بغية تقديم قراءة في مفهوم التراث الثقافي غير المادي في الوقت الحالي، وتوضيح وضع التراث الثقافي غير المادي في منطقة الأوراس، تنظم فرقة بحث "التسيير الالكتروني للوثائق ورقمنة التراث الثقافي والتاريخي في الجزائر"، لمخبر الدراسات في الرقمنة وصناعة المعلومات الالكترونية في المكتبات، الأرشيف والتوثيق بجامعة "الشهيد الشيخ العربي التبسي" بتبسة، يومي 6 و7 نوفمبر القادم، الملتقى الدولي الأول "التراث الثقافي غير المادي في الأوراس، تحديات وآفاق". يرمي المؤتمر الذي سينظم عن بعد أيضا، إلى النظر في المنهجيات العلمية التي يجب تبنيها، لجرد وحماية هذا التراث، ناهيك عن السعي لإنشاء شبكة من الفاعلين في مجال التراث الثقافي غير المادي، من أجل تبادل الخبرات، طرح مسألة المسؤولية والحفظ والتثمين للتراث الثقافي غير المادي، إلى جانب تحديد التهديدات التي تواجه التراث الثقافي غير المادي، ودراسة الحلول التي توفرها التقنيات الحديثة، في إطار حفظ، تثمين ونشر التراث الثقافي غير المادي. وأوضح المنظمون في ديباجة الملتقى، إلى عودة الحديث عن التراث الثقافي في مفهومه الواسع (المادي وغير المادي)، مستقطبًا الانتباه إلى دوره كمساحة حياة وذاكرة جماعية. ونتيجة لذلك، أصبح التراث غير المادي يحظى بأهمية كبيرة في أنشطة المؤسسات المختلفة وأعمال الباحثين، بفضل الحوار الكثيف بين الثقافات التي فرضتها تكنولوجيا المعلومات والاتصال، من جانب، وظهور أصوات تنادي بالحفاظ والتثمين لهذا التراث كإرث إنساني، من جانب آخر. وأكد القائمون على هذا المؤتمر، إلى أن الجزائر، كونها بلدا غنيا ثقافيًا، تتمتع بتراث غير مادي هائل. فهي تتمتع بتنوع في التقاليد اللغوية والمعتقدات والممارسات الدينية والتقاليد الشفهية والممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات والحرف التقليدية … وغيرها. مضيفين أن هذا الثراء الثقافي يتوزع على جميع أنحاء البلاد، مع تفاصيل خاصة بكل منطقة. وقالوا "في هذا السياق، تزخر منطقة الأوراس بإمكانات ثقافية غير مادية هائلة. ومع ذلك، يظل هذا التراث مجهولًا ومهملًا حتى بين الشباب الأوراسيين، الذين يعيشون في هذه المنطقة. نتيجة لذلك، فإنه يواجه خطر الاندثار في العديد من أرجاء الأوراس، لأسباب مختلفة؛ المناخ الاجتماعي-السياسي والاجتماعي-الثقافي السائد في أوراس، خاصة خلال العقدين الماضيين، أدت حقيقةً إلى تفاقم الوضع. أمام هذه الوضعية الوهنة، بالإضافة إلى هشاشة التراث الثقافي غير المادي، تُطرح مسألة الحفاظ على هذا التراث وتثمينه بجدية". يناقش المشاركون في هذا الموعد الأكاديمي، أربعة محاور أساسية، أولها "التراث الثقافي غير المادي في الوقت الحاضر" من زاوية تعريف التراث الثقافي غير المادي ورهاناته، عناصر التراث الثقافي غير المادي، المجتمع والتراث الثقافي غير المادي، الإطار التشريعي للتراث الثقافي غير المادي وتناقل التراث الثقافي غير المادي، ثانيها "التراث الثقافي غير المادي الأوراسي" من خلال "التراث الثقافي غير المادي الأمازيغي"، "الممارسات الاجتماعية والمهارات في المجتمع الأوراسي"، "الفن الأوراسي"، "التقاليد الشفوية"، وكذا "التراث الثقافي غير المادي في طبيعة الأوراس" و"ممارسة وتعليم الأمازيغية (المتغير الشاوي) في الأوراس". ثالث محور يتعلق ب"الوضع الحالي للتراث الثقافي غير المادي في الأوراس" عبر مناقشة "دور التراث الثقافي غير المادي الأوراسي في الابتكار والإبداع"، "التراث الثقافي الأوراسي والتنمية المحلية"، "التهديدات والتحديات التي تواجه التراث الثقافي غير المادي في الأوراس" و"نقل ونشر التراث الثقافي غير المادي الأوراسي"، "حضور الأوراس على شبكة الأنترنت (وسائل التواصل الاجتماعي، مواقع الويب، المدونات …)"، فضلا عن "صورة الأوراس وتراثه الثقافي في وسائل الإعلام". أما المحور الرابع، فيتعلق ب"الإطار التنظيمي لحماية التراث الثقافي غير المادي" فيما يخص "دور المكتبات والأرشيفات والمتاحف في حماية التراث الثقافي غير المادي"، "مشاركة الجمعيات في حماية ونقل التراث الثقافي غير المادي"، "جهود المناضلين والمجتمع الأكاديمي في حماية ونقل التراث الثقافي غير المادي"، "الأدوات المنهجية المناسبة لتوثيق التراث الثقافي غير المادي" وكذلك "التحديات المرتبطة بتطوير وجرد التراث الثقافي غير المادي"، "التجارب الوطنية والدولية في مجال جرد وحماية وتثمين التراث الثقافي غير المادي" و"دور الرقمنة في حفظ التراث الثقافي غير المادي".