شدد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي على أن التكفل بالمشاكل المتعلقة بالتجارب النووية الفرنسية بالجزائر ''لا تتعلق بالتعويضات المادية فحسب بل بإزالة التلوث الإشعاعي أيضا''. وأشار مدلسي في حديث على هامش حفل نظمته وزارة الشؤون الخارجية إحياء ليوم إفريقيا نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن هدف الطرفين -الجزائر وفرنسا- هو ''الشروع في تقييم يكون كاملا قدر المستطاع حول الوضعية حتى نستطيع التوصل إلى تكفل بهذه المشاكل التي لا تتعلق بتعويضات مادية فحسب بل بإزالة التلوث الإشعاعي أيضا''. وأكد مدلسي ''لدينا عمل مشترك نقوم به مع الجانب الفرنسي حول الانعكاسات الحزينة والسلبية والمؤسفة للتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي ونعمل حاليا معا للتكفل بآثار هذه التجارب''، مشيرا في ذات الصدد إلى أن الجزائر تتابع ب ''اهتمام كبير'' مشروع القانون الفرنسي الخاص بتعويض المتضررين من التجارب النووية. وأضاف قائلا ''نحن نتابع باهتمام كبير هذا المشروع لكن لا يجب أن نحيد عن الموضوع : يجب أن نتطرق إلى تقييم كامل قدر المستطاع حول هذه المسألة''، مذكرا أن هذا الأخير مشروع القانون ''لن يحل إلا جانبا من المشاكل''. وفي ذات السياق أشار إلى أن العمل لحل هذه المشكلة الكبيرة يتطلب من البلدين ''وقتا وجهودا كبيرة''. وذكر مدلسي أنه ''لا يوجد جديد اليوم في المسألة النووية''، مضيفا ''أننا قررنا مع الشريك الفرنسي خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأخيرة إلى الجزائر سنة 2007 فتح ورشات مشتركة لتقييم الآثار وإيجاد الحلول معا''. مدلسي: ''الخارجية الجزائرية تتوقع بصيص أمل لحل القضية الصحراوية'' أعربت الخارجية الجزائرية عن وجود بصيص أمل لتسوية القضية الصحراوية، حيث اعتبر الوزير مراد مدلسي أن ذلك ممكن في ظل المناخ الجديد الذي تشهده الساحة الدولية والذي توفره الإدارة الأمريكيةالجديدة، معبرا عن أمله في انطلاق المبعوث الأممي الجديد روس لتجسيد الحل القاضي بتسوية نهائية للقضية الصحراوية ووضع حد لمعاناة شعبها.وكانت الإذاعة الجزائرية قد نقلت تصريح وزير الدولة وزير الخارجية خلال إشرافه على حفل نظمته وزارة الخارجية بمناسبة إحياء اليوم الإفريقي بالجزائر العاصمة. وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الجمعية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي الحاج محرز العماري، عن انطلاق قافلة إنسانية من ولاية تيارتبالجزائر إلى مخيمات السمارة بتندوف في جوان المقبل في إطار أسبوع التضامن توأمة بين المدينتين، وكذلك بين ولاية باتنة وبئر الحلو المحررة. وقبل هذا كان الهلال الأحمر الجزائري قد أطلق حملة تضامنية مع اللاجئين الصحراويين داخل المخيمات الصحراوية، تلبية لنداء الهلال الأحمر الصحراوي الوطني وجاء في بيان للهلال الأحمر الصحراوي حول نشاطات المساعدة الموجهة للاجئين الصحراويين ''أن الهلال الأحمر الجزائري واللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي قد شرعا في حملة تحسيسية مكنت من تقليص العجز في المواد الغذائية الإضافية بنسبة 12 إلى 14 بالمائة في مخيمات اللاجئين الصحراويين''. وفي هذا المنوال نوه الهلال الأحمر الصحراوي بدور الهلال الأحمر الجزائري واللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي من أجل مساهمتهما في تقليص العجز في المواد الغذائية الموجهة للاجئين الصحراويين. كما أكد من جهة أخرى أن اللاجئين الصحراويين ''رحبوا بشدة بالعملية المشتركة للمساعدة الإنسانية التي نفذت سنة 2008 من طرف الهلال الأحمر الجزائري واللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بمناسبة شهر رمضان المعظم''. من جهة ثانية تتواصل ولليوم الثاني أشغال الأيام الدراسية الجامعية الخاصة بالصحراء الغربية وضرورة تدويل حقوق الإنسان بمدريد، وقد عرض المختصون حالة حقوق الإنسان الصحراوي، مشددين على ضرورة تدويلها، وكان ممثلو دول أمريكا اللاتينية المشاركون في الأيام لجامعات أمس الأربعاء، قد أكدوا على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية كما جددوا في مداخلاتهم دعم بلدانهم لقضية الصحراء الغربية العادلة منددين بانتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة. وفي هذا السياق ذكر السيناتور المكسيكي سلومون جارا كروز الذي يعترف بلده بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية منذ 1979 بالموقف ''الصارم والثابت'' للمكسيك لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية. موازاة مع ذلك، قررت حكومة غينيا بيساو أمس الأربعاء إعادة إقامة علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حسب ما أفادت به مصادر إعلامية.