❊ سائح شمال إفريقيا مخزون هام تجذبه العروض المغرية ❊ أندونيسيا "الأكثر مواءمة" للسياح المسلمين ❊ تنوع ثقافي يستهوي عشاق الاكتشاف ❊ جولات بين قطعان الفيلة وتنانين كومودو نظمت السفارة الأندونيسية بالجزائر، جولة سياحية إعلامية إلى جزيرة بالي الأندونيسية، مؤخرا، تلك الجزيرة الساحرة، التي تحولت خلال السنوات الأخيرة، إلى أكثر المحطات السياحية استقطابا للسياح من ربوع العالم، بفضل ما تزخر به من مؤهلات سياحية، شدت انتباه كل عاشق لمزيج الثقافات والتنوع الطبيعي، والراغبين في الاحتكاك بودية السكان المحليين، كل ذلك حاولت السفارة من خلال جولتها، الكشف عنه للسياح الجزائريين، الذين أصبحوا يتوافدون بكثرة عليها، خاصة بعد الأزمة العالمية الصحية "كوفيد"، إذ تتطلع أندونيسيا، أكبر دولة في جنوب شرق آسيا، وصاحبة أكبر أرخبيل جزر في العالم، إلى نهضة في القطاع السياحي، لاسيما جذب السياح العرب، وعموم السياح المسلمين من شمال إفريقيا، حيث لم يتعاف القطاع السياحي بشكل كامل بعد الجائحة حتى الآن، الأمر الذي دفع إلى البحث عن سياح جدد من منطقة المغرب العربي، والشرق الأوسط، والعرب عامة، وفق ما أكده ساندياجا أونو، وزير السياحة والاقتصاد الإبداعي الأندونيسي، في حديثه ل«المساء"، حيث تطمح الوزارة، حسب مسؤولها، إلى زيادة عدد السياح العرب والمسلمين عموما، خاصة بعد أن حصلت مناطق في أندونيسيا على جوائز المناطق "الأكثر مواءمة" للسياح المسلمين لعامي 2023 و2024، ضمن مؤشر السياحة الإسلامية العالمية، وهذا أمر مشجع، يؤكد الوزير. لا تزال جزيرة بالي تأسر قلوب الناس، ولأسباب عديدة، لم يتعثر إلى حد الساعة، رواج وموضة الرغبة في زيارة تلك الجزيرة، وما زالت تصنف ضمن قائمة الأكثر المناطق استقطابا للسياح حول العالم، باعتبارها الوجهة المثالية لكل أصناف السياح، من شباب وعائلات وحتى حديثي الزواج، حيث تفتخر جزيرة بالي بتجارب فريدة ونابضة بالحياة، يمكن من خلال زيارتها تجربة الكثير في رحلة واحدة، منها ما لا يمكن إيجاده في أي مكان آخر، بين نعيم دافئ، بفضل مناخها الاستوائي وأجوائها الرائعة، التي ترسمها ودية سكانها الطيبين، وطبيعتها الساحرة التي لا تكتفي أبدا بإلقاء لعنة "العشق" لكل زائر لها، كيف لا وهي تمتلك شواطئ خلابة، وشلالات غزيرة، وحقول الأرز المنبسطة، وبراكينها النائمة، فلكل جزء قسط من جمال تلك الجزيرة "الخيالية". تساهم طيبة شعب بالي، في التسويق لتلك الوجهة "الخيالية" للجزائري، الذي يمتلك في الأساس معرفة وثقافة مسبقة حول الشعب الأندونيسي، طيبته ووديته، خاصة السكان المحليين لجزيرة بالي، واحدة من مجموع 18306 جزيرة بجمهورية أندونيسيا، ورغم أن غالبية السكان المحليين لبالي من ديانة هندوسية، تقريبا 70 بالمائة، إلا أن تبني ذلك الشعب الطيب لمبدأ تعايش الديانات، يجعل تلك المنطقة يعمها السكون والطمأنينة والراحة لدى زيارتها، إذ لا يشعر السائح الجزائري بغربة في زيارتها، بل سيشارك فقط ثقافة المحليين، ويكتشف جانبا مختلفا تماما عن ثقافته، يمكن أن يلتمسه في جوانب عديدة من حياة