احتضنت صباح أمس دار الإمام بالمحمدية فعاليات الملتقى العلمي الدولي الحادي عشر للصناعات الغذائية بين أحكام الشريعة الاسلامية ومتطلبات السوق المواد المستوردة والمضافة نموذجا الذي تنظمه كلية العلوم الاسلامية، جامعة الجزائر وشارك فيه أساتذة ومختصون في العلوم الشرعية وصناعة المواد الغذائية من دول عربية وأجنبية. على آيات قرآنية تمت تلاوتها ثم النشيد الوطني تم افتتاح الملتقى الحادي عشر الخاص بالصناعات الغذائية بين الشريعة ومتطلبات السوق بحضور شخصيات علمية ودينية ورجال إعلام وطلبة كلية العلوم الإسلامية استهل كلمة الافتتاح عميد كلية العلوم الاسلامية الدكتور عمارمساعدي مرحبا بالضيوف من أساتذة وأسلاك الدرك والأمن والجمارك الذين تربطهم بالموضوع صلة عمل، وبعد أن تناول الكلمة كل من ممثل الحاج موسى بلاط مدير شركة بلاط للصناعة الغذائية، ومحمد الشريف قاهر عن المجلس الاسلامي الأعلى ورضوان معاش ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أعلن الدكتور عمار مساعدي عميد كلية العلوم الاسلامية عن الافتتاح الرسمي للملتقى استهله الدكتور محمد الهواري الخبيرالدولي بمحاضرة تحت عنوان »المركبات الاضافية في الغذاء والدواء«. أكد المحاضر أن موضوع التغذية يشغل الإنسان على مرور الزمن، فالإنسان اجتاح القارات وموضوع التغذية يختلف من منطقة إلى أخرى ففي القطبين الجنوبي والشمالي الناس تعيش على اللحم وعلى مصادر طبيعية محدودة جدا فظروف الطعام تختلف حسب الظروف الطبيعية الموجودة في هذه البلاد أو في تلك . وأضاف الدكتور محمد الهواري في استعراضه لهذا التنوع بالقول: الشمال الافريقي الأطعمة به متوفرة، آسيا الطعام الرئيسي الرز، وهناك مناطق تقدم لحم القرد بعد أن تفصل رأسه وهو حي. وأضاف الخبير الدولي محمد الهواري، أنه توجد تجارة للحوم البشرية خاصة الأجنة »جنين كامل« يقدم كوجبة« وأضاف المحاضر أنه ليس هناك من مهذب لطبائع الشعب وتنظيم سلوكها إلا التشريعات الدينية التي أدخلت في مبادئ الناس الحلال والحرام. وأضاف الدكتور محمد الهواري أن للطعام في الإسلام أهمية كبيرة أنزل اللّه سورة المائدة والأنعام وذكرت الأطعمة في 49 موضعا في القرآن الكريم. لم يكن للمسلمين ما يشغلهم عن الطعام الحلال والحرام يقول الدكتور محمد الهواري إلا بعد أن اضطربت الموازين وأصيبت الأرض باختلال سكاني وتطورت التقنية مما أدى إلى طرح أنماط حديثة من التغذية التي أصبح من الصعب على الإنسان أن يحكم عليها بالحلال والحرام. ويرى الدكتور الهواري أن المواد الإضافية قد تكون طبيعية وقد تكون صناعية من حيث اللون والطعم والنكهة، هذه المواد بعضها منشأه نباتي أو معدني أو حيواني، فينبغي معرفة الموقف الشرعي من هذه المواد التي يبلغ عددها المئات. الموقف الشرعي من استحالة النجاسات وآثارها في الغذاء وهو التعبير الفقهي الذي يرى في تحول المادة بتأثير ما إلى مركب آخر. الخمر يتحول إلى خل، شحم الخنزير يحول إلى صابون وهو تحول المادة من صفة كمياوية معينة الى صفة مختلفة عنها لتطرح السؤال: هل تجعل المركب طاهرا؟ فريق من الخبراء يرى أن الاستحالة تطهر مالم يتحقق فيه الضرر للبدن. ويحصر الدكتور محمد الهواري المواد المضافة في ثلاثة مركبات، مركبات تنحل في الكحول »الغول« مركبات من أصل حيواني، ولكن هذا الأصل لايبقى على أصله وإنما تطرأ على تحولات »اللاستين« و"فول الصويا"، ومركبات طبيعية أو صناعية كيماوية. في المجموعة الأولى نسبة المادة نسبة قليلة فيدخل عليها مايسمى بفقه استهلاك النجاسة. إذا أضفنا قطرة نجاسة في مقدار كبير فلا عبرة لها، المركبات الدسمة تجري عليها تحولات وبهذا فالمواد المضافة إذا طرأ عليها تحول لاتبقى على أصلها حتى وإن كانت من لحم خنزير، فإذا التحول حصل فإن الناتج طاهر. وتختم الجلسة الصباحية من الملتقى الذي يدوم لغاية 28 ماي الجاري بمحاضرة ل "فلورانس بلا كلير" بعنوان "استعمالات المواد المضافة في الأغذية: التشريعات الأوروبية والعالمية" وبمداخلة من شفيق زيان مستشار شركة بلاط، والدكتور محمد النوري المعهد الأوروبي للعلوم الانسانية »فرنسا« تحت عنوان »سوق منتجات الحلال في أوروبا«. وسيعرف الملتقى اليوم القاء محاضرات هامة من طرف خبراء وعلماء دين أتوا من البلاد العربية والأجنبية.