أكد جامعيون ورجال ثقافة جزائريون وأفارقة، أول أمس بالجزائر، أن تنظيم المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي تختتم فعالياته يوم غد، يعكس إرادة البلدان المشاركة في ترقية الثقافة الإفريقية أمام عولمة تتميز بهيمنة الثقافة الغربية. وأوضح المشاركون أن مثل هذه التظاهرة تدل على درجة وعي البلدان الإفريقية بخصوص ضرورة ترقية ثقافتهم وفرض هويتهم أمام عولمة تطغى عليها الثقافة الغربية، هذه الفكرة شكلت هاجسا هاما في نقاش لملتقى حول المهرجان الثقافي الإفريقي الذي نظم سنة 1969 بالمكتبة الوطنية. وأجمع المشاركون من بلدان إفريقية عديدة، في اللقاء حول موضوع "المهرجان الثقافي الإفريقي لسنة 1969: المبادرين والعلاقات والأحلام"، على الدور الكبير الذي لعبه المثقفون والأدباء الأفارقة في ترقية ثقافة وهوية قارتهم، وشددوا على أن يكونوا واعين أكثر من أي وقت مضى بأهمية دورهم في حرب ثقافية يستخدم فيها الغرب والبلدان المتقدمة التكنولوجيا الرقمية كسلاح ضد ثقافات بلدان الجنوب ومنهم الأفارقة. وأفاد الجامعي الجزائري مخلوف ساحل أنه من الضروري تطوير منتوج ثقافي وفكري يستلهم من هوية وواقع الشعوب الإفريقية بعيدا عن كل تأثير خارجي مفروض أو طوعي، ومن جانبها أكدت السيدة كاثلين بيرمان جامعية طوغولية انه من الضروري أيضا أن يدعم المتدخلون في قطاع الثقافة في إفريقيا لاسيما الدول جهود المثقفين الأفارقة بمن فيهم الشتات الإفريقي من أجل ترقية ثقافة القارة. وحدد المشاركون، في هذا اللقاء الذي دام يوما واحدا، أوجه الشبه بين الطبعة الأولى والثانية من المهرجان الثقافي الإفريقي خاصة في الأهداف والتحديات الواجب رفعها من قبل بلدان إفريقيا وجنوب الكرة الأرضية، في هذا الخصوص "كان مهرجان 1969 يرمي لكي يكون ناطقا رسميا للثقافة والهوية الإفريقية أمام عالم ثنائي القطب يهيمن على العالم ويفرض عليه حربا باردة، ونفس الشيء ينطبق على مهرجان سنة 2009 الذي يهدف إلى نهضة الثقافة الإفريقية كي يجعل منها محركا حقيقيا للتنمية". واعتبر المشاركون أن الجزائر تستحق "ثناء كبيرا" لقبولها مرة ثانية تسخير إمكانياتها المالية والتقنية والبشرية لتثمين رجالات الثقافة الإفريقية وانتاجاتهم، وتم على هامش هذا الملتقى تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية ومقالات صحفية خاصة بمجريات المهرجان الثقافي الإفريقي الأول لسنة 1969 بالجزائر وذلك كعربون شكر وتكريم لأوائل المبادرين به.