المواطن الباليني. وقد أصبح السائح الجزائري واحدا من السياح الأكثر تطلبا، كونه يعرف تماما ما يبحث عنه في رحلاته بين فنادق مريحة، وأجواء عائلية، وأكلات مميزة، وتقارب ثقافات، وتنوع الأنشطة، إلى جانب التسوق، وغيرها من مميزات الرحلة، هذا ما أشار إليه، جاسن ليم كينغ واه، المدير التنفيذي لشركة "دي ام سي سمايلينغ" للسياحة والأسفار بأندونيسيا، حيث أوضح أن بعد تجربة 50 سنة في النشاط السياحي، لا يزال السياح حول العالم يثيرهم فضول تجربة السياحة في الجزيرة، التي دائما ما تروج لها الساحة السنيمائية، لدرجة تحولت تلك الصور الخلابة للجزر إلى حلم الجميع، وميزة أندونيسيا أنها تتكون من أكبر عدد من الجزر المشكلة لأرخبيل في العالم كله، نفس الحلم الذي يشاركه السائح الجزائري، وفق محدث "المساء". لابوان باجو... ما وراء بالي إلى جانب جزيرة بالي، أصبح الكثير من السياح اليوم، يبحثون عن وجهات مختلفة، متشابهة من حيث ديكور طبيعتها، وشواطئها من الرمال البيضاء وزرقة مياهها الخيالية، لاكتشاف مناطق أكثر هدوء، وتعد جزيرة لابوان باجو، حسب جاسن ليم كينغ واه، من الجزر التي لا تقل جمالا عن جزيرة بالي، لكنها أكثر هدوء، ولم يتم الترويج لها إلى حد اليوم، بقدر ما منح لبالي من إشهار، وأضاف "إن الاهتمام الاستثنائي للمسافرين، بوجود تنانين كومودو التي يطلق عليها اسم أورا، والتي تعد نوعا من السحليات الضخمة محليا، عامل مغري قيِم، يزيد من جمال هذه الجزيرة"، وأشار إلى أن الجزيرة تشهد واحدا من أكبر المتنزهات لهذه السحليات، أدرجت كموقع للتراث العالمي ل"اليونسكو" في عام 1991، وهو موطن للحياة البرية الرائعة، سواء على اليابسة أو تحت الماء، إذ تتكون الحديقة من جزيرة كومودو وجزيرة رينكا وجزيرة بادار، والعديد من الجزر الصغيرة المحيطة بها. أشار جاسن ليم كينغ واه، في حديثه، إلى أن وكالته تعمل جاهدة لاستقطاب السائح المغاربي نحو هذه الوجهة الجديدة، وبالأخص السائح الجزائري العاشق للطبيعة، للتعريف بما لديه من خيارات عند زيارة جمهورية أندونيسيا، موضحا أن وكالته سبق لها وأن تعاملت في العديد من المرات مع السياح الجزائريين، الذين أصبحوا أكثر تطلبا، بفضل ميزتهم التي تجعلهم من السياح الذين يعرفون تماما ما يبحثون عنه، وعادة فاإن هؤلاء من نوع السياح الذين يخططون ويضعون برامج مسبقة قبل زيارة دولة معينة، وبحكم أن أندونيسيا دولة مسلمة مثل الجزائر، فلا يجد الجزائري مشكلة في التأقلم مع أجواء الجمهورية، وتساعده طيبة المحليين بالجزر الخلابة، في الشعور بالراحة والطمأنينة طيلة السفرية. تنوع الفنادق يساهم في استقطاب كل الميزانيات أكثر ما أثار فضول "المساء" بجزيرة بالي الساحرة؛ التنوع اللامتناهي من الفنادق، النزل، الإقامات المنزلية، السكنات الشبابية، الفنادق والمنتجعات الفاخرة، إذ تلبي جزيرة بالي جميع الاذواق، خصوصا جميع الميزانيات، فبين تكلفة ألفي دينار لليلة الواحدة، وصولا إلى 50 ألف دينار لليلة، في منتجع مطل على بحر أو حقل أرز. تتمتع جزيرة بالي بتنوع لا متناهي من تلك الإقامات الفندقية، التي