انتخب البرلمان الباكستاني، أمس، شهباز شريف، رئيس حزب الرابطة الإسلامية، وزيرا أولا خلفا لعمران خان الذي سحبت الثقة من حكومته في سابقة هي الأولى في تاريخ باكستان يطاح فيها برئيس وزراء عبر مذكرة حجب الثقة. وتحصل شهباز شريف البالغ من العمر 70 عاما والشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الباكستاني الأسبق، نواز شريف، على 174 صوت خلال جلسة التصويت التي عقدها البرلمان المكوّن من 342 مقعد. وتحصل شريف على دعم تحالف غير متجانس من الأحزاب يضم بالخصوص حزب الشعب الباكستاني الذي يقوده بلاوال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي اغتيلت عام 2007، إضافة إلى الحزب الديني المحافظ الصغير "جمعية علماء الاسلام" الذي يقوده مولانا رحمان. ويتسلم شريف قيادة الحكومة في هذا البلد الاسلامي النووي والذي يقطنه 220 مليون نسمة وسط أزمة سياسية يتوقع أن تمتد لشهور، خاصة وأن سلفه الذي أطيح به توعد بنقل المعركة إلى الشارع وهو الذي قاطع نواب حزبه "باكستان تحريك وانصاف" جلسة التصويت. وشهباز شريف هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الذي تولى المنصب ثلاث مرات وطالته فضائح فساد، غير أنه في الفترة الأخيرة راجت أخبار في وسائل الإعلام الباكستانية تفيد بأن الأخير قد يعود قريبا من منفاه في بريطانيا. يذكر أن نواز شريف أقيل من منصبه عام 2017 وسجن لمدة عشر سنوات بتهم تتعلق بالفساد على إثر معلومات سربت في وثائق بنما، لكن تم الإفراج عنه ليخضع للعلاج في الخارج. ورغم أنه لم يسبق لرئيس وزراء باكستاني أن أكمل ولايته، إلا أن عمران خان يعد أول رئيس وزراء يخسر هذا المنصب بتصويت لسحب الثقة في هزيمة لم يتقبلها بعد وهو الذي بذل كل ما في وسعه للبقاء في السلطة بعدما خسر غالبيته البرلمانية بما فيها إقناعه رئيس البلاد بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مسبقة في إجراءات سرعان ما أبطلتها المحكمة العليا التي اعتبرت جميع خطواته غير قانونية وأمرت مجلس النواب بعقد جلسة جديدة والتصويت على سحب الثقة من عمران خان.