تأهل فريق شباب بلوزداد، مساء أول أمس، وبصعوبة، لدور المجموعات في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، بعد فوزه على ضيفه نادي الجمارك البوركينابي بركلات الترجيح (4- 3) بعد انتهاء الوقت الأصلي لمباراة العودة من الدور التمهيدي الثاني للمنافسة الإفريقية، لمصلحة أبناء "العقيبة" بهدف وحيد، وقّعه مزيان في الد 35 بعد كرة قوية أرضية زاحفة، خادعت الحارس البوركينابي محمد طراوري. وقد جرت المباراة بملعب المركّب الأولمبي "هدفي ميلود " بوهران، وأمام أنظار ما يربو عن 6 آلاف من مناصري اللونين الأبيض والأحمر. وبما أن شباب بلوزداد خسر لقاء الذهاب في العاصمة المالية باماكو أمام ذات الفريق بهدف وحيد، أصبح التعادل سيد الموقف في مجموع المبارتين. ومادامت لوائح منافسة رابطة أبطال إفريقيا تنص على عدم إجراء شوطين إضافيين في مواجهات الإياب والمرور مباشرة إلى سلسلة ركلات الترجيح لتحديد هوية المتأهل لدور المجموعات، اجتاز الفريقان هذا الأمر. وكان الحظ والفرح من جانب ممثل الجزائر، بعدما نجح حارسه مصطفى زغبة في صد ركلتي جزاء، أهّل بهما فريقه للمرة الخامسة على التوالي، لدور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا. وفي ذات الوقت، أكد زغبة حسن الظن في خبرته في صد ضربات الجزاء التي أبان عنها سابقا خلال احترافه في البطولتين المغربية والسعودية. وكانت وقائع المباراة صعبة على شباب بلوزداد خاصة في الشوط الثاني، أمام فريق بوركينابي بسبب الإهدار السهل للعديد من الفرص السانحة، كما حصل بأقدام بلغيث في الد 14، والإفريقي مايو في الد53، ومزيان في الد64. وأغلب التهديد كان يأتي من الجهة اليمنى التي نشط فيها، وبشكل واضح وحسن، المدافع عزي، خاصة في الشوط الأول. وقد ظهرت تعليمات مدرب الشباب كورينتين مارتينز في الاعتماد على المدافعين الأيمن عزي، والأيسر خاسف في مساندة القاطرة الأمامية، وإسنادها بكرات هجومية مواتية. لكن محاولات ممثل الجزائر في التوغل من الرواقين وإرسال الكرات وراء ظهر المدافعين البوركينابيين، لم تؤت أكلها؛ بسبب اصطدام البلوزداديين بدفاع منظم نادي الجمارك، الذي لم يتم اختراقه إلا مرة واحدة، وهي تلك التي حملت هدف التقدم من القدم اليسرى لمزيان في الد35. ورغم دفع المدرب مارتينز بالعديد من البدلاء في الشوط الثاني، إلا أن ذلك لم يمكّن شباب بلوزداد من هز الشباك البوركينابية للمرة الثانية، وبالتالي إراحة أعصاب أنصاره، التي تشنجت بعض الشيء لمّا اندفع الزوار البوركينابيون نحو الهجوم، ونقلوا خطورة حقيقية في أكثر من مرة إلى منطقة الحارس زغبة، الذي ناب عنه القائم الأيسر، في رد قذفة إدريسا باناو في الد 60. وزغبة نفسه ارتكب خطأ في مسك كرة أرضية في الد84، كادت تكلف فريقه غاليا. ولحسن حظه لم يستغله إيجابا نادي الجمارك. كما لم يستغل طرد المدافع كداد في الد 80، بعد جمعه بطاقتين صفراوين؛ ولسبب تافه لا يليق بخبرته، وكاد يكون وبالا على فريقه. وعموما، كان أداء شباب بلوزداد دون المتوسط؛ إذ لم يستطع وضع منافسه البوركينابي في وضعيات حرجة، كما لم يقدر على تكسير خطوطه. وافتقد إلى السرعة في التنفيذ. وانخفض أداؤه البدني خاصة في الشوط الثاني. ولحسن الحظ أن الجمارك البوركينابي لم يكن ناديا من العيار الثقيل وإلا لحدث ما لا يريده أبناء "العقبة"، ومعهم الجزائريون من هواة الجلد المنفوخ. هذه الأخطاء يتوجب على المدرب كورينتين مارتينز معالجتها بذكاء وباستمرار، قبل ولوج دور المجموعات، الذي خلافا للدورين التمهيديين، يعجّ بالأندية الصلبة ذات المعيار الثقيل. وللإشارة، سيخوض شباب بلوزداد الجولات الست لدور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، ما بين شهري أكتوبر وديسمبر المقبلَين.