نجح مسيريها في استقطاب مختلف السياح عبر العالم، من شباب وأزواج وعائلات كاملة، تبدأ التجربة الأولى من الفندق في حد ذاته، حيث تعتبر فنادق هذا الجزء من أرخبيل هذه المنطقة، من أكثر الفنادق التي تمنح تجارب فريدة للمقيمين بها، حتى وإن كان سعرها يبدو جد منخفض أحيانا، إلا أن تجربة السباحة في مسابح مطلة على شلال، أو أخرى على حقل أرز، أو حتى على المحيط، ومشاركة فطور صباح عائم في المسبح، تريح الزائر، حيث يمكن للمقيم هناك أن يكتفي بسحر تلك الأجواء، لدرجة يصعب أحيانا الخروج من تلك الغرف والانطلاق في مغامرة لاكتشاف سحر تلك الجزيرة. في هذا الصدد، تحدث كريستوفر سميث، مدير فندق "كورتيارد باي ماريوت" عن مدينة سيمنياك، بجنوب جزيرة بالي، التي تعد إحدى المدن التي يعشقها الشباب، لما تتميز به من حياة ليلية تقريبا لا تنتهي، وبحكم قربها من المطار الوحيد بالجزيرة، يعد المرور بهذه المنطقة نقطة بداية أو نهاية الرحلة، إذ أن السائح عامة، يجد راحته في الفنادق بجزيرة بالي، وتتيح له خيارات عديدة من حيث الخدمة، التكاليف والتنوع في الأكل، خاصة أن الجزيرة، وبطبعها، تعمل على تلبية مختلف متطلبات السياح، لاسيما السائح العربي المسلم، الذي لديه خصوصياته، مثل السائح الجزائري، وعلى عكس باقي السياح من الدول الأوروبية أو الأمريكية أو الأستراليين، مثلا، فتوفير الأكل الحلال مثلا في الفنادق، من أهم ما يبحث عنه السائح المسلم، وعليه تعمل السلاسل الفندقية، من مختلف التصنيفات، بما في ذلك الفنادق العالمية، على توفير "الحلال" في قائمة طعام ما يتم تقديمه على الفطور أو الغذاء أو العشاء بالنسبة للإقامة الكاملة، لمنح الراحة للمقيم دون أن يقلق بشأن ما يتم تناوله. أكد المدير، أن عروضا مغرية تمنح للسياح من المغرب العربي، باعتبار المنطقة من أهم الأسواق التي يهدف رواد السياحة ببالي إلى استقطابهم، خاصة بعد "كورونا"، باعتبارهم من "السياح الجدد"، والذين انتشرت لديهم ثقافة السفر مؤخرا، بعد الأزمة الصحية العالمية، ويمكن اليوم الاستفادة من مبادلات في المجال السياحي، بين تلك الدول، للنهوض بالقطاع في المنطقتين، يضيف المتحدث. شغف عشاق التاريخ والتنوع الثقافي في جزيرة بالي إلى جانب سحر طبيعة جزيرة بالي بشواطئها، شلالاتها، براكينها، حقولها، فواكهها الاستوائية، قراها التقليدية، منازلها الصخرية، معابدها ولطافة شعبها، لا تنتهي الجزيرة من إثارة فضول كل الشخصيات، حتى محبي الثقافة والتاريخ، والحضارة، ومهد بعض الديانات بجزيرة بالي، عند وصولنا الجزيرة، وفي المحطة الأولى، شد انتباهنا واحد من أضخم المعالم بهذه المنطقة، تمثال يمكن أن تراه من الطائرة التي حطت في مطار الجزيرة، ويبلغ طوله 122 متر، يقع في حديقة جارودا ويسنو كينكانا الثقافية، وهو رابع أطول تمثال في العالم، والأول من حيث العرض، صمم التمثال ليكون الأطول في إندونيسيا، افتتحه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، في سبتمبر 2018، التمثال فيشنو الجالس على جارودا، يمثل في المعتقد الهندوسي إله صيانة الكون، وطائر عملاق