بادرت جمعية المشاة الهواة لمدينة الورود، إحياء للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام، بسقي الأشجار التي سبق لها أن غرستها عقب الحرائق التي وقعت السنة الماضية بمنطقة بن علي بولاية البليدة، لاستخلاف الأشجار المحروقة، وإعادة إحياء المنطقة. وتأتي المبادرة في إطار تنفيذ الاتفاقية المبرمة مع محافظة الغابات، والتي تقضي بأن تقوم الجهة التي تكفلت بعملية الغرس، بمراقبة ومتابعة نمو الأشجار التي غرستها. في هذا الشأن، أكد رئيس الجمعية أحمد شحمي في معرض حديثه مع "المساء"، أن الجمعية ارتأت من وراء إحياء التظاهرة التاريخية، تنظيم محاضرة لتسليط الضوء على أبرز المحطات الهامة لهذا الحدث التاريخي، لربط جيل الاستقلال بجيل الثورة، وحتى يظل وفيا لتاريخه، ومن ثم تسقى الأشجار التي سبق لأعضاء الجمعية والمتطوعين وبعض النشطاء من محبي الغابات، أن غرسوها بعدما منحتها محافظة الغابات قطعة أرض لإعادة تشجيرها، حيث يُنتظر أن تمس عملية السقي 900 شجيرة من أشجار الأرز، وهي العملية التي تمت في مرحلتها الأولى خلال شهري جوان وجويلية، لتنتهي خلال أوت، والتي تزامنت مع هذه المحطة التاريخية الهامة. ومن جهة أخرى، أوضح شحمي أن الجمعية تستغل، أيضا، التظاهرة التاريخية لتوعية وتحسيس المدعوين بما حدث في الولايات المعنية بالحرائق، على غرار الطارف وسوق اهراس، ومن ثمة التأكيد على أهمية حماية المحيط الغابي من الحرائق، من خلال التحلي بالوعي، ورفع معدل اليقظة، والتبليغ عن أي حالة مشبوهة، وشعارها في ذلك "الشريعة بلا حرائق". وعن النشاطات التي برمجتها الجمعية في إطار برنامجها الصيفي، أوضح المتحدث أن الجمعية تحاول دائما، أن تكون قريبة من المحيط البيئي، من خلال برمجة عدد من الرحلات السياحية إلى الشواطئ والشلالات، حيث برمجت عددا من الخرجات إلى حمام ملوان، مشيرا إلى أن الهدف من خلال تنظيم مثل هذه الخرجات، هو لفت الانتباه إلى جمال المناطق الطبيعية بالجزائر، وإنعاش السياحة الغابية والجبلية، واكتشاف الموروث الطبيعي بالتنسيق مع بعض البلديات ذات الطابع الغابي والجبلي، مثل بلدية الشريعة، وبوعرفة وحمام ملوان. وعلى صعيد آخر، أشار رئيس الجمعية إلى أن الشق الثاني من الأهداف المسطرة من برنامج الصائفة، هو الحفاظ على نظافة المحيط البيئي من مخلفات الإنسان بالتنسيق مع بعض المتطوعين من محبي الطبيعة. وقال: "بالمناسبة، سبق للجمعية أن أطلقت موضوعا خاصا بالأطفال الذين شاركوا في الخرجة المبرمجة إلى أعالي جبال الشريعة، حيث اقترح عليهم تحويل النفايات إلى أشياء مفيدة. والمفاجأة كانت كبيرة، إذ حازت الجمعية على 110 إبداع واختراع من مخلفات النفايات التي جمعت من غابات الشريعة. وتم تكريمهم وتوجيه بعض الابتكارات لاستخدامها في المجال التزييني، وهو ما يعكس الإمكانيات التي يمتلكها الأطفال في مجال الرسكلة".