تدخل الكثير من الحوامل، خلال موسم الشتاء، في حيرة من أمرهن، بين ضرورة التطعيم ضد الأنفلونزا، وأثر ذلك على الحمل والجنين، رغم تأكيد خبراء الصحة، على أن التلقيح أثناء الحمل، يساعد على حماية الأم والجنين، حتى بعد الولادة، لهذا شددت سارة بلكلام، المختصة الميكروبيولوجية، على ضرورة التطعيم خلال موسم الأنفلونزا، للنساء الحوامل، أو حتى للواتي يخططن للحمل والنساء، في غضون 3 أشهر بعد الولادة، حيث يساهم ذلك في حماية الأم وجنينها طيلة ستة أشهر ضد فيروس الأنفلونزا، وخصوصا المضاعفات الناتجة عنه. قالت الدكتورة بلكلام: "يصنع التطعيم ضد الأنفلونزا، من نفس الفيروس الميت، يعطي بذلك مناعة مضادة، وعلى هذا تعتبر تركيبة تلك اللقاحات آمنة في غالب الحالات، لاسيما على أكثر الفئات هشاشة، على غرار المرأة الحامل". وأضافت أن "المثير من النساء الحوامل، خلال هذا الموسم، يعزفن عن إجراء التلقيح ضد الأنفلونزا، تخوفا من أثره على الحمل والجنين، وهذا ما قد يعرضهن للإصابة بالفيروسات، وأكثرها انتشارا، الأنفلونزا الموسمية، وهو ما قد يعرضهن كذلك لمضاعفات صحية، تكون أخطر على الأم والجنين على السواء". أكدت المختصة، أن جهاز المناعة يضعف مع الحمل، لذا لابد من التطعيم قبل الحمل أو خلاله، وحتى خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، وتشتد العدوى وفق الخبيرة في الثلث الثاني من الحمل إلى غاية فترة ما بعد الولادة، التي تكون فيها المرأة الحامل أكثر حساسية، وحمايتها بالتطعيم حماية للجنين، خلال مرحلة تواجده في بطن أمه، إلى غاية ولادته، فحتى سن ستة أشهر، تضيف الطبيبة، الرضيع يكون جد حساس لهذا النوع من الفيروسات الموسمية. وقد نبهت الطبيبة إلى أن التطعيم لا يعني منع الإصابة بالأنفلونزا، مائة بالمائة، إلا أنه يقي من المضاعفات الخطيرة، ويحمي الصحة من أكثر المضاعفات خطورة، التي قد تهدد الصحة، وقد تصل إلى الموت، مردفة بقولها: "إن المرأة الحامل من أكثر الفئات الهشة، كالأطفال وكبار السن، والذين يعانون أمراضا مزمنة، أو مرضى القصور الكلوى، أو حتى الذين يعانون السمنة المفرطة، إذ يعد اللقاح أكثر أمانا من عدم أخذه خلال هذا الموسم" وتضيف المتحدثة، أن اللقاح لابد أن يتم تجديده كل سنة، لأن هذا النوع من الفيروسات تتحور تقريبا كل ستة أشهر، وهي فترة فعالية اللقاح، وهذا ما يستدعي تجديده كل موسم، فلا يصلح أن يجري اللقاح مرة واحدة لأكثر من موسم واحد. وأكدت الدكتورة سارة بلكلام، بأن التطعيم يمكن أن تكون له آثار جانبية خفيفة، كالحمى، الصداع، احمرار مكان اللقاح، ألم في العضلات، أو حتى إصابة طفيفة بالأنفلونزا، وكلها أعراض جانبية طبيعية وغير خطيرة، لا يجب القلق بشأنها أبدا.