جارودا، يعكس بعض فلسفة واساطير المعتقدات الهندوسية، في هذا الصدد، قال "ستيفانوس يوناتان استايايا"، مدير حديقة جارودا ويسنو كينكانا، إن الحديقة اليوم، تعد من أهم المعالم السياحية في بالي، تستقطب ما بين 5 و8 آلاف زائر يوميا، فهي تعطي النظرة الأولى على الثقافة المحلية لسكان الجزيرة، إذ يجسد التمثال الضخم، واحدا من أهم فلسفة الشعب الهندوسي، ويجمع بين فن وثقافة وروحانية الشعب، يمكن من خلال الحديقة تأمل التمثال المطل على المحيط الهادي، وتأمل غروب شمس على أفق غير محدود، أو الاستمتاع برقص تقليدي بالي، كما يمكن تجربة الأكل الأندونيسي، من خلال المطاعم التقليدية هناك بالحديقة، إذ تعطي للزائر تلك المحطة الأولى غير البعيدة عن مطار بالي، النظرة الاستباقية للثقافة السائدة في باقي الجزيرة. الاكل الأندونيسي.. جزء لا يتجزأ من السياحة في الجزيرة لا يمكن أبدا تفويت أحد أهم نقاط السياحة في دولة معينة، لاسيما إذا كانت تلك الدولة تبعد بأميال وكيلومترات عن الجزائر، وإذا اختلفت من قارة إلى أخرى، حيث تتغير هنا تماما تلك "العادات" في الطبخ، أذواق ونكهات، أساسيات ومكونات مختلفة تماما، هذا ما ينطبق تماما على الأكل الأندونيسي، الذي يعد تجربة خاصة وفريدة، لابد منها عند زيارتها، ليس هذا فقط، بل قد تتغير تلك الاكلات من العاصمة، إلى الجزيرة، وحتى داخل الجزيرة من شمالها إلى جنوبها، إذ لا يكتفي سكان تلك الجزيرة عن إثارة دهشة الزائر بعدد النكهات التي يمكن تذوقها من خلال صحن واحد. في هذا الصدد، حدثتنا ايكا انيسة فاريستا، السكريتارة الثانية والمكلفة بالثقافة والإعلام، لدى سفارة أندونيسيابالجزائر، قائلة: "إن تجارب الأكل الآسياوي، الذي نجح اليوم في إثارة اهتمام الكثير من زوار أندونيسيا، الذين تعجبوا باختلاف النكهات في الأطباق الأندونيسية"، مضيفة أن جزيرة بالي هي الأخرى، تزخر بعدد من الأطباق التقليدية الشهيرة، التي لا يمكن تفويتها عند زيارة الجزيرة لأول مرة. حديقة ماسون للفيلة.. قطب مثالي لمحبي ذوات الخرطوم على مساحة أربع هكتارات، تمتد حديقة ماسون للفيلة، بجزيرة بالي، واحد من أهم المعالم السياحية الشهيرة بالمنطقة، تستقبل ما يزيد عن 600 سائح يوميا، تضم 25 فيلا، ستة منها وُلدت في الحديقة، أصغرها 3 سنوات، صممت الحديقة من الصفر، شبيهة بحديقة جوراسيك بارك من فيلم الخيال العلمي السنيمائي للديناصورات، في هذا الصدد، قال نيجل ماسون، مالك الحديقة، إنها صممت خصيصا لمحبي الفيلة، فيوم هناك، يسمح لهؤلاء بأن يكونوا أقرب بأكبر قدر ممكن من تلك الحيوانات اللطيفة، التي بالرغم من ضخامتها، إلا أن احتكاكها بالإنسان دائما ما يكون ممتعا وفريدا، إذ يمكن من خلال التجول في الحديقة، مشاركة تلك الفيلة بتقديم الأكل لها، أو إعطائها حماما، أو حتى السباحة معها، أو بكل بساطة امتطائها، لسفارٍ ممتع في أحضان تلك الحديقة، مشيرا إلى أن التعامل مع تلك الحيوانات دائما ما يكون على يد خبراء في الحياة البرية، يتم التعامل معهم وفق متطلباتهم الخاصة، ومنحهم كل ما يحتاجون إليه لراحتهم هناك.