توالت ردود الفعل الدولية المنددة والمحذرة من الاقتحام الذي نفذه مسؤول الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، أول أمس، لباحات المسجد الأقصى المبارك والذي زاد في توتير وضع متأزم ينذر بانفجار وشيك في واحدة من أكثر مناطق الشرق الأوسط غليانا. وفي هذا السياق، حذّرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جون بيار، أول أمس، من أن "كل فعل أحادي الجانب من شأنه تهديد الوضع الحالي للمقدسات الدينية في القدس، سيكون غير مقبول". وجاء تحذير المسؤولة الأمريكية بعد أن عبر متحدث عن الخارجية الأمريكية عن "بالغ قلقه" لاقتحام بن غفير لباحات الأقصى في تحد سافر لمشاعر كل مسلمي العالم، معبرا عن احتمال أن تؤدي الزيارة إلى "تفاقم التوترات والتحريض على العنف". وكان السفير الأمريكي في اسرائيل، توم نيديس، أشار من جهته إلى أن "إدارة بايدن أبلغت الحكومة الإسرائيلية، رفضها لكل إجراء من شأنه المساس بالوضع الراهن للمقدسات الدينية". من جانبها، دعت ألمانيا على لسان سفيرها في إسرائيل، ستيفان سيبيرت، إلى "تفادي كل فعل من شأنه تصعيد الوضع المتوتر بقناعة أن الوضع الراهن للحرم القدسي ساهم منذ فترة طويلة في الحفاظ على السلام والأمن الهشين حول الأماكن المقدسة". وأدانت مختلف البلدان العربية بشدة إقدام بن غفير على تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين في خطوة غير محسوبة العواقب رفضها حتى الحاخام السفاردي الأكبر، إسحاق يوسف، الذي كتب رسالة إلى بن غفير قال فيها متسائلا "ماذا سيقول الناس عندما يرون وزيرا يهوديا يستهزئ بموقف الحاخامية". والمفارقة أن اقتحام بن غفير للأقصى حذر منه أيضا زعيم المعارضة الاسرائيلية، يائير لابيد، الذي كتب على موقعه على "تويتر"، أن ذلك "ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف إلى تسليم المسؤولية إلى أكثر شخص غير مسؤول في الشرق الأوسط في أكثر الأماكن انفجارا في الشرق الأوسط". وكشفت التحذيرات من داخل الكيان المحتل على أن هذه الواقعة، التي حتى وإن لم تثر لحد الساعة رد فعل فلسطيني عنيف وملموس على الأرض في ظل اكتفاء فصائل المقاومة ومعهم السلطة الفلسطينية بالإدانة فقط، فإنها لن تمر بسلام وكأنها بمثابة الهدوء الذي يسبق عاصفة في حال انفجارها ستأتي على الأخضر واليابس. وإلى غاية الآن لا تزال الهيئات الرسمية الفلسطينية تطالب بحماية دولية للقدس ومقدساتها الدينية وللشعب الفلسطيني الذي يواجه بصدر عار آلة احتلال همجية أباحت لنفسها ممارسة كل الانتهاكات والجرائم عندما يتعلق الأمر بحق الفلسطينيين، ما دامت لا تجد أي جهة قادرة على ردعها ووضعها عند حدها. وفي هذا السياق، طالبت الخارجية الفلسطينية، أمس، مجلس الأمن الدولي، بتحمّل مسؤولياته في توفير الحماية الدولية لمدينة القدس ومقدساتها في ضوء الاعتداءات المتكررة. واعتبرت الخارجية الفلسطينية، أن الممارسات الصهيونية الاستفزازية، تندرج في إطار المخططات الصهيونية الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة. وقالت إن اقتحام مسؤول الصهيوني متطرف، يشير بشكل واضح إلى حجم التطرف والعنصرية والعدوانية لدى الكيان الصهيوني وما تنشره من مناخات معادية تستظل بها الجمعيات الاستيطانية المتطرفة ومنظمات المستوطنين الإرهابية الداعية لتكريس عمليات تهويد القدس، مجددة مطالبتها، الإدارة الأمريكية بترجمة مواقفها وأقوالها إلى أفعال تكفل حماية القدس ومقدساتها ولجم تصرفات الكيان الصهيوني. من جهته أرسل المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام الأممي ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر الذي تضمنه اليابان ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، استهلها بدعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتحرك الفوري ل«وقف الانفجار الوشيك" للوضع في فلسطينالمحتلة. وطالب منصور بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات فورية في مواجهة الأخطار التي تمثلها اعتداءات الكيان الصهيوني المستمرة، خاصة على المسجد الأقصى والحرم الشريف والمدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك استشهاد المزيد من الأطفال خلال مداهمات قوات الاحتلال.