غادر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، موسكو عائدا إلى أرض الوطن، بعد زيارة دولة ناجحة على كل المستويات، كان قد شرع فيها الثلاثاء الماضي بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. أكدت زيارة الدولة التاريخية والهامة التي قام بها الرئيس تبون إلى روسيا على متانة العلاقات المميزة التي تجمع بين البلدين، وعرفت نشاطا مكثفا للسيد الرئيس الذي خصّ باستقبال رسمي مهيب بقصر الكرملين من طرف نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يجتمع الرئيسان في محادثات على انفراد توسعت فيما بعد لتشمل وفدي البلدين. عقب هذه المحادثات، أدلى الرئيسان تبون وبوتين في تصريح مشترك، شكر خلاله رئيس الجمهورية نظيره الروسي على الثقة التي وضعها في شخصه وفي الجزائر للقيام بوساطة بين فدرالية روسيا وأكرانيا لإنهاء النزاع القائم بينهما، مؤكدا بأن الجزائر ستكون أهلا لهذه الثقة. كما وقع الرئيسان على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمّقة بين البلدين، وأشرفا على مراسم التوقيع على ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج عمل بين حكومتي البلدين، شملت قطاعات العدالة والفلاحة والاتصالات العامة والثقافة والاستكشاف والموارد المائية والأعمال. وفي إطار هذه الزيارة التي رافقه فيها وفد وزاري هام، أشرف الرئيس تبون على افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري-الروسي الذي شارك فيه 70 متعاملا اقتصاديا جزائريا و200 رجل أعمال روسي، أكد خلاله أن الجزائر انطلقت في برنامج إنعاش اقتصادي متعدد الأبعاد وجعلت من سنة 2023، سنة الإنعاش الاقتصادي، مبرزا مساعيها من أجل تحرير اقتصادها من قطاع المحروقات وبلوغ حجم صادرات خارج المحروقات ب13 مليار دولار خلال العام الجاري، لتكون بالتالي عجلة التنمية قد انطلقت فعليا. كما عرض السيد الرئيس على المستثمرين والمتعاملين الروس استغلال الامتيازات والتحفيزات التي يوفرها قانون الاستثمار في الجزائر، متعهدا باستفادتهم من مرافقة تامة من الحكومة في هذا المجال. وأشرف رئيس الجمهورية على تدشين النصب التذكاري لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، بوسط العاصمة موسكو. كما أسدى خلال هذه الزيارة التي سمحت بتعميق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير، للسيد أندري بافلينكو، تقديرا لمساهمته في نزع آلاف الألغام التي زرعها المحتل الفرنسي عبر حدود الجزائر إبان الثورة التحريرية المجيدة، مقترحا إبرام اتفاق تعاون مع الطرف الروسي لتنقية الأراضي الجزائرية من الالغام التي خلفها الاستعمار الفرنسي الغاشم. وأجرى الرئيس محادثات مع كبار المسؤولين في فدرالية روسيا، والتقى بممثلين عن الجالية الوطنية المقيمة بهذا البلد الصديق، حيث استعرض التطوّرات الكبيرة التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة، وجهودها الحثيثة من أجل الالتحاق بركب الدول المتقدمة. وجسّد اليوم الأخير من زيارة رئيس الجمهورية، إلى فدرالية روسيا، عراقة العلاقات التاريخية والمميزة التي تجمع الجزائروروسيا منذ 6 عقود، حيث أبانت عن تطابق تام في الرؤى والمواقف بين قائدي البلدين، وذلك خلال مشاركة رئيس الجمهورية، بصفته ضيف شرف، في أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ الروسية، ودعوته خلاله إلى مقاربة عالمية تشاركية وتضامنية لمواجهة التحديات التي يعرفها العالم، تأخذ في الحسبان مصالح الدول الفقيرة، معربا عن أمله في أن يسود السلم والامن ربوع المعمورة لتعيش البشرية في كنف الرقي والازدهار. وفي حين أثنى الرئيس الروسي على رصانة وشجاعة الرئيس تبون، الذي حرص، حسبه، على القيام بالزيارة والوصول إلى موسكو بالرغم من كل الظروف المعقدة والمخاطر، واصفا اياه بالزعيم الذي يحترم مصالح بلاده، من جهته جدد الرئيس تبون، شكره للرئيس بوتين على دعمه لانضمام الجزائر إلى مجموعة "بريكس" من أجل تقوية مكانتها، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مشدّدا في الوقت ذاته على أن الجزائر التي تتطلع إلى عالم خال من الحروب والنزاعات ستبقى تنسج العلاقات مع كل الدول التي تحترمها وتقدرها ولا تعادي إلا من يعاديها.. مخلدا مروره المميز بمدينة سان بطرسبورغ العريقة، بعبارة تاريخية حركت الحضور بالمنتدى الاقتصادي الدولي من ممثلي مختلف دول العالم.. "الجزائريون ولدوا أحرارا وسيبقون أحرارا في قراراتهم وتصرفاتهم". * عادل. م أشاد بالأصداء الإيجابية لزيارة الرئيس إلى روسيا.. الأفلان: الجزائر بقيادة الرئيس تبون قوة إقليمية هامة ومؤثّرة أشاد حزب جبهة التحرير الوطني، أمس، بالنتائج الهامة والأصداء الإيجابية لزيارة الدولة، التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى فدرالية روسيا، والتي أسهمت، حسبه، في الارتقاء بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية معمقة. وعبر الحزب في بيان له، عن ارتياحه الكبير لهذا الإنجاز المهم، الذي قال إنه "يدفع كل الجزائريين الغيورين على وطنهم إلى المضي قدما نحو تحقيق المزيد من النجاحات، مشدّدا على أن النجاح الذي تسجله الجزائر اليوم، يستدعي إبرازه والإشادة به وتعزيزه والحفاظ عليه، دعما لسيادة البلاد". كما اعتبر الحزب، هذه الزيارة الهامة، "نقطة تحوّل في مسار العلاقات الإستراتيجية بين الجزائروروسيا، في ضوء استعادة الجزائر لدورها المحوري وحرصها الدائم على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كافة القوى الفاعلة على الساحة الدولية". وأكد أن الجزائر اليوم، بقيادة الرئيس تبون، تعد "قوة إقليمية هامة ومؤثرة في المنطقة، حيث تمتلك مقوّمات وعناصر القوة الشاملة للدولة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، كما يحظى رئيس الجمهورية بتقدير واحترام جميع زعماء العالم". * ع. ك