أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة المتهم (ب.ح) بالإعدام بعد أن ثبت تورطه في جناية القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد ذهب ضحيتها المدعو (ن.م). تعود وقائع هذه القضية إلى يوم 11 ديسمبر 2008 في حدود الساعة 15.7 دقيقة تم إبلاغ مصالح الدرك الوطني بحمادي كرومة بوجود جثة مرمية على حافة الطريق الرابط بين بلدية حمادي كرومة ومنطقة الإيداع حمروش حمودي، وعند تنقلها إلى عين المكان وبعد المعاينة تعرفت على الضحية (ن.م)، كما عثروا بمكان الجريمة على كيس بلاستيكي ومطارية مرمية على حافة الطريق، ولاحظت ا أن الضحية مصاب بآلة حادة على الجهة الخلفية من الرأس في الناحية اليسرى، بالإضافة إلى إصابات على مستوى الكتف الأيسر وطعنة في البطن بالسلاح الأبيض زيادة على 17 طعنة أخرى موزعة على أطراف الجسم وكلها ضربات بليغة. وانطلاقا من تلك المعاينة شرع أفراد الدرك الوطني في تحرياتهم، وكانت بدايتها بمحيط عائلة الضحية حيث تم سماع زوجة المرحوم المسماة (ب.ه) فكانت تصريحاتها بمثابة الخيط الذي مكن من الوصول إلى القاتل، حيث صرحت لهم بأنه وقبل أن تتزوج بالضحية منذ حوالي ثلاثة أشهر كان قد تقدم إليها المتهم (ب.ح) وهو ابن خالها لخطبتها إلا أنها رفضته مما دفعه - حسبها- إلى تهديدها بالقتل وقتل أي رجل آخر يتقدم لخطبتها أوالزواج منها.. وهي تقريبا نفس الشهادات التي أدلى بها كل أفراد العائلة بمن فيهم أمه التي اعترفت أمام المحققين بأن ابنها المتهم له مشاكل مع زوجة الضحية وأنه سبق له وأن هددها بالقتل .. من هذه الاعترافات كانت البداية مع القاتل إذ وعند تفتيش مسكنه عثر المحققون على 03 رسائل مكتوبة بخط يده الأولى كتبت يومين قبل وقوع الجريمة قد دونت فيها المشاكل التي وقعت بين المتهم وزوجة الضحية أما الثانية والثالثة فقد دونت فيهما كل المشاكل الخاصة التي وقعت بينه وبين خطيبته الثانية، بالإضافة إلى ذلك وجدوا سترة من نوع »جاكيط«، ملطخة بالطين وخنجر كبير الحجم ذي مقبض خشبي به بقايا وآثار للدم كان موضوعا بخزانة والدة المتهم.. والأكثر من ذلك وعند تصفح وثيقة السوابق للقاتل تبين لرجال الدرك ان هذا الأخير سبق له وأن تمت متابعته من قبل قضائيا بتهمة الاعتداء بالضرب والجرح العمدي على الأصول. المتهم وعند سماعه للمرة الأولى نفى نفيا قاطعا معرفته بالضحية، مؤكدا بأنه فعلا تقدم لخطبة زوجة الضحية وعندما رفضته هددها بالقتل هي وكل من يرغب في الزواج بها، لكن تهديداته لم تكن جدية على أساس أنه تفوه بها من منطلق أنه كان في حالة غضب ليس إلا.. لكنه وفي المرة الثانية وأمام مواجهته بالأدلة اعترف بأنه بتاريخ 11/12/2008 وبعد أدائه لصلاة الصبح بالمسجد الكائن بحي حمروش حمودي سلك الطريق الجديد أثناءها شاهد الضحية قادما من الاتجاه المعاكس فقام بحمل قطعة حديدية حادة كانت ملقاة على حافة الطريق وضرب بها الضحية على مستوى الصدر، مضيفا بأنه لم تكن لديه نية قتل الضحية معللا سبب قيامه بذلك السلوك كون هذا الأخير أفسد عليه تحقيق أمنية الزواج من الفتاة التي كان يعشقها عشقا جنونيا ولتبرير فعلته أضاف بأن ذلك الرفض وزواج الضحية بعشيقته قد سبب له عقدة نفسية. وعلى الرغم من أن المتهم القاتل قد تراجع عن كل اعترافاته السابقة أمام هيئة المحكمة فإن كل الأدلة التي تم عرضها بما في ذلك اعترافات الشهود وجلهم من المحيط العائلي الذين أكدوا فعل التهديد بالقتل.. كانت كفيلة بإدانته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد فكان جزاؤه الإعدام.