أعرب سفير إندونيسيا في الجزائر، حليف أكبر، عن أمله في توطيد العلاقات السياحية بين الجزائر وإندونيسيا، مشيرا إلى أن الدولتين تزخران بثروة طبيعية وإمكانات بشرية، تجعلهما مؤهلتين لتطوير علاقاتهما الثنائية، خصوصا في المجالي الاقتصادي والسياحي، وأشار في تصريح ل"المساء"، إلى أهمية استحداث خط مباشر بين الجزائر وإندونيسيا، لتعزيز التبادل السياحي والاقتصادي بين الدولتين، بحكم أنه يجمعهما تاريخ منذ الخمسينات، يعد دليلا على العلاقات الناصعة والمتميزة بين الشعبين الشقيقين. جاء هذا اللقاء، على هامش اختتام الأسبوع الثقافي لدولة إندونيسيا، الذي احتضنه فندق "راديسون بلو"، في بلدية حيدرة بالعاصمة، أين تم عرض بعض الميزات الثقافية لجاكرتا، بين الأكلات الشعبية والرقص التقليدي. كما تم عرض أشرطة وثائقية وصور ساحرة للسفر إلى إندونيسيا، التي تحصي 14 ألف جزيرة، تتنافس فيما بينها بجمال كل واحدة وميزاتها الثقافية. تحدث السفير الإندونيسي عن تاريخ العلاقات الثنائية، حيث قال: "إن العلاقات الجزائرية الإندونيسية طويلة وتاريخية إلى ما قبل الاستقلال، حيث تعد اندونيسيا واحدة من الدول التي دعمت القضية الجزائرية، وأدخلتها إلى مجلس الأمم، ودامت العلاقات الثنائية، بعد نهاية الاستعمار، وكانت واحدة من أولى الدول التي فتحت ممثلية دبلوماسية لها بالجزائر، وكان ذلك سنة 1963". يعتقد السفير حليف أكبر، أنه بالرغم من البعد الجغرافي بين الدولتين، إلا أن العامل المشترك بينهما، وهو الدين الإسلامي، جعل الشعبين أقرب، الأمر الذي ساعد كثيرا في الترويج للتبادل السياحي بين الدولتين، إذ أن أغلبية السكان مسلمين في كلا البلدين، مشيدا بمستوى العلاقات التي وصفها بالمتينة، والمتطلعة لمستقبل زاهر، لاسيما في مجالي السياحة والاقتصاد. ويؤكد السفير أن إعفاء الجزائريين من التأشيرة لدخول إندونيسيا، دليل على الترحاب الكبير للشعب الجزائري بعاصمة جاكرتا وجزرها، منوها بأن أكثر المناطق استقطابا للجزائريين اليوم، هي جزيرة بالي الساحرة، التي أصبحت مستقلة بمطارها بفضل الخطوط المباشرة المتجهة نحوها، سواء عبر الخطوط التركية أو الإماراتية، ولها ميزات خاصة تستقطب السائح من ربوع العالم، تعرف عليها الجزائريون مؤخرا، لاسيما سحر الجزيرة وجمال طبيعتها، وسوقها التقليدي الذي يجمع بين حضارة قديمة ومدينة عصرية. قال حليف أكبر، إنه خلال سنة 2019، أحصت الجزيرة دخول 5000 سائح إلى أراضيها، وتراجع هذا العدد خلال جائحة "كورونا" التي دفعت بالعالم إلى غلق الحدود، كإجراء وقائي لكبح انتشار الفيروس، فاليوم المهمة الرئيسية هي إعادة إنعاش هذا القطاع بعد هذه الجائحة، فضلا على بناء جسر بين البلدين وتقريب الشعبين، من خلال خط جوي مباشر بين الجزائروجاكرتا. كما نوه الديبلوماسي في الجزائر، أنه من بين أهم النقاط التي يجب العمل عليها، انطلاقا من الجانب السياسي، هو التركيز على ترقية العلاقات الاقتصادية والتبادلات التجارية، لاسيما ما يتعلق بالشراكة في مجال المحروقات، الطاقة والمناجم، خصوصا الفوسفات، من خلال الشركتين الإندونيسيتين المتواجدتين في الجزائر، واحدة مختصة في مجال المحروقات، أما الثانية فهي في مجال المقاولاتية، معتقدا أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الجانبان، حتى ترتقي هذه العلاقات، مشيرا إلى أن الجزائر بالنسبة لإندونيسيا، هي بوابة إفريقيا للدخول إلى السوق الإفريقية، وإندونيسيا بوابة الجزائر للدخول إلى السوق الآسيوية.