حذّر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أمس، من أن الوضع في مجمّع ناصر الطبي لا يحتمل ويشكل خطرا حقيقيا على حياة المرضى والطواقم الطبية العاجزة عن تقديم الرعاية الطبية نتيجة عدم توفر الأوكسجين والمقوّمات الطبية اللازمة. أكد أشرف القدرة استشهاد 8 مرضى نتيجة توقف الموّلد الكهربائي ووقف الأوكسجين، حيث ظلت جثث الشهداء على أسرّتهم منذ أربعة أيام، كون الاحتلال يمنع إخراجهم لدفنهم. وقد بدأت جثثهم بالانتفاخ وتظهر عليها علامات تحلل، بما يشكل خطرا على المرضى الأخرين في مشهد مؤلم ومثير للقلق. وأشار المسؤول الصحي الفلسطيني إلى تحويل 45 مريضا من مجمّع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى في حين لا يزال الاحتلال يماطل في إخلاء 110 أخر يواجهون أقسى الظروف في ظل انقطاع الماء والأوكسجين عن كل المجمع، نتيجة توقف المولد الكهربائي، إضافة إلى تكدس أطنان من النفايات الطبية وغيرها في أقسام وساحات المشفى، حيث غمرت مياه الصرف الصحي أقسام الطوارئ والأشعة. أمام هذا الوضع الخطير، طالب القدرة المؤسسات الدولية بمزيد من الضغط على الاحتلال لوقف عسكرة المجمع الطبي وتوفير الاحتياجات العلاجية والإنسانية العاجلة والإفراج عن الطواقم والمرضى المحتجزين لديه منذ 4 أيام دون مبرر. وكان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جساريفيتش، قد حذر من أن تفكيك مجمع "ناصر" الطبي، جنوبغزة، جراء العدوان الصهيوني المتواصل "ضربة قاصمة" للنظام الصحي في القطاع. وبينما يتفاقم الوضع سوءا في مجمع ناصر الطبي، يستمر شبح المجاعة في تهديد مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل مواصلة الاحتلال الصهيوني حصاره المطبق والخانق على القطاع ومنعه وصول الغذاء والماء والدواء للمدنيين العزل. في هذا السياق، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أمس، أن نصف مليون شخص في قطاع غزة على حافة المجاعة ويفتقدون لأبسط الحاجات الأساسية من غداء وماء ورعاية صحية، مؤكدا أن الاحتلال منع وصول المساعدات بشكل آمن رغم الطلبات المتكررة. وشدّد قائلا "نحتاج لضمانات أمنية للقيام بعملنا وسد احتياجات قطاع غزة". وأوضح المسؤول الأممي أن الحرمان الذي يعاني منه الفلسطينيون في قطاع غزة "قاس وعميق" وأي قدر من المساعدات لن يكون كافيا لسد حاجاتهم. وأشار إلى أن أحياء بأكملها في غزة تم محوها بشكل كامل، مؤكدا أن ما وقع في القطاع من عدوان صهيوني ل138 يوم على التوالي، غير مسبوق في حدته ووحشيته ونطاقه في محاولة لتجريد مجتمع بأكمله من إنسانيته. من جهته، عبر مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سامر عبد الجابر، عن قلقه إزاء الوضع الأمني في قطاع غزة، مشدّدا على أن شمال القطاع يحتاج لمساعدات عاجلة لتجنب كارثة إنسانية. وأوضح أن "نصف مليون فلسطيني على شفا المجاعة في غزة.. ولسنا قادرين على أداء مهامنا بانتظام، رغم الحاجة الملحة". وأضاف بأن العدوان الصهيوني المتواصل لليوم 138 على التوالي يمثل "تحديا كبيرا"، حيث يعاني سكان القطاع من انعدام للأمل رغم صمودهم الهائل، مشيرا إلى ضرورة إقامة هدنة أو وقف لإطلاق النار. من جهته، ذكر المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، أن نحو 300 ألف طفل في قطاع غزة محرومون من التعليم جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع أكتوبر الماضي. وقال إن أكثر من 300 ألف فتاة وفتى بمدارس الوكالة توقف تعليمهم فجأة ويواجهون الآن "عدوانا مروعا"، مشيرا إلى أن المدارس شمال غزة تضرّرت بشدة أو دمرت بالكامل وأصبحت في حالة خراب بسبب العدوان الهمجي والوحشي. كما أكد لازاريني أن الذين يدعون لتفكيك "الأونروا" يحرمون الأطفال المصابين من أي أمل في المستقبل. وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قد أعلنت، أول أمس، أن 5260 طالب استشهدوا و8985 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الصهيوني، من بينهم 47 طالبا استشهد في الضفة الغربية وأصيب 294 آخرون، إضافة إلى اعتقال 94 طالبا. وذكرت أن 620 ألف طالب في قطاع غزة، ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم، فيما يعاني معظم الطلبة من صدمات نفسية ويواجهون ظروفا صحية صعبة. ولفتت الوزارة في ذات السياق، إلى أن 286 مدرسة حكومية و65 أخرى تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 111 منها لأضرار بالغة و40 للتدمير بالكامل، فيما تعرضت 57 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب وتم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة.