شكل موضوع الصراع في الشرق الأوسط ورهان تحقيق السّلام بالمنطقة محور نقاش الدورة الواحدة والعشرين للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الاسلامي التي افتتحت أشغالها أمس بإقامة الميثاق بالعاصمة، حيث أجمع المشاركون في هذه الدورة على توحيد الصّف الإسلامي في مواجهة تزايد حدة هذا الصّراع. وخلال إشرافه على افتتاح الأشغال التي احتضنها البرلمان بغرفتيه، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري أن انعقاد هذه الدورة جاء في ظرف دولي جد متميز مثقل بالمخاطر ومفتوح على المجهول بالنسبة للأمة الإسلامية بصفة عامة، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، محذرا في السياق من عواقب استمرار الصراع باعتباره يشكل أكبر تهديد لاستقرار المنطقة ككل. وأضاف أن التكفل بهذا الصراع المهدد للأمن والسلم العالميين والذي يكتسي أهمية ذات أولوية قصوى، يقع على عاتق المجموعة الدولية التي يتوجب عليها إيجاد الحلول الناجعة لكبح هذه الانزلاقات وبلورة آليات جدية لتجسيد خطة السّلام المنشودة. وشدد رئيس الغرفة السفلى في الأشغال التي تدوم يومين بحضور رئيس مجلس الشورى الإسلامي لجمهورية إيران السيد محمد علي لاريجاني، وأمين عام اتحاد الدول الإسلامية السيد محمود قريج، والأمناء العامين للدول الأعضاء على ضرورة مد يد المساعدة للإخوة الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم وتدعيم شرعية كفاح الشعب الفلسطيني الشقيق، داعيا في سياق ذلك إلى العمل المشترك والمتواصل حتى لا تكون الخلافات داخل البيت الفلسطيني مبررا للقوى الدولية الداعمة لإسرائيل لتعطيل مسار السلام في الشرق الأوسط، ومن ثم إلقاء المسؤولية على الفلسطينيين. واغتنم السيد زياري المناسبة للإشادة بالحركة التضامنية الهائلة التي تنامت على المستوى العالمي، من أجل نصرة الشعب الفلسطيني أثناء وبعد مأساة غزة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، مضيفا أن ذلك "يؤدي إلى تطور محسوس في التكفل الدولي بالقضية". وذكر بأن المهمة الأولى لمنظمة المؤتمر الإسلامي منذ إنشائها تمحورت أساسا حول صيانة الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف التي اعتمد فيها الكيان الصهيوني ضرب تراثها منذ عشرات السنين مع تسريع وتيرة تغيير هوية القدس في السنوات الأخيرة. وعلى هذا الأساس، أكد السيد زياري أن هذا الوضع الخطير يستدعي تحركات عاجلة من طرف كل المعنيين سواء في إطار العلاقات الثنائية أو في إطار المنظمات الدولية، لاسيما منظمة الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو. كما يجب علينا يضيف السيد زياري "أن نضع شركاءنا أمام مسؤولياتهم بتحسيسهم بالنتائج الوخيمة للإستراتيجية الإسرائيلية على استقرار العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط والخطر الذي تمثله هذه الإستراتيجية على أمن الجميع". ومن جهة أخرى، عبر السيد زياري عن انشغال العرب والمسلمين حيال التطورات الخطيرة التي تعرفها الصومال، مشيرا إلى أن حل الصراع في هذا البلد المسلم يمر عبر الحوار والمصالحة الوطنية بعيدا عن لغة السلاح واستعمال العنف. وجدد بالمناسبة ضم صوت المشاركين في هذه الدورة إلى الدعوة التي وجهها الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، السيد أكمل الدين إحسان أوغلي الذي ناشد المجتمع الدولي لتحمل جميع مسؤولياته بالتحرك العاجل لضمان استمرار الحكومة الفدرالية الانتقالية في الصومال. وفي سياق آخر، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس اللجنة التنفيذية لدول مؤتمر العالم الإسلامي السيد محمد علي لاريجاني على ضرورة تبني استراتيجية تقارب بين البرلمانات الإسلامية وبذل الجهود أكثر للسمو والارتقاء بالاتحاد من خلال تسليط الضوء على نقاط الضعف، ووافق السيد لاريجاني على إقامة مراسيم الذكرى العاشرة لتأسيس الاتحاد والمؤتمر كونها فرصة لتقييم الاتحاد للسنوات العشر القادمة، ودعا بالمناسبة إلى زيادة تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية إقليميا وعالميا وبرمجة خطة عمل للاستفادة منها. وفي سياق آخر انتقد السيد لاريجاني سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه أفغانستان والعراق، داعيا الحكومة الأمريكيةالجديدة إلى ضرورة التخلي عن سياساتها التدخلية واحترام حقوق وسيادة الشعوب. وأكد أمين عام اتحاد برلمانات الدول الإسلامية السيد محمود قريج أن الاتحاد يشكل نقطة هامة وحاسمة لأشغال الدورة المقبلة وأن الهدف منها هو الحفاظ على الأمة الإسلامية وتعزيز الاتصال بين البرلمانات على مختلف الأصعدة لتحقيق الأهداف الرامية لخدمة الأمن والسلم والتنمية المستديمة. وللإشارة، من المقرر أن يتم اليوم اعتماد إعلان الجزائر وتقرير الاجتماع الحادي والعشرين للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بعد مواصلة أشغال ومداولات اللجنة في اجتماع مغلق.