من المنتظر أن يكون اليوم 13 من ألعاب باريس الأولمبية المتواصلة إلى غاية 11 أوت الجاري، مناسبة لبروز الرياضيين الجزائريين المعنيين بمنافسات اليوم الأربعاء. ويتعلق الأمر برباعي ألعاب القوى جمال سجاتي، وسليمان مولى، ومحمد قواند في سباق 800م، ومحمد طاهر ياسر تريكي في الوثب الثلاثي، إلى جانب بشير سيد عزارة في اختصاص المصارعة الإغريقية الرومانية.. وتحضر هذه الأسماء بباريس مكلّلة بإنجازات عديدة في لقاءات وبطولات عالمية، أبرزها تلك المحقَّقة عند العدّاء سجاتي، الذي يملك حظوظا كبيرة للفوز بذهبية سباق 800 متر؛ إذ يُعدّ ثالث أسرع رجل في تاريخ السباق، بعد الكيني ديفيد روديشا، والدانماركي ويلسون كيبكيتير. ينتظر عشاق أم الرياضات، اليوم، متابعة دخول الثلاثي الجزائري المتأهل (سجاتي، مولى، قواند) للمشاركة في سباقات 800 متر بالدور الأول، بداية من الساعة (11:55 سا)؛ حيث سيعمل الثلاثي المعوَّل عليه كثيرا، لإهداء الجزائر ميداليات خلال هذه الأولمبياد، على ضمان التأهّل لنصف نهائي المنافسة المقرر يوم الجمعة 9 أوت الجاري، والتأهل التاريخي لنهائي الاختصاص؛ لتعزيز حظوظهم أكثر في نيل أكثر من ميدالية. وسيكون الثلاثي الجزائري في منافسة قوية مع المصنّف الأول عالميا برصيد (25 نقطة) الكيني وايكليف كينيامال، والبوتسواني المصنّف الثالث (17 نقطة) عالميا ماساليلا تشيبيسو؛ من أجل خطف ميداليات، وتتويج 4 سنوات من العمل المتواصل، بميدالية أولمبية. ورغم تواجده في أفضل أحواله وقدرته على تشريف الراية الوطنية، إلاّ أن المرشح رقم واحد للجزائر، سيكون دون منازع، نائب بطل العالم جمال سجاتي، المصنف الثالث عالميا (24 نقطة)، الذي يعرف منحنى تصاعديا منذ سنة 2022؛ إذ حقق أفضل رقم عالمي لهذه السنة بتوقيت (1د 41 ثا 46ج/م) في الجولة التاسعة من الدوري الماسي بموناكو؛ ما نصّبه ثالث أسرع رجل في تاريخ سباق 800 م. كما يعرف الجميع إمكانيات وقوّة سليمان مولى البطل الإفريقي، الذي لم يشارك كثيرا في سباقات الدوري الماسي هذه السنة، لكنّه، بالمقابل، فاز بسباق 800 متر بالجولة الثانية للدوري الماسي بمدينة زوهو الصينية، أمام الكيني كينيامال وايكليف، والأمريكي مورفي كلايتون. ثم تمكّن من خطف المركز الثاني في جولة مرسيليا.. لكن أرقامه بعيدة عن أرقام سجاتي. وفضّل مولى التركيز على التدريبات بعيدا عن المشاركة في سباقات الدوري الماسي. وهي استراتيجية وضعها رفقة مدربه، في محاولة للمباغتة خلال أولمبياد باريس، التي سيشارك فيها في سباقين تأهيليين قبل دخول النهائي، وهو ما قد يسمح له بالإطاحة بالجميع، مثلما فعل خلال سباق 800 متر بالألعاب العربية 2023، حين فاز على جمال سجاتي في الملعب الأولمبي "ميلود هدفي". من جهته، يُعدّ محمد علي قواند من بين العدائين الجزائريين الواعدين؛ إذ حقّق أرقاما مميزة السنة الماضية، قبل تعرّضه لإصابة أبعدته عن الميادين لمدة طويلة. وعاد مطلع السنة الجارية، واستعاد مستوياته تدريجيا؛ حيث خاض عدّة سباقات بالدوري الماسي، وتمكّن خلال ملتقى شورزاو ببولونيا، من ضمان التأهل للألعاب الأولمبية بعد احتلال المركز الثاني في السباق بتوقيت (1د 44ثا 42ج/م). كما سيكون الموعد في نفس اليوم، مع محمد طاهر ياسر تريكي، الذي سيدخل غمار منافسات القفز الثلاثي في الدور التأهيلي بداية من الساعة (19:15 سا)، وعينه على ضمان التأهل إلى النهائي الذي سيقام بتاريخ 9 أوت بداية من الساعة (20:13 سا)، لمحاولة التنافس على ميدالية فضية أو برونزية لدخول التاريخ، وإهداء رياضة ألعاب القوى الجزائرية، أول ميدالية في اختصاص الوثب الثلاثي. سيد عزارة في ثوب المرشّح لنيل ميدالية من جهته، يدخل المصارع بشير سيد عزارة المختصّ في المصارعة الإغريقية الرومانية، بثوب المرشح لنيل ميدالية أولمبية بعد الأداء المشرف الذي قدّمه في أولمبياد طوكيو 2020 باحتلاله المركز الخامس، وبالتالي سيوظف المصارع الجزائري كلّ التجربة والخبرة، لاستثمارهما فوق بساط باريس؛ لتعزيز ذهبية كيليا نمور، بميداليات أخرى من معدن الفضة والبرونز من جهة، وتدارك السقوط الحرّ لزملائه بالمنتخب الوطني للفرع في الدور الأول؛ حيث انهزم كل من عبد الكريم أوكالي وفادي روابح وابتسام دود، أمس، بفارق شاسع، يؤكّد أن مستوى الجزائريين مازال بعيدا عن العالي. وبدوره، فشل العدّاء الجزائري أمين بوعناني، في بلوغ نصف نهائي سباق 110 متر حواجز؛ حيث حلّ في المركز الثالث ضمن السباق الاستدراكي، ليضيّع فرصة العبور إلى نصف النهائي، الذي يتأهل له صاحبا المركزين الأول والثاني. وتم اللجوء إلى "الفوتو فينيش" لتحديد الثنائي المتأهل، بعدما دخل بوعناني رفقة البرازيلي بيرييرا والفرنسي محمد رافائيل، في توقيت واحد13ثا و54 ج/م، وبالتالي خسر العدّاء الجزائري تأشيرة المربع الذهبي بفارق جزء واحد من الألف.