وصف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، السيد عبد العزيز بلخادم، تاريخ انعقاد المؤتمر التاسع للحزب في الثلاثي الأول من السنة القادمة بالمحطة الحاسمة في تاريخ الأفلان من حيث توحيد الصفوف ولم الشمل وإعادة قراءة مرجعية الحزب بما يجيب عن التراكم السياسي والنضالي وينسجم والمستجدات الوطنية والدولية الراهنة. وركز السيد بلخادم في خطابه أمس بمقر الحزب بمناسبة تنصيب اللجنة الوطنية لتحضيرالمؤتمر التاسع للحزب والمكونة من أعضاء الهيئة التنفيذية ال121 عضوا، على ضرور ترسيخ مرجعية فكرية تنفرد وتتميز بها جبهة التحرير الوطني عن باقي الأحزاب في عهد التعددية، وذلك بعد إعطاء العمل السياسي أطرا تنهي أسباب التفرقة التي بقيت عالقة منذ المؤتمر الثامن الجامع. ووصف بلخادم تحضيرات المؤتمر التاسع بمرحلة لم الشمل، وأطلق على المؤتمر مرحلة الوفاق داخل جبهة التحريرالوطني وأكد في هذا الشأن، على ضرورة التخلص من كل الرواسب الباقية من المؤتمرالثامن والحسابات الضيقة المترتبة عن ذلك. وحاول الأمين العام للأفلان في توجيهاته لأعضاء لجنة تحضير المؤتمر، أن يعطى مسحة تجديدية للحزب، تميزه عن السنوات الماضية، بل وتميزه عن مسيرته التاريخية كلها، لاسيما عند تركيزه على اعادة قراءة مرجعية الحزب من خلال قراءة جديدة لبيان أول نوفمبر، تمكن وتضمن التواصل بين الأجيال، بعدما أصبح هذا البيان مرجعية لأكثرمن حزب سياسي في عهد التعددية. وأوضح السيد بلخادم في هذا الإطار أن ذلك لايعني تخلي جبهة التحرير عن جزء من مسيرتها السياسية والنضالية بل تتبنى تاريخا كاملا منذ ولادتها سنة 1954 الى الآن. وقال في هذا الصدد »لنتحدث عن ايديولوجية الحزب عندما نحدث عن مرجعيات الأفلان لأن دواعي ادارة الصراع السياسي، الذي قد نجبر عليه مستقبلا تتطلب منا ذلك«. وسألنا السيد بلخادم عن أسباب تركيزه في خطابه على اعادة النظر في مرجعية الحزب في هذه الظروف بالذات للمرة الأولى منذ توليه الأمانة الأمامة، فأجابنا بأن جيل نوفمبر يوشك على الانقراض مما يتطلب اقامة جسر التواصل بين الأجيال حتى تستمر قيم نوفمبر كما يفهمها الأفلان..«. هذه النظرة الجديدة لمرجعية الحزب، قال عنها بلخادم بأنها يجب أن تنعكس بادئ ذي بدء مباشرة مع التحضير للمؤتمر التاسع وذلك من خلال الاجابة عما يميز الأفلان عن الأحزاب الأخرى من حيث برنامجها في مشروع المجتمع، وبرنامجها الاقتصادي، ونظرتها لاقتصاد السوق، وقضايا أخرى، مثل دور الدولة في تشجيع وضبط اقتصاد السوق. وماهي نظرتها للخوصصة وللمنظومة التربوية، وقضية الشباب وضرورة التعامل مع هذه الفئة العريضة وفق معطيات الواقع الحالي وكيف ينظر الأفلان الى مؤسسات الدولة إضافة الى كيفية معالجته للقضايا الهيكلية المتعلقة بأموره التنظيمية الانضباطية. وقد قدم السيد بلخادم في ختام خطابه، عرضا عاما لمخطط التحضير للمؤتمر بعدما عدد اللجان الأسايسة وهي لجان القانون الأساسي، المؤسسات البرنامج العام، العلاقات الخارجية، الهجرة المنطلقات الفكرية والمرجعية الأدبية والسياسية، الانضباط، ولجنة تحضير التعمق في بيان أول نوفمبر. وأعلن السيد بلخادم الأسبوع الأول من جويلية القادم موعدا لانطلاق تنصيب اللجان الفرعية لتحضير المؤتمر التاسع بعدما حدد مهلة 10 جويلية كآخر أجل لأعضاء اللجنة الوطنية لتحضير الموتمر في تغيير أماكنهم داخل اللجان، واقترح عليهم مخطط توزيع أشغالهم زمنيا، حيث سيتم الشروع في تنصيب لجان المحافظات عند الانتهاء من الجامعة الصيفية السبت القادم لتنتهي العملية يوم 15 جويلية ليتم الشروع بعدها الى غاية 30 من الشهر نفسه تنصيب لجان تحضير المؤتمر. وفي نهاية سبتمبر تجمع المساهمات لدى اللجان الفرعية التي تجتمع في أول أكتوبر القادم لتقوم بصياغة تمهيدية للتقارير ليجتمع المجلس الوطني للنظر فيها بعد اجتماع الهيئة التنفيذية وقبل الاحتفال بذكرى أول نوفمبر، ليتم بعدها انزال هذه الأعمال الى القواعد والحرص من جديد على أن تكون جبهة التحرير موحدة ومتجذرة شعبيا للذهاب الى المؤتمر التاسع ذهابا ناجحا بكل المقاييس.