أصدرت محكمة القالة ضد المتهم (ل.م) 19 سنة، أعزب بطال، بعامين حبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 20 مليون سنتيم على خلفية اتهامه بالضرب والجرح العمدي المؤدي إلى إحداث عاهة مستديمة. بتاريخ 12 جانفي 2009 تقدم الضحية (ب.ع.غ) بشكوى لمصالح الأمن، جاء فيها أنه بذلك التاريخ وفي حدود الساعة العاشرة ليلا كان ساهرا رفقة أصدقائه بالحي الذي يقيم فيه، وإذ بالمتهم وهو جاره يفاجئه برشقة بالحجارة فوقع بينهما شجار، إلا أن الحاضرين تدخلوا لفك الشجار، لكن المتهم رشقه مرة أخرى بالحجارة فأصابه في عينه اليسرى، وإثر ذلك نقل إلى المستشفى حيث مكث يومين، وعند خروجه منحت له شهادة طبية تثبت عجزه عن العمل لمدة 45 يوما. الضحية وأمام المحكمة أكد من جديد اعتداء المتهم عليه ورشقه بالحجارة التي أفقدته إحدى عينيه، أما المتهم فقد أنكر أن يكون هو من بادر بالاعتداء عليه، وأكد الشهود أمام المحكمة ممن حضروا الواقعة، تعرض الضحية للرشق بالحجارة من طرف المتهم. دفاع الطرف المدني أكد مسؤولية المتهم في إلحاق الضرر بالضحية، والذي تسبب في فقدانه لعينه اليسرى، وطالب بحق الضحية في التعويض المادي. النيابة العامة في تدخلها تطرقت إلى انتشار ثقافة العنف بين الشباب على الخصوص، مؤكدة ثبوت التهمة على المتهم من خلال تصريحات الضحية والشهود والشهادة الطبية التي تثبت تضرر عينه اليسرى بسبب رشق المتهم له بالحجارة، وأضافت أن المتهم احتكم إلى لغة القوة بدلا من انتهاج الطرق القانونية، مما سبب عاهة مستديمة للضحية، وقال دفاع المتهم إنه يشارك ممثل الحق العام في القول إن ظاهرة العنف قد تفشت بشكل كبير بين الشباب، وهي التي تتسبب في مثل هذه القضايا، إلا أن موكله لم يبادر بالاعتداء، ورشقه للمتهم بالحجارة لم يكن إلا رد فعل طبيعي على اعتداء الضحية الذي باشر الاعتداء عليه، ثم إن الشهادة الطبية التي سلمت للضحية من طرف المصالح الاستشفائية لم تشر إلى التضرر الكلي للعين اليسرى للضحية، والتمس الدفاع في الأخير من المحكمة تبرئة ساحة موكله.