تعيش ولاية قسنطينة، بعد قرابة الشهر من الدخول المدرسي، على وقع الاكتظاظ، خاصة في مرحلة الإكمالي، وهو وضع أقره المسؤولون، الذين أكدوا سعي السلطات لإنهائه ومحاولة القضاء عليه، بحلول عملية تضمن مقعدا بيداغوجيا لكل تلميذ. يشتكي كثير من أولياء التلاميذ، خاصة متمدرسي الطور المتوسط من هذا الوضع، الذي طفى إلى السطح بشكل كبير، منذ جائحة "كورونا"، وحتى الساعة، حيث بلغ متوسط التلاميذ في هذا الطور من 35 إلى 45 تلميذا في القسم الواحد، فيما تعدى ببعض المؤسسات إلى أزيد من 45 تلميذا في القسم الواحد، في حين ينتظر الكثيرون منهم حلولا مناسبة للقضاء على المشكل، والسماح لأبنائهم بالتمدرس في ظروف بيداغوجية حسنة، علما أن السلطات أفرجت مع الدخول المدرسي الجاري 2024-2025، عن 6 متوسطات، واحدة بنظام نصف داخلي، فضلا إنجاز 6 أقسام توسعة، مع تهيئة وترميم 10 متوسطات، وتجهيز 4 متوسطات أخرى. تمركز الاكتظاظ وعلي منجلي على رأس القائمة رغم كل هذه الإنجازات، إلا أن مشكل الاكتظاظ المسجل بالعديد من المؤسسات التربوية، خصوصا في مرحلة التعليم المتوسط، لا يزال قائما، خاصة على مستوى المدينة الجديدة على منجلي، بسبب عمليات الترحيل المستمرة، كما هو الحال بالنسبة لمتوسطة "بن زكري ليلى" ومتوسطة "ثنيو أحمد"، وغيرها من المتوسطات الأخرى على مستوى بلدية الخروب، وحتى ببلدية حامة بوزيان، التي تشهد هي الأخرى اكتظاظا كبيرا في هذا الطور، منذ سنتين، غير أن مسؤول القطاع، أكد مؤخرا، خلال عرضه لحصيلة قطاعه، إثر زيارة وزير التربية للولاية، أن المقعد البيداغوجي مضمون لكل التلاميذ في كل المراحل، مع محاولة توفير الظروف الأفضل للتلميذ والموظفين. لكن مع بعض الصعوبات المسجلة، والتأخر في إنجاز بعض الهياكل، ونقص العقار في بعض الفضاءات التي تشهد اكتظاظا، يبقى من أهم المشاكل، رغم كل الإنجازات والمشاريع التي استفاد منها قطاع التربة والتعليم بالولاية. استلام 20 مؤسسة تربوية جديدة مع الدخول المدرسي لا تزال السلطات المحلية، بهدف تحسين نوعية التعليم ورفع مردود النظام التربوي، وفي إطار المخطط التنموي لقطاع التربية الوطنية، تعمل بالتنسيق مع مختلف الأطراف، لتجسيد الأهداف المسطرة وتسليم المنشآت الجديدة في أجالها، حيث تم مع الدخول المدرسي الجاري، وبالنسبة للطور الابتدائي، إنجاز 10 مجمعات مدرسية، و41 قسم توسعة، فضلا عن 25 مطعما مدرسيا، و73 ساحة لعب وملعبا جواريا للرياضة بالمدارس، بغلاف مالي قدره 162.167.254,41 دينار، مع تهيئة وإعادة الاعتبار للمدارس والمطاعم المدرسية بمجموع 346 مدرسة، بغلاف مالي قدره 1.907.037.425 دينار، وكذا تجهيز المؤسسات التربوية والمدارس بمجموع 122 مؤسسة، بغلاف مالي قدره 352.429.003,38 دينار، فضلا عن إنجاز وحدة للكشف الصحي. أما بالنسبة للطور المتوسط، فقد عرف الدخول المدرسي لهذا العام، إنجاز 6 متوسطات، وإنجاز نظام نصف الداخلي بمتوسطة واحدة، مع إنجاز 6 أقسام توسعة، فضلا عن تهيئة وترميم 10 متوسطات وتجهيز 4 متوسطات أخرى. فيما استفاد تلاميذ الطور الثانوي، والذين بلغ عددهم خلال الدخول الجاري 49574 تلميذ، من إنجاز 3 ثانويات، فضلا عن تحويل متوسطة إلى ثانوية جهوية للرياضيات بنظام داخلي، والتي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، مع تهيئة وترميم 