كشف طارق بلعريبي، وزير السكن والعمران والمدينة، عن القيام بأكبر عملية توزيع للسكنات "لم تعرف الجزائر مثيلا لها" تشمل مختلف الصيغ تزامنا مع إحياء الذكرى الستين للاستقلال في الخامس جويلية القادم. وذكر بلعريبي، خلال تقديمه لحصيلة قطاعه خلال الثلاثي الأول للسنة الجارية، توزيع 45 ألف وحدة سكنية منها 32 ألف وحدة تم توزيعها في 19 مارس في ذكرى عيد النّصر. وأضاف خلال لقاء تقييمي حضره مديرو السكن بولايات الجمهورية الثماني والخمسين، أن السنة الحالية ستعرف توزيع عدد كبير من السكنات من مختلف الصيغ أضخمها ستكون بمناسبة الذكرى 60 للاستقلال، حاثا مديري قطاعه على بذل جهد مضاعف لاستكمال المشاريع الموجودة في طور الإنجاز لتوزيعها بمناسبة هذا الحدث التاريخي الهام. وأكد بلعريبي، أن السنة الحالية عرفت توزيع 32 ألف وحدة سكنية بمناسبة عيد النّصر يوم 19 مارس الماضي، ليصل العدد إلى 45 ألف وحدة تم تسليمها نهاية نفس الشهر. وعبّر الوزير، عن ارتياحه لتقدم نسبة إنجاز معظم المشاريع السكنية التي بلغت نسبة 80 بالمئة من البرنامج المسجل، ضمن نسبة تجاوزت التوقعات بنسبة 15 بالمئة، دون أن يمنعه ذلك من التأكيد على ضرورة بذل مزيد من الجهود لاستكمال ما تبقى من هذه المشاريع. وذكر بلعريبي أن الدولة وفرت كل الإمكانيات لانجاز هذه المشاريع ببرنامج إجمالي قدر بأزيد من 71 مليار دينار لإنجاز 60 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ، منها 10 آلاف وحدة سكنية بصيغة العمومي الإيجاري و10 آلاف وحدة بصيغة البيع بالإيجار و40 ألف إعانة لبناء سكنات ريفية. بالإضافة إلى 164 تجهيز عمومي يضم 21 ثانوية، 23 متوسطة و30 عيادة متعددة الخدمات، وأرصدة أخرى للقيام بمهام الربط بشبكة الغاز بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله، وهي مشاريع تضاف الى 391 ألف وحدة سكنية الموجودة قيد الإنجاز. وتجدر الإشارة الى أن سنة 2021 عرفت توزيع 320 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ كما ذكره الوزير. وأكد السيد بلعريبي، بخصوص السكن العمومي المدعم "أل. بي أ" التي عرف برنامجه تأخرا بالعاصمة، إطلاق 50 بالمائة من هذا البرنامج، مرجعا التأخر إلى شح الوعاء العقاري، حيث تدرس مصالحه حاليا مع السلطات المعنية ملف استرجاع بعض الأوعية العقارية التي يمكن إنجاز هذه السكنات فوقها ، مشيرا إلى بعث كل مشاريع هذه الصيغة ببعض الولايات التي لا تعاني من مشكل العقار. وفي معرض حديثه عن العاصمة كشف الوزير عن الشروع بعد عيد الفطر في اختيار مؤسسة الإنجاز التي ستوكل لها مهمة إنجاز مسجد المدينة الجديدة لسيدي عبد الله الذي سيشتغل بالطاقة الشمسية، بمجرد الانتهاء من إعداد دفتر الشروط الخاص به. وشدد السيد بلعريبي على ضرورة اتخاذ كل التدابير لتوزيع السكنات الجاهزة في الآجال المحددة والالتزام برفع كل الانشغالات والمشاكل للجهات المعنية، معبرا عن استيائه لما سجله عند معاينة مشروع 2000 وحدة سكنية بولاية ورقلة التي لم توزع بعد، رغم من أنها جاهزة بسبب غياب التهيئة، حيث قال إن هذا الأمر غير مقبول خاصة وأن المواطن ينتظر ويعاني يوميا. وكشف الوزير أن مصالحه ستبرمج هذه الأيام اجتماعات مع وزارة المالية لاتخاذ التدابير اللازمة فيما يخص ارتفاع أسعار الحديد التي عرفت ارتفاعا في السوق الدولية، لإيجاد حلول حتى لا يؤثر ذلك على ارتفاع المشاريع الموجودة قيد الإنجاز. وأضاف المسؤول أن مصالحه أسدت تعليمات لرفع العراقيل الإدارية وبعث المشاريع المتوقفة منذ سنوات والتي بلغ عددها 26 ألف وحدة سكنية السنة الفارطة، منها 24.100 وحدة انطلقت الأشغال بها نهاية 2021، فيما تبقت 1900 وحدة متوقفة تم الانطلاق فيها خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية. وأشار الى أن هذه التعليمات أيضا ركزت على ضرورة الشروع في أشغال التهيئة بكل المشاريع بمجرد بلوغ نسبة 50 بالمئة من الإنجاز لتفادي التأخر في تسليم السكنات. ووجه الوزير تعليمات صارمة لمدراء السكن الولائيين لتحسين خدمة المواطن وعدم التأخر في إنجاز البرامج السكنية والانطلاق في كل المشاريع المسجلة والانتهاء مع كل المشاريع السكنية التي انطلقت قبل 2018، وتقييم استهلاك اعتمادات إنجازها.