توّج فريق شباب بلوزداد بلقب الطبعة 57 من منافسة كأس الجمهورية لكرة القدم، عقب تفوّقه في النهائي أمس على منافسه مولودية الجزائر بهدف دون ردّ، بملعب 5 جويلية الأولمبي، بحضور رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي تابع اللقاء منذ بدايته. شهدت بداية المباراة انطلاقة حذرة بين الناديين، حيث سعى كل واحد منها لجسّ نبض منافسه في الدقائق الأولى، مع تسجيل أول لقطة من جانب شباب بلوزداد عبر رأسية اللاعب مزيان، في الدقيقة الثالثة صدها حارس العميد رمضان. ليرد عليه بلايلي بمخالفة مباشرة ارتطمت بالجدار الدفاعي للشباب في الدقيقة 5. وتواصل اللعب بعدها بأخذ ورد بين التشكيلتين طيلة عشرين دقيقة، دون أي فعالية أو محاولات هجومية أو تهديد على مرمى الحارسين. كما حاول لاعبو الفريقين الاعتماد على الكرات الثابتة للتهديف، سواء عبر الركنيات أو المخالفات غير المباشرة.. لكن دون جدوى. وفي الدقيقة 35، وبعد أخذ ورد في منطقة عمليات فريق مولودية الجزائر، عادت الكرة للاعب خاسف الذي مرّر بدوره إلى زميله وامبا، لكن هذا الأخير فوّت على فريقه شباب بلوزداد فرصة افتتاح مجال التهديف. وانتظر أنصار نادي "العقيبة" الدقيقة 41، حيث تمكن اللاعب شعيب كداد من افتتاح باب التسجيل برأسية محكمة، بعد تحويله ركنية زميله بن عيادة إلى الشباك، مانحا التقدّم لشباب بلوزداد. وحاول أشبال المدرب باكيتا مضاعفة النتيجة عبر محاولات هجومية خلال الدقائق الثلاث الإضافية، من الشوط الأول، لكن الأمور لم تتغير وانتهى الشوط بتقدّم الشباب بهدف دون رد. ولم تختلف بداية الشوط الثاني عن سابقه، حيث كانت الخطورة من جانب شباب بلوزداد، الذي بادر لاعبوه إلى تهديد مرمى العميد بهجمة قادها المتألق مزيان في الدقيقة 57، حيث مرّر كرة في العمق لزميله خاسف الذي انفرد بحارس مولودية الجزائر رمضان، لكن كرته اصطدمت بالقائمة الأيسر. وحاول العميد تدارك الوضع، حيث نفذ بلايلي مخالفة مباشرة في الدقيقة 64، أبعدها الحارس ألكسيس قندوز بصعوبة. وقام باتريس بوميل مدرب مولودية الجزائر بأول تغييراته في الدقيقة 67، باقحام اللاعب بوشريط مكان بايزيد، قبل أن يخرج ثابتي ويدخل مرزوقي في الدقيقة 76، في محاولة منه لتنشيط وتعزيز الهجوم. ورمى لاعبو العميد بكل ثقلهم في الهجوم من أجل ادراك التعادل، حيث كاد زوغرانا أن ينجح في ذلك بعد مجهود فردي في الدقيقة 78، لكن تسديدته جانبت القائم الأيمن لمرمي الحارس قندوز. في المقابل، سعى مدرب شباب بلوزداد باكيتا للمحافظة على النتيجة بتدعيم الدفاع، حيث أقحم زروقي مكان بوصوف، وكاد شعيب كداد أن يعزز تفوق الشباب بهدف ثان في الدقيقة 87، لكن كرته ارتطمت بالقائمة. وأحدث مدرب العميد تغيّرين في آخر أنفاس المباراة، بإشراك حميدي مكان زوغرانا ومنزلة مكان حلايمية، فيما أقحم مدرب الشباب اللاعب حداد مكان بوراس. ورغم إضافة الحكم غربال لخمس دقائق بعد نهاية الوقت الرسمي للقاء، إلا أن النتيجة لم تتغير ويتوج أبناء نادي "العقيبة" باللقب التاسع، ليصبح بذلك الفريق الأكثر تتويجا بالسيدة الكأس. وقد سلم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، كأس الجزائر لكرة القدم لقائد شباب بلوزداد، سفيان بوشار، معلنا أفراح لاعبي النادي بأرضية الميدان ومعهم الأنصار في المدرجات وخارج الملعب. أصداء من اللقاء أنصار العميد والشباب يرسمون لوحات جميلة في المدرجات سجل أنصار فريقي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد حضورهم القوي في مدرجات ملعب 5 جويلية الأولمبي، وسط تنظيم محكم من قبل قوات الأمن، التي سهلت من مهمة الجماهير. وقبيل انطلاق المباراة، عمد عشاق وأنصار العميد وشباب بلوزداد إلى التنافس حول أحسن "تيفو" بينهما، ما رسم لوحات جميلة في المدرجات، وهو ما تعوّد عليه جمهور كلا الفريقين في كل مواجهة. بيتكوفيش يتابع النهائي سجل الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش حضوره بمدرجات ملعب 5 جويلية الأولمبي أمس، حيث تابع المواجهة النهائية التي نشطها كل من شباب بلوزداد ومولودية الجزائر. بيتكوفيتش الذي عاد إلى الجزائر أول أمس الخميس، حرص على حضور المباراة النهائية قصد الوقوف على إمكانيات عدد من العناصر، وفي مقدمتهم نجم المولودية يوسف بلايلي، تحسبا للاعتماد عليه خلال التربص المقبل للمنتخب الوطني شهر سبتمبر المقبل. أنصار الشباب احتفلوا بالكأس التاسعة... ليلة بيضاء في "العقيبة" اجتاح مناصرو شباب بلوزداد منذ الصافرة النهائية للحكم غربال، حي العقيبة، الذي يعتبر معقل الشباب، للاحتفال بالكأس التاسعة لكأس الجزائر لكرة القدم، بعد تغلبهم على الجار والغريم مولودية الجزائر امس بملعب 5 جويلية الأولمبي بنتيجة (1-0) و"انفجر" الحي الأسطوري لبلوزداد الذي اكتسى اللونين الأبيض والأحمر أياما عدة قبل المواجهة، بعد هدف اللاعب كداد الذي قاد فريقه لمنصة التتويج .كما عرفت "العقيبة"، قلب هذا الحي الشعبي العريق بالعاصمة، أجواء فرحة عارمة امتد صداها إلى أحياء المدنية وساحة أول ماي والعناصر، وسيدي امحمد والحامة، مثلما جرت عليه العادة بعد كل تتويج لفريقها المفضل، حيث عاش أنصار الشباب ليلة بيضاء، وكانت أبواق السيارات والزغاريد والألعاب النارية في الموعد، وخرج الألاف من المناصرين الذين لم تتح لهم الفرصة لتشجيع لاعبيهم من المدرجات، للاحتفال بطريقتهم بهذه اللحظات التاريخية، في مختلف الطرق والشوارع الرئيسية لمعقل الشباب.