أكد أعضاء جمعية "سنابل الخير"، في حديثهم ل"المساء"، أن الاحتفال باليوم العالمي للتطوع، في الخامس ديسمبر من كل عام، هو "إحياء للقيم الإنسانية النبيلة التي يحتاج إليها العالم"، حيث أشار هؤلاء، إلى أنه "يجدر التذكير بهذا التاريخ قبل أوانه، بهدف تعزيز العمل الخيري خلال هذه الفترة، التي تعد من المراحل المهمة لتعزيز الأعمال الخيرية، في ظل الاحداث التي يشهدها العالم، وما يحدث في غزة"، موضحين أن تعزيز هذه الثقافة وترسيخها لدى شباب هذا الجيل أكثر من ضرورية، لبعث روح التضامن في النفوس، وحب مساعدة الغير والقضاء على التفكير الأناني، الذي قد يميز البعض، بالمشاركة والتطوع في فعل الخير، بأشكال لا تعد ولا تحصى. أشار في هذا الصدد، محمد منصوري، عضو بالجمعية ومكلف بالإعلام والاتصال لفرع العاصمة، أن "التطوع مفهوم ليس بالحديث على الأمم العربية المسلمة، إذ أن مفاهيم هذا المصطلح تتوافق مع تعاليم الإسلام السمحة، والغنية بفعل الخير، التي عززت مكانة التطوع في الحياة ومساعدة الغير، مهما كان أصله أو دينه أو شكله أو لونه"، مردافا: "هذا ما يدركه تماما أعضاء الجمعيات والهيئات الدولية، المنضمين إلى العمل الخيري عبر فروع تلك الجهات، التي يسارع أعضاؤها للتدخل والالتزام بالعمل الإنساني، إذا ما احتاج الفرد للمساعدة". أضاف المتحدث، أن العمل التطوعي "عمل يعكس إنسانية الشخص، لا غير، باعتباره عمل يسحب الصفات الجيدة للواجهة، ويقضي على النفس الأنا"، ووصف التطوع ب"أحد أهم أسس النهضة وبناء المجتمع، وتشجيع العمل به في المجتمع، لتحقيق التنمية الشاملة في مختلف القطاعات". أوضح محدث "المساء"، أن "هذه الصفة متواجدة في الجزائري بشكل جميل، ولا يحتاج الفرد في مجتمعنا إلى محفز للعمل على مساعدة الغير، والدليل على ذلك تجربة الجزائر في هذا الصدد، حيث وقف العالم شاهدا على العمل الذي بادر إليه شباب وأطفال، لمساعدة غيرهم عند حدوث كوارث طبيعية، مثل حملة باب الوادي في 2001، أو زلزال بومرداس في 2003، أو حتى حرائق شرق الوطن في 2021، حين سارع المواطنون بإمكانياتهم الخاصة والبسيطة، دون انتظار فرق المساعدة، للتدخل العاجل ومساعدة من هم بحاجة إلى ذلك، في سباق مع الوقت، حيث أثبت هؤلاء قابليتهم لتحدي الموت في سبيل مساعدة الغير، فلا مشكل لديهم في التنقل أو المجازفة، أو مساعدة الآخر". وقد تبرز أيضا تلك الأعمال التطوعية، لجمعيات تعكس إدارة شباب بها، العديد منهم يعملون دون مقابل، حيث تقوم العديد منها بتنظيم قوافل طبية، تتنقل من ولاية لأخرى، تضم عددا من الأطباء والممرضين، قدموا أروع النماذج في العمل الطبي التطوعي، ومساعدة المرضى والمصابين، وإجراء العمليات الجراحية، وتقديم الدواء المجاني. وفي الأخير، قال محدث "المساء"، إن اليوم العالمي للتطوع، هو أيضا فرصة للمتطوعين من أجل تعزيز مساهماتهم في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية.