اعترفت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امس، بصعوبة التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل نهاية العام الجاري، ولكنها اكدت على ضرورة التوصل الى ابرام اتفاق بين الجانبين من اجل احلال الاستقرار في كل منطقة الشرق الاوسط. ويعتبر تصريح رايس اول اقرار امريكي باستحالة اقامة الدولة الفلسطينية قبل نهاية العام الجاري بعد ان ابدت قبل ايام تفاؤلا مفرطا في امكانية تجسيد التعهد الذي التزم به الرئيس جورج بوش قبل مغادرته البيت الابيض. وقالت رايس ان منطقة الشرق الاوسط لن تعرف الاستقرار ما لم يتم انشاء دولة فلسطينية مستقلة جنبا الى جنب مع اسرائيل. ولكن وزيرة الخارجية الامريكية التي قادت واشرفت على كل جولات المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي طرحت سؤالا جوهريا على نفسها قبل غيرها وقالت اذا كان ذلك لن يتحقق الان فمتى يكون ميلاد الدولة الفلسطينية المستقلة؟. ويعكس تساؤل كوندوليزا رايس درجة التشاؤوم التي تطبع موقف الادارة الامريكية بامكانية توصل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى اتفاق سلام بينهما كما سبق للرئيس جورج بوش ان تعهد بذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر انابوليس في نوفمبر من العام الماضي. وجاءت تصريحات رايس ساعات قبل لقاء ثلاثي بين رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني امس بالعاصمة الامريكيةواشنطن تحت اشراف من كوندوليزا رايس في محاولة يائسة لانهاء الخلافات حول قضايا الوضع النهائي العالقة ومن بينها مستقبل مدينة القدس والمستوطنات واللاجئين. وتقاطع التشاؤم الامريكي بخصوص استحالة توقيع اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قبل نهاية العام الجاري مع تصريحات سابقة للوزير الاول الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي اكد انه لا يتوقع التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري. وقال ان ادارة الاحتلال يمكن ان توقع على اتفاق سلام ولكن شريطة القفز على مستقبل القدسالمحتلة. ولكن احمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض سارع الى الرد على المقاربة الاسرائيلية بالنفي وقال بعد لقاء جمعه اول امس بوزيرة الخارجية الامريكية، انه "لن تكون هناك دولة فلسطينية بدون القدس ولن يكون هناك اتفاق سلام بدون القدس الشريف". وفي ظل هذا الانسداد ينتظر ان تقوم وزيرة الخارجية الامريكية قريبا بزيارة اخرى الى منطقة الشرق الاوسط لم تحدد تاريخها واكتفت بالقول انها تهدف الى مساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين "الى التوصل الى نقاط توافق "ولكنها قالت انه لا يمكن لاي احد ان يقلل من اهمية الصعوبات التي تعترضها وخاصة مسألة مستقبل مدينة القدس. واعتبرت وزارة الخارجية الامريكية امس، ان مواصلة اسرائيل للانشطة الاستيطانية بانها "مشكلة" داعية اسرائيل الى تنفيذ خارطة الطريق. وقال شين ماكور ماك الناطق باسم الخارجية الامريكية، ان "حقيقة وجود هذه الانشطة المتواصلة المتعلقة بالنشاط الاستيطانى تعد مشكلة.واضاف لقد تحدثنا مع الاسرائيليين بخصوص هذه القضية وبشأن تعهداتهم الخاصة باحترام بنود خطة خارطة الطريق وسنواصل القيام بذلك. وكشفت الجامعة العربية في تقرير لها أن نسبة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية تضاعفت منذ مؤتمر أنابوليس الاخير. واكد محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية بالقاهرة انه بالرغم من تأكيد مؤتمر انابوليس على وقف عمليات الاستيطان باعتباره قضية خطيرة تدمر عملية السلام فإن هناك تسعة مشاريع استيطانية داخل القدس حاليا تم خلالها مصادرة 4 آلاف دونم من أجل اقامتها.