مشهد قاتم في قطاع غزّة في اليوم 69 للعدوان، مئات الشهداء والإصابات في غارات صهيونية مكثّفة، حملات النزوح نحو الحدود الجنوبية لا تنتهي، ومسلسل تدمير واقتحام المستشفيات مستمر، والأممالمتحدة تصف الوضع في غزة بالجحيم، فيما تتزايد الضغوط الدولية على الاحتلال لوقف الحرب، وترتفع النداءات الفلسطينية التي تدعو الرئيس الأمريكي لتحويل تصريحاته إلى أفعال. أكثر من 8 أسابيع والعدوان على قطاع غزة مستمر، بينما تحتدم المواجهات في بعض المناطق شمال وشرق القطاع، فضلا عن الجنوب ولاسيما في خان يونس. فقد طال القصف الصهيوني أمس، منزلين في مدينة خان يونس جنوبغزة حيث تشدّد قوات الاحتلال ضرباتها لزعمها بوجود مقاومي حماس هناك. وأودى القصف إلى ارتقاء 11 شخصا، وفق ما أفاد المركز الفلسطيني للإعلام. وأوضح المركز بحسابه على "تليغرام"، أن القوات الصهيونية قصفت منزلا في منطقة حي الأمل غرب خان يونس، ما أدّى إلى استشهاد تسعة أشخاص، فيما استشهد فلسطينيان اثنان وأصيب 7 في استهداف صهيوني لمنزل في معسكر خان يونس. كما استشهد الصحفي الفلسطيني عبد الكريم عودة، ليرتفع عدد الشهداء الصحفيين منذ بدء العدوان الوحشي إلى 87. وفي الأثناء، جدّدت مدفعية الاحتلال قصفها على حيي التفاح والدرج شرق غزة، فيما شهد محيط مستشفى مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس قصفا مدفعيا عنيفا. كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مستشفى الأمل (التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني)، وأصيب عدد من النازحين في المستشفيين، ووقعت أضرار في منازل مجاورة. مزيد من الخسائر في صفوف العدو في الأثناء، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة على محاور مختلفة، مكبّدة إياها خسائر كبيرة في الأرواح والآليات، حيث أعلن الجيش الصهيونيأمس،مصرع 10 من ضباطه وعساكره خلال المواجهات الدائرة مع رجال المقاومة، الذين استطاعوا برغم عدم توازن القوة من تسجيل ضربات موجعة في صفوف الغزاة، ومن بين القتلى قائد كتيبة وضابط برتبة عقيد وفق ما نقلت وسائل إعلام صهيونية. من جانبه، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، إنّ الاحتلال الصهيوني ارتكب 25 مجزرة في قطاع غزة خلال 48 ساعة، مضيفا أنه بات لزاما على الغرب إعلان براءته من هذا الكيان الذي فشل في تحقيق أي إنجاز عسكري أو سياسي. وبينما تتواصل الغارات الصهيونية على مواقع مختلفة في قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية هي الأخرى عدوانا يزداد شراسة منذ السابع أكتوبر، حيث ارتقى العديد من الشهداء وتمّ اعتقال الكثيرين. على بايدن تفعيل تصريحاته
سياسيا، قال حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس في منشور على منصة إكس إن "تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن الثلاثاء يجب أن تتحول إلى أفعال بدءا من الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وطرح خطة سياسية شاملة تستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية بايدن في بيان، أمس، إلى ترجمة أقواله لأفعال وخارطة طريق ملزمة تعيد الأمل بالسلام. كما رحّبت أيضا بتصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومواقفه التي أكد فيها على وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن السلطة الوطنية الفلسطينية صاحبة الشرعية في حكم الأرض الفلسطينية وشعبها. وقالت الوزارة إنها تعتبر تلك المواقف اتجاها صحيحا وتطالب بترجمتها إلى أفعال وخارطة طريق ملزمة تعيد الأمل بالسلام وتحقق حل الصراع بالطرق السياسية التفاوضية، بما يؤدي لإنهاء دوامة الحروب والعنف ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم. واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأول، أن دولة الاحتلال الصهيوني بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب قصفها العشوائي لقطاع غزة، ودعا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى تغيير حكومته لأنها لا تريد حل الدولتين بل تريد الإنتقام. وقد ردّ وزير المالية في حكومة الاحتلال على تصريحات الرئيس الأمريكي، واصفا تشديده على حلّ الدولتين ب "الانتحار". جحيم على الأرض
هذا، ومع استمرار عمليات القصف والقنص والحصار، يتزايد حجم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة حتى بات الوضع يشبه الجحيم على الأرض، كما قال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني. كما حذّر المفوّض السامي للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة "تخطّت الانهيار". وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، إن عشرات الآلاف من النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر "يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ". وأضاف "تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية"، في حين أن "غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض"، خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات. وكانت منظمة الأممالمتحدة حذّرت من المجاعة وتفشِّي الأمراض، وتعالت تحذيرات منظمات إغاثية ومسؤولين صحّيين، من أنّ الأمراض المعدية تفتك بسكان غزة، في ظل اكتظاظ الملاجئ وشح الطعام، فضلا عن غياب المياه النظيفة، وندرة الدواء.