استعرض وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس، بمقر الأممالمتحدة، التحديات التي تواجهها الأممالمتحدة في المرحلة الراهنة وآفاق تجاوزها، مركزا على العلاقة الخاصة والمتميزة التي تربط الجزائر بمنظمة الأممالمتحدة، فضلا عن الدور الذي تضطلع به الجزائر في محيطها الإقليمي بأبعاده العربية، الافريقية والمتوسطية. وذكر عطاف خلال ترؤسه حفل استقبال ضم عدد كبير من سفراء وممثلي الدول الأعضاء بالأممالمتحدة ، في سياق النشاطات التي تهدف للترويج وحشد الدعم لترشيح الجزائر لعضوية مجلس الأمن خلال الفترة 2024-2025، أولويات عهدة الجزائر بمجلس الأمن. وأوضح بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ، أن عطاف نقل تحيات الرئيس عبد المجيد تبون للمشاركين، والأهمية البالغة التي يوليها للدور الحيوي للأمم المتحدة، كونه يظل نصيرا قويا لجهودها الرامية لترقية حقوق الإنسان والحفاظ على السلم والأمن الدوليين والنهوض بالتنمية المستدامة. وأكد الوزير، أن التحديات الماثلة أمام منظمة الأممالمتحدة، أضحت أكثر حدة وأكثر ضراوة مما كانت عليه سابقا، مشيرا إلى أنه رغم من كل النقائص التي تشوب أداء هذه المنظمة ،جراء غياب الإرادة السياسية اللازمة للوفاء بوعود طال انتظارها، إلا أن شعوب المعمورة لا تزال تتمسك بها كمنارة أمل ومستودع للتطلعات المشروعة للبشرية جمعاء. كما وصف الوزير العلاقة التي تربط الجزائر بالمنظمة الأممية بالخاصة والفريدة والمتميزة، مشيرا إلى أن عديد المعالم التاريخية للجزائر تبرز وتشرح طبيعة هذه العلاقة التي بدأت عام 1956، عندما تم إدراج قضية إنهاء الاستعمار في الجزائر على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مذكرا بأهم المحطات التاريخية التي تلت هذا الحدث الكبير، خاصة انضمام الجزائر للأمم المتحدة بتاريخ 8 أكتوبر 1962 والدور الذي لعبته لاحقا في مكافحة الاستعمار في إفريقيا وخارجها. الدبلوماسية الجزائرية.. دور فاعل في نشر السلم والاستقرار وأكد عطاف أن الجزائر وامتدادا لسجلها التاريخي الحافل بالإنجازات، تواصل مساهماتها في نشر السلم والاستقرار في محيطها الإقليمي، بالتنسيق مع الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية المعنية، لاسيما الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية. واستعرض الوزير، حصيلة الرئاسة الجزائرية للدورة الواحدة والثلاثين للقمة العربية والمساعي المبذولة لتحقيق التلاحم العربي-العربي وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط للوصول إلى حلّ عادل ودائم للصراع العربي-الإسرائيلي، على أساس قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وخطة السلام العربية لعام 2002. وأكد عطاف، أن جهود الجزائر على الصعيد الافريقي، كانت وتظل موجهة نحو تزويد الاتحاد الإفريقي بالأدوات والوسائل اللازمة للاضطلاع بالولاية المنوطة به بالفعالية المطلوبة، وذلك من خلال ضمان الحلول الأفريقية لمشاكل القارة وتجسيد البرامج السياسية والاقتصادية والأمنية المتفق عليها قاريا. وذكر بالوساطات التي تقوم بها الجزائر لإنهاء الأزمات لاسيما في مالي، ومساعيها لتسخير الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مسلطا الضوء على التوجه الجديد الذي أضفاه رئيس الجمهورية لتعزيز البعد الإنمائي، عبر تمويل وإنجاز عديد المشاريع التنموية في البلدان الإفريقية المجاورة، تحت إشراف الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية. كما تقوم الجزائر التي تعتبر أكبر بلد يطل على البحر الأبيض المتوسط، بالوفاء بجميع التزاماتها فيما يتعلق بالمساهمة في نشر السلم والاستقرار في هذه المنطقة، على أسس التعاون والتفاهم والالتزام المشترك بمبادئ حسن الجوار. وأعرب الوزير عن قناعته بأن ترشيح الجزائر للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يعد امتدادا طبيعيا لدورها والتزامها بتعزيز التعاون الدولي من أجل بناء نظام عالمي يسوده السلم والاستقرار. وذكر بالشعار الذي اختارته الجزائر عنوانا لترشيحها "معا لإعلاء مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة من أجل تحقيق مستقبل أفضل للجميع"، مضيفا أن الرؤية الجزائرية تنعكس أيضا عبر الأولويات التي ستعمل الجزائر على تحقيقها في مجلس الأمن والتي تتمثل في تحقيق التسوية السلمية للأزمات، وتوطيد الشراكات ودعم دور المنظمات الإقليمية، وتعزيز مكانة المرأة والشباب في مسارات السلم وإضفاء زخم أكبر على الحرب الدولية ضد الإرهاب. وأكد الوزير الالتزام القوي والحازم للرئيس عبد المجيد تبون بأن تتحمل الجزائر هذه المسؤولية بشعور عميق من التواضع والتفاني والالتزام وأنها ستساهم كشريك مسؤول وموثوق في مواجهة التحديات العالمية، من خلال تقديم الأفكار والمبادرات التي من شأنها تعزيز دور العمل متعدّد الأطراف في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.