كشف المختص في تاريخ الجزائر الأستاذ نسيم حسبلاوي، عن أن فرنسا انتهجت أسلوب القمع والتقتيل، منذ أن احتلت الجزائر في 1830، حيث أباد 5 أجيال كاملة من الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاحتلال. ذلك ما يجعل عدد الشهداء أزيد بكثير من مليون ونصف المليون شهيد، مبينا أن رسالة الشهيد تبقى خالدة، ودعا الجميع في هذا الصدد، إلى أهمية محاربة النسيان والتمسك بالوحدة الوطنية. خلال محاضرة بعنوان "دم الشهيد يضيء درب الاستقلال"، ألقاها الأستاذ حسبلاوي بقاعة المحاضرات في كلية التكنولوجيا بجامعة بومرداس، الخميس المنصرم، إحياء لليوم الوطني للشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة، من تنظيم مديرية المجاهدين، أبرز الأستاذ أن أول رسالة وجب رفعها بالمناسبة، هي محاربة ثقافة النسيان، لأن هذا الأخير يعد أول خطوة للهزيمة، داعيا الشباب تحديدا إلى تصفح تاريخ وطنه والاعتزاز بتضحيات الشهداء. كما تحدث الأستاذ عن أهم المحطات التاريخية التي قادت الشعب الجزائري إلى نيل استقلاله، بداية بالمقاومة الشعبية التي اعتبرها رمزا حقيقيا لرفض وجود المستعمر منذ عام 1830، وصولا إلى النضال السياسي والجمعوي والصحفي، ثم قيام الثورة التحريرية سنة 1954، والتي قال إنها جاءت لتصحح كل الأخطاء السابقة.. فكانت ثورة وطنية مسلحة، أخضعت ديغول مرغما على توقيع وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.وطيلة الوجود الفرنسي المحتل في الجزائر، أشار الأستاذ إلى أساليب البطش والقمع والتقتيل الذي انتهجه المستعمر من أجل تحقيق حلم "الجزائر فرنسية"، متحدثا في هذا السياق، عن إبادة المستعمر5 أجيال كاملة من الشعب الجزائري، مما يجعل عدد شهداء حرية واستقلال الجزائر يناهز العشرة ملايين، مضيفا في هذا الصدد، أن المستعمر لما احتل الجزائر، كان عدد سكانها 10 ملايين نسمة، وغداة الاستقلال كان عدد الجزائريين نفسه، أي 10 ملايين "وهو ما يدل عن سياسة الإبادة التي أنتهجها المستعمر الفرنسي"، يضيف المحاضر، داعيا إلى أهمية إحياء المناسبات الوطنية، لاستذكار أولئك الذين ضحوا من أجل أن تنعم الأجيال بالاستقلال. من جهته، أشار محمد ناجي، رئيس المكتب الولائي لمنظمة أبناء الشهداء، خلال كلمة مقتضبة، إلى أهمية اعتزاز أجيال الاستقلال برسالة الشهداء التي تبقى خالدة، في ظل عز الأمة الجزائرية، كما دعا إلى التمسك بالوحدة الوطنية، في ظل كل الظروف التي تحيط بالجزائر. للإشارة، يتضمن برنامج إحياء اليوم الوطني للشهيد بولاية بومرداس، إعادة دفن رفات الشهيد علي بوفرون، اليوم السبت، بمربع الشهداء في تيجلابين مركز، إضافة إلى تكريم أسرتي الشهيدين حمو بومرداسي وعلي زعموم ببلدية تيجلابين.