❊ تضامن لا محدود من الجزائر مع الشعب الفلسطيني الباسل ❊على الجامعة العربية تعبئة الهيئات الدولية لردع الممارسات المقيتة ❊ القلوب تنفطر حزنا أمام مشاهد الإجرام وتقتيل المدنيين الفلسطينيين جدّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس، تضامن الجزائر اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الباسل، معربة عن إدانتها الشديدة للاعتداءات الإجرامية التي يتعرض لها، مع ضرورة التدخل الفوري للمنظمات والهيئات الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من شراسة العدوان الصهيوني. وأكد عطاف في كلمته خلال أشغال الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول فلسطين، على المسؤولية الخاصة والاستثنائية التي تقع على المجموعة العربية المطالبة اليوم بالعمل على جبهتين أساسيتين وهما تكثيف الجهود لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والسعي بصفة جماعية لإحياء عملية السلام على أسس المراجع الواضحة التي حددتها الشرعية الدولية. على الجامعة العربية تعبئة الهيئات الدولية لردع الممارسات المقيتة وقال إن مثل هذه الأوضاع التي لا تطاق، تفرض على الجامعة العربية المبادرة الفورية بتعبئة كل الهيئات الدولية المعنية، بما فيها الهيئات القضائية، من أجل ردع هذه السياسات والتصرفات والممارسات المقيتة، ووضع حدّ لها. وقال عطاف إن انعقاد الاجتماع يأتي في الوقت الذي "تنحو فيه شعوبنا العربية بأنظارها صوبَنا وتشخص أبصارها على مداولاتنا، وهي التي تنتظر منا موقفا موحدا، يعيد الاعتبار لثوابت الأمة العربية في دعم قضيتها المركزية، ويفضح ازدواجية المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع أعدل قضية على وجه المعمورة، ويواجه المغالطات والمساومات التي يراد فرضها في التعامل مع الفعلِ ورد الفعل". وأبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق مرامي ومقاصد مبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الهادفة للمّ الشمل الفلسطيني وتوحيد صفهم، كضرورة ملحة وكواجب حيوي يخدم ثلاثة أغراض أساسية، الأولى تتمثل في إبطال الذريعة التي اتخذت من انقسام الصف الفلسطيني لتجميد عملية السلام وإدخالها طي الإهمال والنسيان والثانية في إقناع المجتمع الدولي إقناعا كاملا لا ريب فيه بالاستعداد الفلسطيني للمضي قدما على درب السلام شريطة وجود استعداد مقابل ذي جدوى وجدية. أما الغرض الثالث والأخير، فيتمثل في تقوية النفوذ الفلسطيني على مجرى عملية السلام وحمل المجتمع الدولي على التكفل الفعلي بحقوقه المكرسة دوليا. وأشار إلى أن الجزائر تؤكد أن هذه الأوضاع تفرض على المجتمع الدولي الاعتراف بجملة من الحقائق الصادمة التي لا مناص منها، منها أن الشعب الفلسطيني قد ضاق ذرعا بحالة اللامبالاة الدولية أمام ما يعانيه من اضطهاد وظلم وطغيان، وقال إن الشعب الفلسطيني قد نفد صبره بعد إضاعة أكثر من خمس وسبعين سنة في انتظار تمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة وغير القابلة للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. القضية الفلسطينية غائبة عن أولويات أجندة العمل الدبلوماسي كما انتقد الوزير الغياب الرهيب للقضية الفلسطينية عن أولويات أجندة العمل الدبلوماسي الدولي الذي تنكّر لمسؤولياته وتنصّل لواجباته، والذي لم يسجل أي مبادرة جدية وجادة للسلام على مدار العقدين الماضيين. مضيفا أن المجموعة الدولية غاب عنها صواب الاستنتاجات، حين خلصت وبطريقة مغلوطة، إلى أن السلام في الشرق الأوسط لم يعد أولوية قصوى، أو انشغالا بارزا أو حاجة ماسة. ولفت في هذا السياق إلى التراجع الحاد لآفاق وفرص تجسيد حل الدولتين على أرض الواقع، في ظل تواصل الاحتلال وضمّ الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية على أشلاء ساكنيها الفلسطينيين الأصليين، في حين أشار إلى السياسات العنصرية المقيتة التي يواصل الاحتلال الصهيوني فرضها في مدينة القدسالمحتلة وفي مساعيه الرامية لطمس هوية هذه المدينة المقدسة وتغيير الوضع القائم بها عبر تزوير الحقائق وتغيير المسميات في إطار المشروع الكبير لتهويد القدس. وذكر عطاف المحاولات الواهمة والعبثية للفصل بين مسألتي السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، بشكلٍ يجافي الوقائع التاريخية والمرجعيات الرئيسية لحلّ الصراع العربي-الاسرائيلي، بما في ذلك قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مشيرا إلى أن كلها تؤكد على أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يبقى مرهونا بضمان حل عادل ودائم ومستدام للقضية الفلسطينية. كما شدّد الوزير على ضرورة الإجابة على الأصوات المشككة دوليا وإقليميا بصوت واحد وموحد بأن الفلسطينيين" هم أصحاب حق أكيد تبنت إحقاقه الأممالمتحدة وكرّسته الشرعية الدولية، وأنهم أهل قضية مقدسة، لا يضاهي قداستها إلا حجم التضحيات التي لم يبخلوا بها، وأنهم حماة مشروع وطني تاريخي حان وقت تجسيده كاملا غير مبتور". وذكر في هذا الصدد بموقف منظمة الأممالمتحدة وكذا الاتحاد الأوروبي، حول عدم شرعية الحصار المفروض على قطاع غزة والذي بلغت شدته حدود اللاإنسانية، فضلا عن أبشع صور جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الدائرة رحاها في غزة والمرجحة للتفاقم في قادم الأيام. وأشار إلى أن اجتماع القاهرة ينعقد في الوقت الذي يواجه فيه "أهلنا في فلسطين المظلومة، وفي قطاع غزة المغبونة، عدوانا غاشما من قبل الاحتلال الصهيوني الذي ظن، مخطئا ومتوهما، أن الشعب الفلسطيني شعب مغلوب على أمره، وأنه شعب استسلم للأمر الواقع، وأنه شعب قبل مرغما ومكرها، بالآفاق المسدودة". وأضاف الوزير أن القلوب تنفطر حزنا وألما وأسى أمام مشاهد الإجرام والتقتيل والتنكيل بالمدنيين الفلسطينيين، وأمام بعض المواقف الدولية المشينة التي تأبى إنصاف هذا الشعب الأبي بنسيانها أو تناسيها لب الصراع برمته وبإنكارها وتجاهلها لطبيعة الاحتلال الصهيوني.