكرانية. وفي إقليم سومي (شمال شرقي البلاد) لا تزال المعارك دائرة بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية. وفي الجنوب تحاول القوات الروسية السيطرة على خيرسون منطلقة من جزيرة القرم المحاذية لها التي سيطرت عليها منذ عام 2014. كما ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن مدينة أوديسا على البحر الأسود تتعرض لإطلاق نار. وفي العاصمة كييف قال عمدة المدينة فيتالي كليتشكو إنه لا توجد قوات روسية في العاصمة الأوكرانية وأضاف كليتشكو -في قناته على تليغرام- لكن جيشنا وأجهزة إنفاذ القانون والدفاع الإقليمي يواصلون الكشف عن المخربين وتحييدهم . وأوضح أن 9 مدنيين و18 عسكريا قتلوا منذ بدء الهجوم على العاصمة كما قالت القوات الأوكرانية إنها دمرت صاروخا مجنحا قادما من جهة بيلاروسيا. وذكرت وزارة الصحة الأوكرانية أن 352 مدنيا -بينهم 14 طفلا- لقوا حتفهم في الهجوم الروسي على أوكرانيا حتى الآن. ويحاول الجيش الأوكراني صدّ محاولات توغل من محاور مختلفة للجيش الروسي الذي يعدّ متفوقا في العدد والعتاد وقال إنه أحبط إنزالا جويا للقوات الروسية في منطقة البحر الأسود. ووفق تقديرات مسؤولين استخباريين غربيين فإن روسيا فوجئت بقدرة القوات الأوكرانية على صدّ جيشها الذي لم يحقق بعد تقدما سريعا كما كان يأمل. وقال مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن بوتين أدخل ثلث قواته القتالية التي حشدها إلى الأراضي الأوكرانية وأضاف أنه لا توجد مؤشرات على سيطرة القوات الروسية على أي من المدن الأوكرانية. وأكد المسؤول أن بلاده ترى تراجعا في زخم القوات الروسية التي تواجه مقاومة قوية من القوات الأوكرانية.