يواجه سكان مجمع 672 مسكن ترقوي عمومي بحي علي عمران "3" ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة، عدة نقائص، زادت من متاعبهم، منها غياب الإنارة العمومية، والزحام المروري اليومي، والاكتظاظ بالمرافق التربوية، حسبما أكد ل«المساء" ، أحد قاطني الحي، الذي قال إن الوضعية ستتفاقم مستقبلا، خاصة بعد الانتهاء من إنجاز حصة سكنية بصيغة الترقوي العمومي "أل بي يا"، الواقعة بالجوار. لم تكن العائلات التي التحقت بشققها الجديدة منذ 2018، تعلم أن فرحتها لن تدوم طويلا، وأن النقائص التي تظهر من سنة إلى أخرى، ستنغّص يومياتهم رغم أنهم دفعوا أموالا طائلة من أجل الاكتتاب، وتسديد هذه السكنات "الراقية". ومن بين النقائص التي ظهرت بعد السنوات الأولى، عدم وجود هيئة منظمة تسهر على تسيير الأجزاء المشتركة، والحفاظ على مكونات المجمع السكني، مثلما هو موجود بسكنات العمومي الإيجاري، و"عدل"، حسب ما أفاد بذلك "السعيد. ب"، أحد سكان الحي. وقال محدث "المساء": "إن المؤسسة الوطنية للترقية العقارية ضمِنت تسيير هذه السكنات لمدة سنتين، حسبما ينص عليه دفتر الشروط؛ حيث كانت الإنارة متوفرة، ونظافة سلالم العمارات حاضرة، وحتى حراسة المركبات مضمونة. لكن بعدها تُرِكت هذه المهمة للشاغلين، الذين تكفلوا بتسييرها لسنوات قليلة، إلا أنهم لم يستمروا في ذلك؛ ما جعل هذه الخدمات تختفي شيئا فشيئا، لتظهر بعدها عدة نقائص، أصبحت تشكل هاجس السكان". ويفيد السكان بأن أعمدة الإنارة العمومية التي تشتغل بالطاقة الشمسية، لم تصمد طويلا؛ ما أرغم السكان على اقتناء أضواء كاشفة، وضعوها في أعلى العمارات لإنارة مداخل البنايات، وحظيرة ركن السيارات، مناشدين مصالح بلدية البرج الكيفان لمساعدة السكان في ربط أعمدة المصابيح بشبكة الكهرباء؛ لضمان هذه الخدمة، وتجنّب ترك هذه الأعمدة هياكل بلا روح. كما يشكو سكان حي 672 مسكن من الضغط الحاصل في الأقسام التربوية في طوري الابتدائي والمتوسط؛ حيث يتجاوز عدد التلاميذ في الأقسام، الأربعين. وستتعقد الوضعية أكثر بعد الانتهاء من مشروع السكنات الجديدة لبرنامج " أل بي يا"، التي ستوزَّع خلال الأشهر القليلة القادمة. أما بالنسبة للطور الثانوي، فإن تلاميذ الحي والأحياء المجاورة يتنقلون إلى ثانوية حي فايزي، التي تشهد، هي الأخرى، ضغطا كبيرا؛ بسبب عدم إنجاز ثانويات أخرى للتخفيف عنها. وحسب السكان، فإن حركة المرور بحواشي الحي أصبحت لا تطاق، لا سيما في أوقات الذروة؛ حيث أصبحت الطرقات الداخلية للحي، مسلكا لأصحاب السيارات، الذين يجدون فيها طريقا مختصرا للمرور إلى الطريق الرئيس الوطني رقم 24، الذي يوجد بالموازاة معه، خط الترامواي. وفي هذا السياق، يطالب السكان بالإسراع في إنجاز الطريق المحاذي للشاطئ؛ لتخفيف الزحام المروري على العديد من المحاور، لا سيما الطريق الوطني رقم 24، علما أن الطريق الساحلي مبرمَج منذ سنوات طويلة، ولم يتم تجسيده إلى حد الآن.