يكثر الحديث ويسيل الكثير من الحبر، وتلتهب "البلاطوهات" التلفزيونية يوميا بما يسمى الآن، قضية الناخب الوطني جمال بلماضي والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أو بكلمة أدق، رئيس "الفاف" وليد صادي، دون التوصل لحد الآن إلى أي حل يقضي إما بإقالة أو استقالة المدرب الوطني، أو بقائه على رأس العارضة الفنية ل"الخضر". فبعد أسبوع كامل من الخروج المر والمبكر، من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار، بهزيمة لم تكن متوقعة، أمام منتخب موريتانيا، لم يظهر أي جديد فيما يخص ما قيل ولا يزال يقال حول هذه القضية، رغم أن المعلومة الأولى، التي دارت بعد المباراة مباشرة، هي استقالة بلماضي، قبل أن يعلن رئيس "الفاف"، وليد صادي، في "تغريدة" على صفحته على "تويتر"، بفسخ العقد بالتراضي مع الناخب الوطني، الذي حسب ذات الرئيس فإن بلماضي قبل بتعويض شهرين فقط من العقد الذي أمضاه مع "الفاف"، والذي سيعرف النهاية في 2026. "تويتة"، أو "تغريدة" رئيس "الفاف" من بواكي، بعد نهاية مباراة "الخضر" مباشرة، تسرع فيها كثيرا، لأنه كان من الأجدر عليه، أن يقوم بهذه الخطوة، بعد العودة إلى الجزائر، والاجتماع رسميا مع المدرب الوطني، في إطار محترم يليق بسمعة منتخب كبير مثل المنتخب الوطني، وبعدها يتم التواصل مع الرأي العام عن طريق نشر بيان رسمي، يؤكد فيه الطرفان على الاتفاق الذي تم بينهما، بطريقة احترافية بعيدا عن اللغط والإشاعة، التي أصبحت الآن هي التي تغذي الرأي العام الرياضي، سواء في القنوات التلفزيونية المختلفة في الجزائر، ومختلف "البلاطوهات"، أو على مستوى الصحافة ووسائط التواصل الاجتماعي. فعوض أن تتم الأمور باحترافية، لازالت "الفاف" تواصل في تغذية الإشاعة، من خلال فتح المجال للتأويلات والكلام الفارغ في هذه القضية، فهناك من يؤكد بأنه يملك المعلومة، بأن صادي وبلماضي اجتمعا ولم يتوصلا إلى اتفاق، ومنهم من هو مقيم خارج الوطن ويغذي "الفتنة"، ليصب الزيت على النار، ويتكلم عن "العقد المعنوي". ويؤكد بأن بلماضي أراد السفر إلى قطر، دون أن ينهي أي اتفاق مع صادي، وهناك من يرى بأن بلماضي باق ورفض أي تفاوض، مؤكدين بأنه قال لرئيس "الفاف"، بأن لديه تصفيات كأس العالم، وسيواصل إلى النهائيات في 2026، ومن يتكلم أيضا عن العقد الممضى بين المدرب الوطني و"الفاف"، والذي لا يحمل أي أهداف، محملين المسؤولية لرئيس "الفاف" السابق، كما أن هناك من يشتم وآخرون يقولون كلاما لا علاقة له بالقضية بتاتا، كل هذا يحدث وكل هذا الكلام الذي قد يوصل إلى ما لا يحمد عقباه يتواصل، والهيئة الرسمية الممثلة لكرة القدم، تبقى في موضع المتفرج، ولم تخرج بأي بيان لتهدئة الأوضاع، وتنفي أو تؤكد كل هذه الأخبار، حيث يبدو أنها تتلذذ بكل هذا "الهرج"، وهي التي بإمكانها أن تعطي ولو معلومة صغيرة فيما يخص هذه القضية، بالتأكيد على اجتماع الرئيس بالمدرب وفي أي وقت. ولحد كتابة هذه الأسطر، لاتزال "الضبابية" هي سيدة الموقف في هذه القضية، التي يبدو أنها وضعت "الفاف" وعلى رأسها وليد صادي في ورطة كبيرة، بعد أن سارع في الإعلان عن فسخ العقد، الأمر الذي رفضه بلماضي، المتمسك بعقده، في غياب الشفافية في التواصل والاتصال من قبل أول هيئة رسمية لكرة القدم كالعادة، لرفع كل اللبس ووضع حد للإشاعات والتأويلات، التي تكبر وتزداد يوميا.