يزاحم التين الشوكي، المعروف في ولاية عنابة ب"الهندي"، هذه الأيام، الفواكه الموسمية، على غرار الخوخ والتفاح والموز، ونظرا للطلب المتزايد عليه، انتعشت تجارته بقوة، خاصة على مستوى الطرقات المحورية، والمساحات القريبة من الشواطئ والأسواق الأسبوعية، وحتى المحلية منها. يعتبر التين الشوكي من الفواكه الصيفية التي تفتح شهية المستهلكين، إلى جانب فاكهة البطيخ الأحمر، فهي فاكهة الفقراء يتناولها ذوو الدخل الضعيف، نظرا لقيمتها الغذائية، فتجد أهل القرى يتناولون التين الشوكي كوجبة غذاء رئيسية، إلى جانب بعض الأكلات الصيفية، وهو ما أكدته لنا بعض العائلات، التي تختار فاكهة "الهندي" كغذاء أساسي، خاصة أنها تتوفر على الألياف، وتساهم في تعديل كمية السكر في الدم، ناهيك عن فوائد أخرى ينصح بها الأطباء. وفي سياق متصل، يصل سعر الحبة الواحدة من التين الشوكي، لدى الباعة المتجولين في عنابة إلى 20 دينارا في السوق المحلية، وعند تعليبه في أكياس خاصة موظبة، ترتب إلى جانب الفواكه الأخرى، يزيد سعره إلى 30 دينارا، فهناك من المواطنين من يشتري "الهندي" من طاولات الباعة المصطفة على طول الطريق، أو في الشوارع الرئيسية، مقابل مبلغ يكون في متناول الجميع، ويقدمه الباعة في أكياس عادية بعد تقشيره، فيما تختار فئة أخرى من المواطنين الإقبال على المحلات التي تعمل على توظيب التين الشوكي في علب، توضع في الثلاجة، بدلا من اقتناء فاكهة "الهندي" التي تعرض لساعات تحت أشعة الشمس. وفي سياق متصل، طالب بعض المستثمرين في فاكهة التين الشوكي، خاصة سكان الأرياف، الذين يهتمون بهذه الفاكهة، بتحويلها إلى فاكهة اقتصادية تقنن في السوق الجزائرية، مع تدعيم الفلاحين الذين يهتمون بغرسها والعناية بها، لأنها تعتبر، حسب بعض المستثمرين في المحيطات الفلاحية، فاكهة موسمية، لها فوائدها الصحية، والطلب عليها واسع، خاصة في فصل الصيف، وهي تنافس كل الفواكه الموسمية الأخرى، خاصة البطيخ الأحمر، ناهيك عن سعرها المنخفض، وفي انتظار اهتمام الدولة بزراعة التين الشوكي ومرافقته من طرف المصالح الفلاحية، تبقى هذه الفاكهة تزين موائد الفطور والعشاء، والأكثر طلبا من طرف مرضى السكري والقلب وحتى المواطنين العاديين. وغير بعيد عن طاولات بيع "كرموس النصارى"، يلاحظ زائر مدينة عنابة، التي لا ينام سكانها حتى صلاة الفجر، توفر طاولات بيع الذرة المشوية على الجمر، والتي يتفنن البائعون في تقديمها بعد رشها بالماء والملح، لتكون لذيذة جدا، فتجد الصغار بدل البحث عن البوظة و«الكريبوني" وكذلك المثلجات الصيفية، يصطفون في طابور طويل، بحثا عن الذرة المشوية، فرائحتها تعبق شوارع المدينة، خاصة عند المساء، حين تختلط أذواق الأسماك المشوية بالذرة لتصنع لوحة فنية جميلة تليق بأيام بونة الحالمة.