9 ثانويات، وتجهيز ثانوية. الأزمة نحو الانفراج بعين أعبيد في نفس السياق، تدعمت بلدية عين أعبيد، التي كانت مؤسساتها التربوية تعرف ضغطا كبيرا، بسبب عملية الترحيل الأخيرة، بمتوسطة في القطب السكني "5 جويلية 1962"، إضافة إلى الإبقاء على استغلال مدرسة ابتدائية ملحقة لنفس المستوى، مع افتتاح ابتدائية جديدة في نفس الحي، لتغطية الطلب بالنسبة للمرحلين الجدد، فضلا عن فتح قاعة إطعام جديدة، وأخرى بالمدرسة المتواجدة في منطقة بولقنافد. أما بعين أعبيد مركز، فقد فتح المجمع المدرسي بحي "1050 مسكن" أبوابه لاستقبال تلاميذ الحي، فضلا عن ملحق بمدرسة شويب، إضافة إلى قسمين جديدين بمدرسة بئر الكراطس، لتغطية العجز المسجل بها، منذ سنوات. ثانوية جهوية للرياضيات فتحت الثانوية الجهوية للرياضيات، على مستوى مؤسسة "الصادق حماني" بحي عبد السلام الدقسي، أبوابها مع الدخول المدرسي الجاري، وتستقبل هذه المؤسسة، التي دشنها وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، مؤخرا، التلاميذ المتفوقين من 22 ولاية من الشرق والجنوب الشرقي للبلاد، حيث ستكون الثانوية المخصصة لشعبة الرياضيات، والتي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الولاية، مخصصة للتلاميذ المتفوقين في مرحلة التعليم المتوسط. تستقبل هذه المنشأة التربوية الجديدة للطور الثانوي، والمتخصصة في الرياضيات، وتتربع على مساحة إجمالية تقدر ب 10.805 متر مربع، منها 2.226 متر مربع مبني، 112 تلميذ من 22 ولاية من شرق وجنوب شرق الوطن، موزعين على 6 أفواج بمعدل 19 تلميذا في كل فوج، يؤطرهم 21 أستاذا، كما أنها تتوفر على 15 قاعة للدروس، ومكتبة وحجرتين للإعلام الآلي ومخابر للعلوم والفيزياء، وملعب وقاعة للترفيه و10 مراقد. مبالغ معتبرة للمنحة المدرسية، الإطعام والنقل وحسب تصريحات مدير التربية التي أدلاها، مؤخرا، فقد تم إيلاء أهمية كبيرة لقطاع التربية، من خلال مساهمة ميزانية الولاية في تموين العديد من العمليات الخاصة، بإنجاز أقسام توسعة، تهيئة وإعادة الاعتبار للمدارس والمطاعم المدرسية، وكذا تجهيز بعض المؤسسات التربوية، بالإضافة إلى المساهمة في النقل المدرسي والإطعام المدرسي، فضلا عن القضاء على نظام التسخين باستعمال المدافئ التي تشتغل بمادة المازوت، إذ تم تزويد كل المدارس بشبكة الغاز الطبيعي. من جهة أخرى، وفي إطار العمل التضامني، فقد تم اتخاذ عدة ترتيبات للدخول المدرسي 2024-2025، حيث تم صب المنحة المدرسية ل 58058 مستفيد بتاريخ 31 /07 /2024، إلى جانب توفير الوجبات الغذائية الساخنة لمجموع 132543 تلميذ، بتكلفة سنوية تقدر ب2.007.140.187,82 دينار. أما عن النقل المدرسي، فقد تم توفير الخدمة لفائدة 14722 تلميذ، بتكلفة سنوية تقدر ب 555.820.101,64 دينار، من خلال تغطية 249 خط نقل، وتسخير 282 حافلة، منها 64 حافة ملك للبلديات، و218 حافلة مؤجرة من الخواص. وفيما يخص توفير الحقيبة المدرسية، فأكدت الإحصائيات المقدمة، أنه تم توفيرها لمجموع 38680 تلميذ، بتكلفة إجمالية تقدر ب117.590.000,00 دينار. للإشارة، فقد بلغ عدد التلاميذ المتمدرسين في جميع الأطوار للدخول المدرسي الجاري، 284638 تلميذ، منهم 6300 بالتحضيري، و132385 تلميذ بالطور الابتدائي، و96379 تلميذ في الطور المتوسط، و49574 في الطور الثانوي.