❊ الجزائر انتصرت على الإرهاب بمفردها بتجربة فريدة في مكافحة الآفة ❊ التطرف ظاهرة قائمة على الاعتقاد الخاطئ وغير مرتبطة بديانة دون أخرى أكد الفريق أول، السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، أن الجزائر نجحت اعتمادا على تجربتها في معالجة التطرف ومكافحة الإرهاب، في إفشال الاستراتيجيات الخبيثة التي استهدفت كيان الدولة، بعد أن عانت لعشرية كاملة من ويلات هذه الآفة الدخيلة، التي تهدد أركان الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري، وسلامة المجتمع وتجانسه وتماسك هويته وتخريب اقتصادها. أوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال افتتاح أشغال ملتقى دولي حول "جيو سياسية التطرف: المنطلقات والتهديدات والتحديات وآليات المجابهة" أنه بفضل الله تعالى وبفضل رفض المواطنين للأجندات المتطرفة والإرهابية، وتمسك الشعب بوطنه ونظامه الجمهوري، انتصرت الجزائر بمواطنيها وجيشها الوطني الشعبي ومؤسساتها على الإرهاب لوحدها، وتمكنت من تطوير تجربة فريدة في مكافحة هذه الآفة والوقاية منها، سواء على المستوى العملياتي، أو عن طريق تطوير مقاربة وطنية متكاملة ومتعددة الأبعاد. وأشاد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بمساهمة الدبلوماسية الجزائرية، في تعزيز الوعي الدولي بالطبيعة الإجرامية للإرهاب، من خلال عدد من الاتفاقيات والمبادرات الإقليمية والجهوية، وكذا القرارات الأممية، الداعمة للمجهودات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله من أجل منع تفاقم التهديد وانتشاره. كما أشار إلى أن التطرف، يعد ظاهرة تاريخية تتميز بالتحور والتعقد، كما أنها تأخذ أشكالا تعبيرية مختلفة، وتقوم على منطلقات فكرية وعقائدية متباينة، حسب الزمان والمكان، ولكنها تشترك في بعض المنطلقات القائمة على الاعتقاد الخاطئ بامتلاك الحقيقة ورفض الآخر ونبذه، واتخاذ سلوكات تعبيرية بالخطاب أو بالأفعال القائمة على الكراهية، بل وحتى على العنف الذي قد يصل إلى حد الإرهاب. وأضاف أن ظاهرة التطرّف، غير مرتبطة بديانة دون أخرى، أو بمجتمع دون غيره أو حتى بإيديولوجية دون سواها، مضيفا أن الاستغلال الخاطئ أو الوظيفي للأفكار والقناعات، تؤسس لمسارات تهدد الهوية والفكر، بل وحتى استقرار الدول. للإشارة، نظم الملتقى الدولي من قبل معهد الدراسات العليا في الأمن الوطني، تحت الرعاية السامية للسيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، بعنوان: "جيوسياسية التطرف: المنطلقات والتهديدات والتحديات وآليات المجابهة". وحضر افتتاح الملتقى الذي تختتم فعالياته اليوم، أعضاء من الحكومة ومستشارين لرئيس الجمهورية، بالإضافة إلى عميد جامع الجزائر، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، وقائد الناحية العسكرية الأولى، ورؤساء دوائر ومديرين ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، وكذا أساتذة وخبراء جزائريين وأجانب. وتناولت المحاضرات المبرمجة التي ألقاها أساتذة وخبراء مشاركون، ظاهرة التطرّف والإرهاب من خلال استعراض منطلقاته وخلفياته، وكذا تقديم قراءة استشرافية للظاهرة مع اقتراح خارطة طريق للتعامل الاستباقي معها، فضلا عن استعراض أهم التجارب والمقاربات في التصدي لظاهرة التطرف والإرهاب، لاسيما التجربة الجزائرية.