شدت لوحات فاروق بوشميت، أنظار زوار معرض الصناعات التقليدية، المقام بغرفة الصناعات التقليدية أولاد يعيش بولاية البليدة، لشدة صغر حجمها، حيث يحتاج، من يرغب في تصفح الرسم، استعمال المكبر، الأمر الذي خلق فضولا كبيرا لدى الزوار، بما فيهم "المساء"، لمعرفة السبب وراء اعتماد هذه التقنية الفريدة من نوعها للرسم، والتي تحتاج دائما إلى اعتماد المكبر لمعرفة ما هو مرسوم عليها. قد لا تفكر مطلقا في شراء لوحة فنية، رُسم فيها حي عريق من أحياء ولاية البليدة، مثل الدويرات، أو منظر طبيعي مرسوم بدقة متناهية، على لوحة فنية مقاييسها لا تتجاوز السنتيمتر الواحد، والسبب بسيط، لأنك إن فكرت في النظر إليها، ستحتاج إلى مكبر، ولكن المفارقة، أن النظر عبر المكبر إلى اللوحة سوف يدهشك، لأنك ستتمتع بمنظر لوحة مرسومة بدقة كبيرة، فقد اختار صاحبها تصغير حجمها، لتحقيق غاية في نفسه، وقال في هذا الشأن، الرسام فاروق في دردشته مع "المساء": دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، برسم أصغر لوحة في العالم عن طريق استخدام شعرة واحدة من ريشة الرسم". قال الرسام فاروق، ابن ولاية البليدة، بأنه حرفي في الرسم والزخرفة، ولديه لوحات زيتية ومائية، وفي جعبته أكثر من ستين لوحة، ورسم في مختلف الألوان، استعمل كل الطرق المتوفرة في الرسم، بعدما استنفذ كل ما هو متاح، اتجه في السنوات الأخيرة إلى رفع التحدي من أجل رسم لوحات بمقاييس صغيرة جدا، مع الحفاظ على معايير رسم اللوحة، شارحا بقوله: "أبدأ بأخذ مقاس اللوحة الذي لا يتجاوز السنتيمتر الواحد"، وبعدما تمكن من التحكم في التقنية والمقاسات، مردفا: "رفعت سقف التحدي إلى أعلى من هذا، حيث بدأت بالتصغير شيئا فشيئا في حجم اللوحة، إلى أن تمكنت من الرسم على لوحات مقاساتها أقل من نصف السنتيمتر"، وحسبه، فإن هذه الطريقة من الطرق المعتمدة في الرسم ببعض الدول العربية، فاختار اعتمادها، حيث يعتبر الحرفي الأول في الجزائر الذي تعلمها ومارسها في مجال فن التصغير في الرسم. وحول طريقة الرسم بفن التصغير، أشار المتحدث، إلى أنه يقوم بتجهيز مقاييس اللوحة، ومن ثمة يعتمد على المكبرة للرسم بشعرة ريشة الرسم، مشيرا إلى ان العملية، وعلى الرغم من صعوبتها، إلا أنها تحتاج إلى دقة كبيرة وتركيز بالنظر إلى صغر الحجم، حيث تتطلب أكثر من أسبوع لإنهاء اللوحة، غير أنه تمكن إلى حد الآن من رسم لوحة بمقاييس ثلاثة على أربعة "ميلي مترات، وأن التحدي هو الوصول إلى الرسم في أقل من "مليمتر" واحد، مشيرا إلى أنه تمكن من رسم امرأة جزائرية ب«الحايك" بمقاييس ميلي متر على مليمتر ونصف الميلمتر، ولوحة أخرى رسم عليها العلم الجزائري. لا يتوقف إبداع الفنان فاروق في الرسم، باعتماد فن التصغير على الورق فقط، بل تعداه إلى الرسم على بعض الأشياء الصغيرة أيضا، مثل عود الكبريت الذي تمكن من رسم منظر طبيعي عليه، بطريقة أذهلت كل من استعمل المكبرة لرؤيته، وحسبه، فإنه وعلى الرغم من ضعف بصره، بسبب التركيز على إظهار أدق التفاصيل، غير أن إصراره على بلوغ العالمية، برسم أصغر لوحة لامرأة جزائرية ترتدي "الحايك" الأبيض، جعله يرفع سقف التحدي.