كشف المخرج الجزائري المعروف ليزيد خوجة في تصريح خص به "المساء" انه بصدد الاشتغال على فيلم وثائقي جديد يسطر من خلاله مختلف المراحل التي مرت بها الحياة التشريعية في الجزائر من الاستقلال وحتى اليوم. وفي حديثه عن عمله الجديد أشار ليزيد خوجة انه ينتظر رد لجنة القراءة على سيناريو العمل الذي اشترك في كتابته مع أحد النواب القدامى وهو مختص في القانون الدستوري، دون أن يكشف عن اسم هذا الأخير، موضحا في هذا السياق انه سبق له وان تقدم بهذا المشروع قبل سنوات لكنه قوبل بالرفض لأسباب مازال يجهلها حتى الآن. وعن سبب إصراره على إنجاز هذا العمل ومدى تخوفه من رفض مشروعه للمرة الثانية، قال المتحدث أنه متفائل جدا هذه المرة بسبب التغيرات التي عرفها القطاع وانه لن ييأس أبدا من عرض هذا العمل الذي يعتبره مهما وفريدا، موضحا في سياق متصل أن الجديد في الأمر أن أعضاء لجنة التحكيم يتغيرون وما ترفضه هذه اللجنة قد تقبله لجنة أخرى يقول المتحدث. وفي سياق آخر أشار ليزيد خوجة أن العمل يقوم على سرد مختلف المحطات التي عرفها التشريع في الجزائر بداية بأول دستور للجزائر المستقلة سنة 1963 في عهد الرئيس احمد بن بلة وصولا إلى آخر تعديل دستوري الذي كان السنة الماضية، مرورا بمختلف التشريعات التي عرفتها الجزائر لاسيما دستور 1976 الذي كرس النظام الاشتراكي، ثم دستور 1989 الذي اقر التعددية وأعطى الأولوية في الترتيب للسلطة التنفيذية... ،وصولا إلى دستور1996 الذي جاء مصححا لما سبقه واعتبر أول دستور جزائري يكرس الازدواجية البرلمانية. وفي اتجاهه نحو الأفلام الوثائقية بعد أن عرف باشتغاله بالأفلام السينمائية الطويلة أكد ليزيد خوجة أن اتجاهه للأفلام الوثائقية سببه مادي بالدرجة الأولى، مشيرا أن إنتاج فيلم سينمائي طويل يحتاج إلى ميزانية ضخمة من الصعب جمعها خاصة مع الدعم غير الكافي الذي تقدمه الدولة من جهة وعدم اهتمام الخواص بهذا النوع من الإنتاج من جهة أخرى. مشيرا في السياق ذاته انه يعتمد على دعم وزارة الثقافة وصندوق دعم السينما "فداتيك" من أجل إنجاز هذا العمل الذي من المتوقع أن يكون جاهزا مع نهاية السنة الجارية إذا ما سارت الأمور على ما يرام يقول المخرج. يذكر أن المخرج والمنتج ليزيد خوجة ينتمي إلى الجيل الأول من المخرجين الجزائريين درس في البداية العلوم الاجتماعية قبل أن يتجه نحو الفن السابع فيدرس بمعهد السينما بالجزائر قبل أن يغلق أبوابه في 1965 ليتم دراسته السينمائية في باريس حتى 1967، بعد عودته للجزائر يشغل ليزيد خوجة العديد من المناصب كمسير لفيلماتيك "محمد زينات" ثم عضو في المجلس الوطني للسمعي البصري. أنتج المخرج العديد من الأفلام القصيرة، وفي 2004 عمل كمنتج منفذ لفيلم "الهجرة" لنوني قتليف كما اشترك مع رشيد بن علال في إخراج فيلم "سي محند ومحند" في 2008 الذي صور من خلاله حياة الشاعر القبائلي الأسطورة سي محند ومحند، ولم يتوقف نشاط المخرج في مجال الفن السابع بل لامس كذلك الفن الرابع من خلال عدد من الأعمال على غرار "ليلة طلاق" في 2001.