❊ انعقاد مرتقب للمؤتمر الجامع الليبي خلال الأسابيع المقبلة ❊ الرئيس تبون حريص على تسريع التسوية السياسية واستعادة الاستقرار في ليبيا وجهت الجزائر آلتها الدبلوماسية في الفترة الأخيرة نحو ليبيا، في سياق بعث المسار السياسي بهذا البلد على ضوء عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، حيث تتطلع لتقريب وجهات النظر بين فرقاء هذا البلد في إطار المبادئ الثابتة لسياستها الخارجية، التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإبعاد الحل العسكري لتفادي المزيد من الإنزلاقات. بدأ اهتمام الجزائر بالملف الليبي الذي عاد بقوة إلى واجهة الأحداث بمناسبة مشاركتها في أشغال اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا، الذي انعقد بالعاصمة الكونغولية برازافيل، حيث أكد رئيس الجمهورية، "دعم الجزائر التام لمشروع المصالحة الوطنية الليبية الجامعة"، داعيا الشعب الليبي إلى تحديد مستقبله وتجاوز الإنسداد الحالي عبر إعادة بناء شرعية المؤسسات الليبية وتوحيدها، من خلال تكريس حقه في اختيار ممثليه وتطلعاته المشروعة في استعادة الأمن والاستقرار. وكان الوزير الأول نذير العرباوي، قد التقى على هامش مشاركته ممثلا للرئيس تبون، في الاجتماع بشخصيات وازنة، على غرار رئيس جمهورية الكونغو، دنيس ساسو نغيسو، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى ليبيا، عبد الله باتيلي حيث حظيت تطورات الأوضاع في ليببا وسبل دعم الجهود من أجل تسريع مسار التسوية السياسية بالاهتمام خلال هذه المحادثات. وقد أعرب المسؤول الأممي في هذا الصدد، عن تقديره الكبير لالتزام الرئيس تبون، بدعم مسار المصالحة الوطنية في ليبيا، مشددا على ضرورة استفادة الفرقاء الليبيين من التجربة الجزائرية في هذا المجال. وجاء اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا بعد يومين فقط من زيارة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، إلى طرابلس، حيث جدد خلال لقائه برئيس المجلس الرئاسي لدولة ليبيا ، محمد يونس المنفي، استعداد الجزائر للمساهمة من موقعها بمجلس الأمن في المرافعة عن انشغالات وأولويات الأشقاء الليبيين للمضي قدما نحو الإسراع في تحقيق حل ليبي-ليبي ينهي الأزمة بصفة نهائية. وأولت الجزائر أهمية كبيرة لقمة برازافيل التي عرفت مشاركة قادة دول الجوار الليبي أو من يمثلونهم، ووفود عدد من المنظمات والدول المؤثرة في الملف الليبي، فضلا عن الفاعلين الليبيين ومن بينهم المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية ومجلس النواب، خاصة وأنها تأتي قبل انعقاد المؤتمر الجامع الليبي المرتقب خلال الأسابيع المقبلة، والذي سبقه خلال الأشهر الأخيرة حراك سياسي غير مسبوق من أجل الوصول إلى ميثاق وطني يعالج المسائل القانونية والدستورية والتنفيذية. ولطالما حرصت الجزائر على بذل الجهود من أجل حل الأزمة الليبية التي بدأت عام 2011 ، عبر الدعوة إلى تغليب لغة الحوار والمصالحة بين كافة مكونات الشعب الليبي، ورفض التدخلات الأجنبية والتأكيد على ضرورة الحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها الترابية، معبرة عن استعدادها للمساهمة في إنجاح مسار المصالحة الوطنية الليبية، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، بهدف إيجاد أرضية توافقية تعزز الوحدة الوطنية. وحظيت تجربة الجزائر في مجال المصالحة الوطنية باهتمام كبير من قبل الأطراف الليبية ومختلف الفاعلين الدوليين، حيث صرح الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، في هذا الصدد، أن "تجربة الجزائر في المصالحة وعضويتها باللجنة الافريقية مفيدان لحل أزمة ليبيا"، مؤكدا على أهمية الاستفادة من خبرتها في مساعدة الليبيين على تجاوز الأزمة التي يعيشونها منذ عدة سنوات، فضلا عن كونها تحظى بالاحترام لكونها استطاعت الوقوف بنفس المسافة من جميع فرقاء هذا البلد.