يعد سرطان الثدي من أكثر الأمراض السرطانية انتشارا بين السيدات في مختلف البلدان، وفقا للدراسات العلمية الحديثة، وللحماية من تفشي هذا الداء، عكفت الكثير من الحكومات والمنظمات على تكثيف حملات التوعية والتحسيس بمخاطره وسط النساء، وعددت بالجزائر أساليب الوقاية، بالنظر إلى استفحال الداء، على غرار تفعيل دور فعاليات المجتمع المدني في توعية المرأة بالمرض، وكيفية الوقاية منه. تتمحور سياسة قطاع الصحة بالجزائر، في مجال مكافحة سرطان الثدي، حول "التحسيس بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض، من خلال التعريف بوسائل الفحص المتاحة وإشراك المواطنين ضمن استراتيجية الفحص". كشف السيد أزرراق سالم، مدير الصحة والسكان بالنيابة بالولاية، في تصريح ل«المساء"، عن مخطط الحماية من هذا المرض محليا بقوله: "هناك برنامج مفصل تتخلله فقرات التحسيس والتوعية"، وهو ما أكدته الدكتورة وسيلة بوهلالة، أخصائية في طب الأوبئة والوقاية، حيث صرحت بأن المصالح الصحية بالولاية، أعدت برنامجا مفصلا، بالتنسيق مع المؤسسة العمومية للصحة الجوارية. يشمل البرنامج على الخصوص، فقرات متعددة، بدأت من الفاتح أكتوبر الجاري إلى غاية 31 من نفس الشهر، تشمل حصصا إذاعية كل يوم على مدار الشهر، لتوعية النساء بهذا المرض، وكيفية التعامل معه صحيا، باتباع برنامج وقائي كامل ومحترم، فيما برمجت ذات المصالح ندوة طبية يوم 16 أكتوبر 2024، بالمركز الثقافي الإسلامي، بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني والأئمة بالسلك الديني، لتوسيع دائرة التوعية والتحسيس. من جهة أخرى، أفادت المتحدثة، بالتقرب من المديريات والاتصال بالعاملات، قصد التحسيس والتوعية، فيما ستنظم لقاءات مع المتربصين بالتكوين المهني وملحقة شبه الطبي، بغية التحسيس وتكثيف التوعية في الأوساط النسائية، فيما تتواصل حملات التحسيس لتطال وحدات الكشف والمتابعة، التابعة لقطاع التربية بهدف تحسيس العاملات بها. وقالت الدكتورة، إنه سيتم القيام بعمل جواري، بالتنسيق مع مصالح النشاط الاجتماعي، وإقامة أبواب مفتوحة تتناول الكشف المبكر على مستوى العيادة متعددة الخدمات "فرانس فانون"، البرنامج نفسه، سيشمل بلدية أم العسل، بمشاركة الأطباء الأخصائيين والقابلات ومختلف المتدخلين على مستوى المستشفى المختلط سي الحواس. غياب مخبر مختص ونقص الأخصائيين في الأشعة بخصوص الانشغالات التي تطرح على المستوى المحلي، فإنها تتجلى، حسب ذات المصدر، في صعوبة تشخيص المرض، بسبب غياب مخبر متخصص للكشف عن سرطان الثدي والتشريح المرضي، إضافة إلى نقص الأطباء الأخصائيين في الأشعة. أما فيما يتعلق بطرق العلاج، ومدى توفر الأدوية الكافية للتغلب على هذا المرض، أشار أزرراق سالم، إلى أن الأدوية متوفرة بالقدر الكافي للتكفل الأمثل بمرضى سرطان الثدي. كما أشار مدير الصحة، إلى أن الولاية برمجت دراسة لإنجاز مركز للسرطان ضمن البرنامج القطاعي لمديرية الصحة، لكن الاقتراح لم يحض بالقبول، مردفا بالقول: "سنعمل على إعادة تسجيل العملية خلال السنة المقبلة 2025". تجدر الإشارة إلى أنه، بأمر من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قام وزير الصحة عبد الحق سائحي، بتاريخ 6 ديسمبر 2023، بزيارة عمل وتفقد لولاية تندوف، مرفوقا بوفد وزاري، ضم إطارات من الإدارة المركزية، وكذا خبراء في عدة تخصصات، وتم خلال الزيارة، وضع حيز الخدمة، وحدة معالجة الأمراض السرطانية، كما تدعم قطاع الصحة بالولاية، بوحدة جديدة للأورام السرطانية في المستشفى المختلط "سي الحواس"، تستوعب حاليا ما يفوق 65 مريضا، وقد دخلت الخدمة سنة 2024، وتتوفر المصلحة على 20 سريرا مجهزا بكل التجهيزات الطبية الحديثة، التي تسمح بالتكفل الأمثل بالمرضى، والتخفيف من معاناتهم وتنقلاتهم إلى ولايات الشمال، فيما يبعد أقرب مستشفى لأمراض السرطان، ويتعلق الأمر بمستشفى بشار، بمسافة تزيد عن 800 كلم. أوضح السيد عثماني لطفي، أخصائي في أمراض الدم بذات الوحدة، في تصريح ل«المساء"، بأن وجود هذه الوحدة بمقدوره تخفيف معاناة المرضى في تندوف، والتكفل بمرضى سرطان الدم من حيث العلاج الكيميائي، أو إجراء التحاليل المتخصصة التي يضمنها مركز حقن الدم. تتركز أهم انشغالات مرضى السكري، عموما، ومرضى سرطان الثدي على الخصوص، بولاية تندوف، حول مناشدة السلطات المحلية في التعجيل بإنجاز مركز قار، للتكفل عن قرب بكل الحالات، وتلقي العلاج بمقر سكناهم، عوض التنقل إلى ولايات الشمال، قصد العلاج، إضافة إلى المناداة بتوفير الأدوية الكافية لمواجهة هذا المرض العضال.