تحولت مختلف الفضاءات القريبة من الشواطئ، وحتى المساحات الغابية التي تتوافد عليها العائلات العنابية، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، ناهيك عن الرطوبة العالية، إلى نقاط لبيع المثلجات و«الكريبوني" بذوق الليمون، إلى جانب الشاربات الطبيعية، وغيرها من المشروبات الباردة التي تخفف عطش الوافدين والسياح. على طول الشريط الساحلي لمدينة عنابة، يتفنن بعض الشبان في إعداد وتنويع المشروبات المقدمة، والتي تزينها أبراج الليمون وأوراق النعناع الأخضر، وهو ما يجذب المارة، خاصة الصغار، وعليه تصطف العربات بانتظام دون أن تخلف فوضى أو ازدحاما أمام المارة، والعائلات التي تفضل الجلوس ليلا بالشواطئ، التي تتزاوج فيها نسمات جبال الإيدوغ الأشم، لتصنع لوحة فنية جميلة، فرغم الأسعار المتفاوتة، حسب نوعية كل مشروب، يقتني منها المتوافدون ويتمتعون ببرودة وذوق الشاربات، وكذا "الكريبوني"، وهو عبارة عن مثلجات مصنوعة من الليمون التي تحضرها أغلب المحلات والمطاعم الفاخرة بولاية عنابة، منذ زمن طويل، فهناك من يتنقل خصيصا للكور العنابي، من أجل اقتناء "الكريبوني" والمثلجات الملونة بالفواكه. في سياق متصل، ينافس التين الشوكي المعروف في ولاية عنابة ب"الهندي"، مع نهاية شهر جويلية، الفواكه الموسمية، على غرار الخوخ، التفاح والموز، ونظرا للطلب المتزايد عليه، انتعشت تجارته بقوة، خاصة في الطرقات المحورية، وحتى المساحات القريبة من الشواطئ، والأسواق الأسبوعية والمحلية. ويعتبر التين الشوكي، من الفواكه الصيفية التي تفتح شهية المستهلكين، إلى جانب البطيخ الأحمر، فهي فاكهة الفقراء يتناولها ذوو الدخل الضعيف، نظرا لقيمتها الغذائية، فتجد أهل القرى يتناولون التين الشوكي كوجبة غذاء رئيسية، إلى جانب بعض الأكلات الصيفية، وهو ما أكدته ل"المساء" بعض العائلات، التي تختار فاكهة الهندي كغذاء أساسي، خاصة وأنها تتوفر على الألياف، وتساهم في تعديل كمية السكر في الدم، ناهيك عن فوائد أخرى ينصح بها الأطباء. في شأن متصل، يصل سعر الحبة الواحدة من التين الشوكي لدى الباعة المتجولين في عنابة إلى 20 دينارا في السوق المحلية، وعند تعليبه في أكياس خاصة موضبة، ترتب إلى جانب الفواكه الأخرى، يزيد سعره إلى 30دينارا، حسب طلب الزبائن ومستواهم المعيشي، فهناك من المواطنين من يشتري الهندي من طاولات الباعة المصطفة على طول الطريق أو في الشوارع الرئيسية، مقابل مبلغ يكون في متناول الجميع، ويقدمه الباعة في أكياس عادية بعد تقشيره، فيما تختار فئة أخرى من المواطنين، الإقبال على المحلات التي تعمل على توضيب التين الشوكي في علب توضع في الثلاجة، بدل اقتناء "الهندي" الذي يُعرض لساعات تحت أشعة الشمس. من جهتهم، طالب بعض المستثمرين في فاكهة التين الشوكي، خاصة سكان الأرياف، بالدعم لتحويلها إلى فاكهة اقتصادية، تقنن في السوق الجزائرية، مع تدعيم الفلاحين الذين يهتمون بغرسها والعناية بها، لأنها تعتبر، حسب بعض المستثمرين في المحيطات الفلاحية، فاكهة موسمية. لها فوائدها الصحية والطلب عليها واسع، خاصة في فصل الصيف، وتنافس كل الفواكه الموسمية الأخرى، خاصة البطيخ الأحمر، ناهيك عن سعرها المنخفض، وفي انتظار اهتمام الدولة بزراعة التين الشوكي ومرافقته من قبل المصالح الفلاحية، تبقى هذه الفاكهة تزين موائد الفطور والعشاء، والأكثر طلبا من قبل مرضى السكري والقلب، وحتى المواطنين العاديين. وغير بعيد عن طاولات بيع "كرموس النصارى"، يلاحظ الزائر لمدينة عنابة، التي لا ينام سكانها حتى الفجر، توفر طاولات بيع الذرة المشوية على الجمر، التي يتفنن البائعون في تقديمها بعد رشها بالماء والملح لتكون لذيذة أكثر، فتجد الصغار يصطفون في طابور طويل بحثا عن الذرة المشوية، فرائحتها تعبق شوارع المدينة، خاصة عند المساء، إذ تختلط مع رائحة الأسماك المشوية، إلى جانب المثلجات التي تطفئ حر فصل الصيف.