تمر ستون يوما على جريمة التطهير العرقي التي يواصل جيش الاحتلال الصهيوني اقترافها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة شمال قطاع غزّة، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 3700 ضحية ما بين شهيد ومفقود و10 آلاف جريح و1750 معتقل وتدمير مختلف القطاعات الحيوية. لم تتوقف آلة الدمار الصهيونية عن قصفها المكثف والممنهج جوا وبرا وبحرا على كل شبر في شمال القطاع، حيث تواصل دك ما تبقى من مبان ومنشآت من جباليا المخيم وجباليا البلد وجباليا النزلة مرورا بمدينة بيت حانون و بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا ووصولا إلى محيط هذه المناطق المنكوبة. ولأنها جريمة مركّبة يواصل الاحتلال منع طواقم الدفاع المدني في المحافظة من التدخل ويستهدفها عمدا، إضافة إلى تدميره للقطاعات الحيوية وعلى رأسها الصحي ما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في محافظة الشمال التي أعلنتها سلطات غزّة محافظة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وقد حصل المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، على أكثر من شهادة ميدانية حيّة بوجود بين 500 إلى 650 جثمان من جثامين الشهداء ملقاة في الشوارع والطرقات على مدار شهرين متواصلين، بسبب منع جيش الاحتلال الطواقم الطبية وفرق الإغاثة والطوارئ والدفاع المدني من الوصول إليها، الأمر الذي جعل الكلاب الضالة تنهش جثامين الشهداء في الشوارع وقد تحولت جثامينهم إلى عظام متناثرة في الشوارع والطرقات دون إمكانية التعرّف على هوياتهم. وأكد المكتب الإعلامي، أن الاحتلال الصهيوني يتعمّد مواصلة العدوان بشكل همجي ووحشي وبشكل مخطط له على المدنيين وعلى الأحياء السكنية المدنية الآمنة، وعلى مراكز النزوح والإيواء والانتقام منهم وتشريد عشرات الآلاف منهم وإجبارهم على التهجير القسري من أحيائهم السكنية ومن منازلهم. وحذّر من أن الاحتلال مستمر في مخطط القتل والإبادة والتدمير الشامل والتهجير القسري، وذلك بغطاء أمريكي ومشاركة بريطانية ألمانية فرنسية، وأن هذه المخططات مغطاة أمريكيا وبضوء أخضر لارتكاب المزيد من المذابح والمجازر والقتل والإبادة الجماعية والتطهير العرقي. ولم يتوقف العدوان الصهيوني عند هذا الحد، بل امتد لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية باستخدام سلاح تجويع المدنيين وتعطيشهم وحرمانهم من الوصول إلى المساعدات والبضائع والمواد التموينية والغذائية، ومنع الاحتلال وصول أكثر من 8000 شاحنة مساعدات وبضائع منعها من الدخول إلى محافظة شمال قطاع غزّة. كما قام باستهداف وتدمير عشرات مراكز النزوح والإيواء التي تضم عشرات آلاف النازحين الذين هربوا من منازلهم بحثا عن الأمن والأمان، كما ارتكب جريمة تفجير وتدمير المنازل والمساجد والمؤسسات والأحياء السكنية، وتدمير وقصف المستشفيات والأسواق وارتكاب المجازر فيها وقتل آلاف المواطنين بشكل وحشي ومقصود، ومنع وفق خطة ممنهجة عمل طواقم الخدمات المدنية والإنسانية بشكل كامل، وحرمان الطواقم الطبية من الطعام واعتقالها وتعذيبها ومنع تنفيذ حملات طبية مهمة مثل منع تنفيذ حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال. أمام هذه الجرائم الشنيعة شدد المكتب الإعلامي، على أن ما يتعرض له الفلسطينيون في محافظة شمال قطاع غزّة لا يصدقه العقل والمنطق، يطالب مجددا كل دول العالم بإدانة هذه المذابح المروّعة ضد الأحياء السكنية وضد المدنيين وضد المستشفيات والطواقم الطبية وضد المساجد والمؤسسات المدنية المختلفة، وفي حين حمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية، كامل المسؤولية عن استمرار حرب التطهير العرقي في غزّة، طالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالقيام بدورها المنوط بها، والالتزام بتعاليم القانون الدولي والإنساني من خلال تقديم الخدمة الإنسانية والصحية والإغاثية والحماية المدنية لكل المستشفيات والمؤسسات والأحياء السكنية المدنية. كما طالبهم بالضغط على الاحتلال بكل الوسائل والطرق لوقف جرائمه المروّعة في القطاع.